الأخبار الواردة من مدينة أشرف التي يتخذ منها اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية مقرًا لها مقلقة ومفزعة جدًا.. والقوات العراقية منعت الجمعة 2 أبريل دخول عدد من الأطباء الذين استدعتهم المنظمة لإجراء عمليات جراحية لعدد من المرضى الراقدين في المستشفى من ضمنهم إمرأة مصابة بسرطان. وحسب تصريح مسؤول في المنظمة لـ laquo;الشرق الأوسطraquo;: أنlaquo;الموافقات من الحكومة العراقية والقوات الاميركة كانت قد استكملت في وقت سابق لدخول الأطباء الذين فوجئوا بمنعهم من الدخول، بعدما أبلغتهم القوات عند باب المعسكر أن الأوامر صادرة من مستشارية الأمن القومي في بغدادraquo;.


وكانت قد تناقلت الاخبار قيام القوات العراقية يوم 13 مارس بتطويق أحدى مباني المدينه laquo;أشرفraquo; ولجأت إلى استعمال القوة وسوء المعاملة مطالبة بإخلاء المبنى من مئات الأشخاص من سكانها وغالبيتهم من النساء والغريب في الامر هو قول المهاجمين إن السيد موفق الربيعي مستشار الأمن القومي في الحكومة العراقية هو من أمر القوات العراقية بالاستيلاء على هذا المبنى الذي يشكل جزء أكبر منه منامًا للنساء..

ومن جهة أخرى فان تفاقم الازمة وتناقل وکالات الأنباء العالمية لها ولتصريحات مسؤولين في المدينة حول استمرار هذه الممارسات التعسفية مثل فرض الطوق على المبنى وصفد وضرب السكان أو بعضهم بالهراوات الالكترونية وانواع التهديدات التي تعد جميعها انتهاكات صارخة لاتفاقيات جنيف والقانون الانساني الدولي والقانون الدولي كل ذلك يشير الى مخطط اجرامي كبير ومدلول لجريمة حرب ضد افراد محميين وهذا ما يجعلنا نقول أن الکارثة الانسانية التي کانت الاجواء بوقوعها بالفعل قد تنذر قد بدأت فهناک 3500 انسان يعيشون تحت حصار داخل المدينة. وأصبح من الواضح تمام الوضوح أن ما يمارسه موفق الربيعي ما هو الا تلبية وطاعة لأوامر السلطات الإيرانية حيث اتت هذه الممارسات القمعية بعد أمر المرشد الاعلي الإيراني آية الله علي خامنئي قبل فترة في لقائه مع الرئيس الطالباني للحکومة العراقية أن laquo;تنفذ الاتفاق الثنائي بخصوص طرد المنافقين (أي مجاهدي خلق الإيرانية) بشکل جديraquo;.

وهنا يبدو أن اصل المسالة ذي ربط وذي وصل بما يجري في طهران وما يسري على المسؤولين الايرانيين من قرارات وتصريحات سافرة..واذا لا يکون لدى المتابع أي معلومات عن اسماء المسؤولين العراقيين وتوجهاتهم وولاءاتهم وانتماءاتهم ولا يعرف من يكون الولي الفقيه في إيران، فأنه قد يتصور کان آية الله علي خامنئي هو مسؤول عراقي وسلطته اعلى من رئيس الجمهورية العراقي وله الحق في اصدار اوامره ويقول: laquo;يجب أن ينفذ هذا القرار ونحن بانتظار تحققهاraquo;!!.

والاسباب عديدة وراء هذا التصرف لولي الفقيه وهو يزيح الستائر ويطالب بـ laquo;تنفيذ الاتفاقات الثنائيةraquo; وبهذا الخصوص هناك ما يجب أن نشير إليه فيما يخص الوضع الداخلي الإيراني وهو الاكثر حرجا وتوترا فمظاهرات طلاب الجامعات في طهران وسائر المدن لا زالت مستمرة و الاسعار والغليان الجماهيري في تصاعد مستمر وليس ذلك بخافيا على أحد فوسائل الاعلام لم تخفي شيئا وهذا جزءا مما يعانيه نظام طهران داخليا مما يدفعه الى القيام بحملة اعدامات جماعية ضد ضحايا سياساته أو حقنهم بالحامض في عيونهم وفق اعمال منهجية يومية.

ويعاني نظام طهران من انهيارات داخلية وخاصة داخل كيانه السياسي واكثر الاسباب ايلاما له وما جعله في هذا الوضع المحرج جدًا ومن اكثر هذه الاسباب اولا كان القرار الصادر عن 27 دولة اوربية باخراج اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة وبهذا القرار تم رفع السد والعائق أمام المعارضة القوية في إيران وهي البديل الديمقراطي لهذا النظام وهي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعموده الفقري مجاهدي خلق الإيرانية وقد جائت اصوات من البرلمانيين الاوربيين وايضًا اعضاء في الکنغرس ومجلس الشيوخ الأمريکيين حول الاعتراف بهذه المقاومة کممثل شرعي وقانوني للشعب الإيراني ومن الطبيعي جدًا ان يثير هذا خوف النظام لانه يرى بأم اعينه أن المعارضة تتقدم بشکل جدي في الساحة الدولية.

والسبب الثاني الذي يتكتم عليه النظام في طهران وهو كون أن أبناء الشعب العراقي وخلال انتخاباتهم الأخيرة في كربلا وبغداد والبصرة وديالى قد وجهوا صفعة قوية إليه ونبذوه وعناصره ومواليه وذيوله وأتباعه صفعة احمرّ من أثرها وجوه الملالي الحاكمين في طهران وقم!.. حيث لمس المواطنين العراقيين وخلال كل هذه السنين أثار ونتاج الاحتلال الايراني المبطن للعراق وكانت نتيجة انتخابات مجالس المحافظات العراقية ردا قاسيا ورفضا واضحا لنظام طهران وذيوله.

ما يعانيه النظام من ضعف ومن قلق وخوف وتدهور لجا بجافع الخوف والهسترية الى الاعلان عن تدخلاته السافرة والامر بوضع أيديه على أشرف في محاولة لتلافي الضربة الاستراتيجية التي تلقاها وإعادة المعادلة السابقة التي ذهبت إلى اللاعودة. فاغلاق أشرف هو مطلب لنظام إيران وسياسة مملاة من قبله وأمر غير قانوني من الأساس يعرض اشرف الى كارثة كبيرة ويشوه العراق الجديد.
يرى الحاكم في إيران أن laquo;أشرفraquo; هي العامل الديناميكي لاثارة الكراهية والمعارضة لدى 3 ملايين من شيعة العراق و 5 ملايين و200 ألف آخر من أبناء الشعب العراقي من السنة والشيعة والكرد والمسيحيين والتركمان ضده ويظن أنه وبفرض الحصار والمضايقات على اشرف سوف يسلم ويأمن من غضب وكراهية الشعب العراقي ضده.. والزيارات المتتالية للسلطات الإيرانية للعراق منها الزيارة طويلة المدة لولايتي وزيارة متكي وزير الخارجية الإيراني وزيارة رفسنجاني رييس مجلس الخبراء وأخيرًا زيارة لاريجاني رييس البرلمان الإيراني يجب أن يُنظر اليها من هذا المنطلق.
وعليه فإن الضغوzwnj;ط التي يمارسها سيادة المستشار على أشرف هي تنفيذا نصيا لأوامر الولي الفقيه في إيران ويبقى القول أن السيد الربيعي اكثر مما يكون مسؤولاً عراقيًا فهو مسؤول إيراني فتصريحاته ليس لها علاقة مطلقًا بالشعب العراقي وهو ومع عمله هذا وفي اطار المصالح الضيقة ينفذ خطط إيران وخطة إيران هي اغلاق أشرف وعلى كل شرفاء العالم العربي والعالم بأكمله أن يسارعوا لانقاذ ارواح 3500 انسان ثلثهم من النساء المجاهدات وأن لا يسمحوا أن يمهد مرتزق للنظام الإيراني كموفق الربيعي الطريق لوقوع كارثة انسانية ويلبي أحلام النظام الإيراني خلال السنوات الثلاثين الماضية.

وهنا علينا أن نشير إلى الموقف المشرف للسيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في العراق في تصريحه يوم 7أبريل 2009 والمنشور في موقع الرئاسة العراقية الكتروني حيث قال: laquo; فان وجود منظمة مجاهدي خلق على الارض العراقية هو وجود مشروع في اطار اتفاقيات دوليةraquo;.

علينا أن ننظر الى مجاهدو الشعب الإيراني كحلفاء حقيقيين لشعوب المنطقة وخاصة العرب في مقاومة التحدي الإيراني. وتأييد مجاهدي خلق واجب على كل القوى المؤمنة بالحرية والمساوات وقد كان مجاهدي خلق ولا زالوا سدا منيعا أمام مؤامرات إيران ولهذا السبب يريد النظام الإيراني أن يرفع هذا السد من أمامه وتوسعاته ووجوده ليتمكن من تصدير ارهابه بشكل اسهل إلي البلدان العربية.

محمد علي يوسف
باحث وكاتب
[email protected]