تمر علينا نحن العراقيين هذه الايام ذكرى كبيرة وعظيمة وعزيزة على قلوبنا فلقد سقط صنم الطائفية العنصري صدام بن حسين ونظامه الديكتاتوري الجاهل المتخلف الارهابي. سقط هذا النظام سقوط الجبناء سقوط لايدنى بشيء من شرف الرجولة وشرف الخصومة وحتى شرف المسؤولية بل وحتى شرف العسكرية التي كان يغتصب نياشينها ومراتبها هو والاقلية الحاكمة معه. فقبل حوالي أربعة عشر قرن سقط صنم الكفر quot; اللات quot; وبعد كل هذه القرون وفي 9 نيسان 2003 سقط في بغداد صنم quot; البيكومون quot;. وبين صنمي اللات والبيكومون سمات جامعة كثيرة وتكاد تكون متطابقة بالتمام. فكلاهما كفرا بالانسان والدين والحياة والاخرة على حد سواء.

الكثير من المتضررين من جراء سقوط الصنم يتباهون ويجادلون بالاثم بان العراقيين لم يسقطوا الصنم بل قوات التحالف هي من قامت بذلك. وكأنهم بذلك يعلنون ويجاهرون باستعدادهم لتقبل الصفعة ببسطال ابناءعمهم سام، العريف وليم والملازم سميث لكنهم يرفضون ان تكون الصفعة بنعال العراقي الاصيل والصديق العزيز ابو تحسين او بنعال ذلك الطفل العراقي التاريخي في ساحة الاندلس والذي لم يتجاوز عمره حينها ثمانية سنوات و الذي اشبع راس الصنم المسحوب في الشارع بين ضربة واخرى بالحذاء بصقة تليق بصنم ساقط وبنظام كارتوني متهالك وباقلية داعمة له اكثر ذل وهوان فلقد كانت هذه الاقلية بنفس الوقت تنزع ملابسها الزيتوني وتتخلص من اسلحتها لتركض عارية في الشوارع.وامام عدسات التلفاز التي كانت تنقل هذه الصور بشكل مباشر على الهواء.

من الذي أسقط نظام الاقلية الصنمية. هل هم العراقيون الابطال الاكارم ام قوات التحالف؟ سؤال مازال حتى لحظتنا هذه يجادل بجوابه ظلال الصنم وبقايا حجره واصحاب الكوبونات النفطية وايضا المتضررين من سقوط الصنم من اصحاب الابواق والطبول الفارغة تلك التي تسمى وسائل الاعلام او الهيئات الطائفية المقيته.


لايوجد أدنى تردد من القول أن قوات التحالف ساعدت العراقيين باسقاط هذا النظام المتهالك، والامور تمت بعد ان تطابقت في تلك اللحظة التاريخية مصالح العراقيين مع مصالح قوات التحالف في اسقاط هذا النظام المتخلف والذي وصفه احد اهم وابرز اعضاء الكونغرس الامريكي quot; بان النذل نذلنا لكن حال وقت سقوطه quot;. لقد حاصر العراقيين الابطال هذا النظام ورموزه في جحوره السرية لاكثر من ثلاثة عشر عام ومنذ عام 1991 وحتى نيسان 2003 لم يجرأ صدام وزبانيته للخروج الى الشوارع. ولقد دفع العراقيين خيرة ابنائهم وشبابهم لاجل مقاومة الصنم وملئت ارض الجنوب والفرات الاوسط بحوالي 420 مقبرة جماعية مكتشفة لحد الان وروعت جبال كردستان العراق باسلحة الدمار الشامل وذبحت اهوار العراق الجنوبية شر ذبحة وشرد اربعة ملايين عراقي من المثقفين والفنانين والمبدعين والاكاديميين والعلماء والخبراء كصورة من المقاومة والرفض. وكانت الانتفاضة الشعبانية البطولية عام 1991 بمثابة تتويج كبيرة وتاريخي لنضال وتضحيات العراقيين حينما حوصر النظام واجهزته القمعية الطائفية في ثلاث محافظات فقط وتم تحرير 15 محافظة من سيطرته من مجموع 18 محافظة عراقية ففقد سيطرته وتواجده فيها بشكل سبب نوع من الصدمة والهزيمة الشنيعة لنظام تصور بعد عقود من القمع والاستهداف الطائفي والعنصري ان ابناء العراق قد فقدوا عزيمتهم وقوتهم على اسقاطه.

إن حال قوات التحالف ودورها في اسقاط نظام الصنم كانت مثل اللاعب رقم 10 في ملاعب كرة القدم. ذلك اللاعب الذي يمثل جهود كل الفريق عندما تصل له الكرة في الوقت والمكان المناسب ليدخلها المرمى ويسجل هدف الفوز. والا لو كان العراقيين حريصين على بقاء هذا النظام لانهزمت قوات التحالف شر هزيمة على ارض الرافدين، لكن ابناء الاقصاء والمقابر الجماعية وحلبجة والانفال والاهوار فهموا دروس وتجارب ثورة العشرين التي فجرها اجدادهم وانتصروا فيها للوطن والوطنية فخسروا الاول وربحوا الثانية فلم تطعمهم من جوع ولم تحفظهم من خوف وقتل وبطش. اما اليوم الوطن والوطنية بيد هولاء وسيبقى اهل العراق الحقيقيين وسيرحل الغرباء. وامريكا والغرب هم اصدقاء وحلفاء لنا وطالما بقي بلدنا العراق هوالمستفيد من هذا التحالف. واذا لايعجب الاخرين سمات العراق الجديد وهذا التحالف فليشربوا جميعا من بحر 9 نيسان فلقد اسقطنا صمنكم.

محمد الوادي
[email protected]