بصمات القاعدة واضحة في الاعتداء الذي وقع مؤخراً في منطقة اللطيفية ضد ثكنة للجيش العراقي وعناصر الصحوة في المنطقة التي عَرفت الموت المجاني خلال السنوات القليلة الماضية، بما كانت توزعه عصابات القاعدة على المدنيين الأبرياء- دون تمييز- من احزمة وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة.
القاعدة التي نامت خلاياها خلال الفترة الماضية، ونؤكد على نومها وليس انتهاء دورها التدميري، عادت وبقوة إلى quot; مثلث الموتquot; لتنشر الموت والدمار من جديد في ربوع تلك المناطق الآمنة.
quot;صحوةquot; القاعدة الجديدة في مناطق quot;مثلث الموتquot; جاءت لتُعيد دورها التخريبي في تلك المناطق، التي تُعد أول المناطق في العراق التي بدأ فيها القتل على الهوية، وسلب الناس حقوقهم وسط اختفاء حقيقي لسلطة القانون آنذاك.
ويبدو أن الذين ذهبوا للربط مابين الأزمة الأخيرة بين الصحوة وأجهزة الأمن، وماحدث من اختراقات أمنية، وروجوا لذلك؛ قد ايقنوا خطأ ماذهبوا إليه فهذا الربط بعيد عن الواقع وعن حقيقة كون ان هذه الصحوات مستهدفة اصلاً من قبل القاعدة ومايؤكد ذلك حادث اللطيفية الأخيرة الذي رفع عدد ضحايا عناصر الصحوة إلى نحو 53 قتيلاً في بغداد وحدها.
من الطبيعي ان ترافق كل ممارسة سلبيات، قد يطغي بعضها على الايجابيات وماتم تحقيقه او مايُنتظر تحقيقه. ومايمكن التأكيد عليه هنا هو ان الصحوات قد تضم بين صفوفها عددا من المتجاوزين والمخالفين للقانون، ولكن ذلك وبكل تأكيد لايمكن ان يشمل تجربة quot;ابناء العراقquot;، تلكم التجربة التي حملتها الاكف البيضاء، لمحو الظلام الذي نشرته عناصر السوء في ربوع العراق.
الصحوات بحاجة إلى قاعدة للتعامل أو قانون واضح وصريح لا لبس فيه، فهذه التجربة التي كان عليها الاعتراض بدايةً، كان يجب ان توضع في اطار تلك القاعدة؛ لكي يتم الاحتكام إليها عند الضرورة؛ عليه و لكي يتم وأد مايمكن ان نسميه بــquot;صحوةquot; القاعدة؛ لابد من وضع تلك القاعدة الصحيحة التي تعيد رسم ملامح صورة الصحوة القانونية؛ أي تشريع الصحوة قانونياً بتحويلها إلى قوى أمنية في مناطق تواجدها تعمل تحت سيطرة الحكومة ولاتعمل بشكل منفرد وبقرارات شخصية تسلطية تصدر ربما من طارئين على تلك الصحوات يتحكمون برقاب الناس وارزاقهم ومعايشهم.
ثبات الاجهزة الامنية وقدرتها على الاستمرار في فرض الأمن والاستقرار، وبمساعدة وعي شعبي لامثيل له، فضلاً عن نزع الرداء الطائفي عن تلك الصحوات، كل ذلك سيساهم وبكل تأكيد في القضاء على تلك quot;الصحوةquot; السوداء للقاعدة، وبمقابل ذلك كله يتم وضع قاعدة للصحوات ndash; كما قلنا- تبقى الأساس الذي يمكن اللجوء إليه والاعتماد عليه عند الحكم على هذه التجربة و مايمكن ان يصدر عنها مستقبلاً.
معد الشمري
[email protected]
التعليقات