في الوقت الذي يستطيع فيه جهاز المخابرات الإسرائيلية ( الموساد ) توجيه أي ضربة و في أي وقت و لأي هدف في دمشق العروبة أو في أي مكان آخر!، و بدلا من أن تقوم أجهزة المخابرات السورية بتحصين الوضع الداخلي و حماية المنشآت العامة و ضيوف النظام السوري و حتى عملائه كعماد مغنية مثلا الذي قتل على بوابة المخابرات العسكرية السورية إضافة لطيران الطائرات الإسرائيلية فوق أكثر الأماكن حساسية في الشام دون رد و لا ردع و لا وجود لأي منظومة دفاع صاروخي و لا حتى طائرة شراعية واحدة أو حتى لرش المبيدات الحشرية تتصدى لمسلسل الإهانات الإسرائيلية المتكررة و التي تعدت حدود المهزلة بكثير خصوصا و أن حكاية أو مسخرة ما كان يسمى بالتوازن الستراتيجي لم تزل هي اللغة السائدة في أدبيات النظام السوري رغم أن الأمر برمته ليس سوى مهزلة لا أكثر و لا أقل فلاوجود لأي صورة من صور ذلك التوازن المنشود و النظام برمته يعيش على ( التايهات ) حسب ما يقول المثل العراقي!!
و يستمد من تحالفه الكاثوليكي مع النظام الإيراني مقويات إضافية!!، و مع مجموع و عظيم التحديات التي تواجه أهل الحكم في الشام فإنهم قد نسوا كل شيء و تجاهلوا كل المخاطر الحقيقية لتتفرغ فروع مخابراتهم المتعددة و السقيمة لمتابعة أمور و أحوال و أوضاع مواطنين عاديين و معرفة أفكارهم و توجهاتهم، و لعل من أطرف ما وصلني هو أنباء تلك التحقيقات السخيفة و الغبية التي يجريها ( فرع فلسطين ) للمخابرات السورية الواقع في مدخل تقاطع طريق السيدة زينب في ريف دمشق خصوصا و أن النظام السوري لم يستطع تحرير فلسطين و لا الجولان وكل ما تفتقت عنه عبقريته هو تحويل فلسطين بأسرها لفرع مخابرات سقيم و عقيم و غبي متفرغ للتحقيق و التدقيق و الإستنطاق و الإعتقال و التعذيب مع المواطنين العرب الذين يشاء حظهم العاثر أن يزوروا دمشق و خصوصا العراقيين منهم الذين أضحوا الشغل الشاغل لأجهزة المخابرات و فروعها المتعددة في سوريا، فالعراقي من أي مكان جاء أو أي جنسية حمل هو موضوع دائم للشك و التحقيق و محاولة الإستقطاب و الجرجرة من أجل العمل مع تلك المخابرات بوظيفة مخبر و مجانا أيضا!! يا بلاش!!
و قد تمادى فرع فلسطين ليسحب جوازات سفر العديد من العراقيين القادمين من ليبيا أو الخليج العربي أو أي أماكن أخرى بدون مسوغ و لا سبب قانوني و كعنصر من عناصر الضغط الرخيص للحصول على أكبر عدد من العملاء و كتاب التقارير و هي فضيحة إنسانية كبرى لم تتحرك معها الحكومة العراقية أبدا للدفاع عن مواطنيها بل أن السفارة العراقية التعانة أصلا لا وجود عملي لها ؟ كما أن وزارة الخارجية العراقية تعيش عصر غيبتها الكبرى مما أعطى صعاليك و فئران المخابرات السورية من العناصر المتريفة و الغبية حريتها الكاملة في إمتهان العراقيين و التعدي على كراماتهم و معاملتهم بصورة لا قانونية في ظل الصمت الرسمي العراقي الموجع و المؤلم !!
و غياب البرلمان العراقي التعبان أيضا عن الصورة بالكامل و تحوله لمجلس للعجزة و المعوقين و ذوي الإحتياجات الخاصة! المهم في الأمر أنني و رغم معيشتي بعيدا بآلاف الأميال عن عاصمة الأمويين التي غادرتها منذ ربع قرن و لم أعد لها أبدا و أقسمت أن لا تطأ أقدامي أرض الشام إلا وهي حرة و نظيفة من نظام المخابرات إلا أنني رغم ذلك تحولت لموضوع تحقيقي شامل و مهم مع أحد الإخوة العراقيين الذين إستنطقهم جهاز مخابرات ( فرع فلسطين ) و على مدى أسبوع كامل حيث حوصر المسكين بأسئلة كثيرة و متنوعة متعلقة بشخصي المتواضع وهي تلك المتعلقة بسؤالهم عن مكان سكني و عنواني و رقم هاتفي و الإسم الحقيقي المدرج في جواز سفري!! والأماكن و الدول التي أزورها ؟ و مكان سكني و إقامتي هل هي في الكويت؟ أم النرويج؟ أم بوركينا فاسو؟ إضافة لأسماء أولادي و عناوينهم ؟ و العديد من الأسئلة الأخرى و التي كان أطرفها حول مدى علاقتي بجهاز الموساد!! أو المخابرات الأميركية؟ أو لربما مخابرات حلف الناتو؟
رغم أنهم يعلمون بأنني عميل قديم لجهاز المخابرات الهندي! وأتعاون كثيرا مع المخابرات السنغالية؟ و كذلك مخابرات الزولو و الهوتو و التوتسي؟؟
و بعد أسبوع من التحقيقات التي يرافقها التهديد وعدهم صديقي خيرا و أكد لهم من أنه سيرسل لهم الوثائق المطلوبة من خلال السفارة السورية في ألمانيا و التي يبدو أنها وكر إرهابي كعادة جميع الأنظمة الشمولية التي تستعمل السفارات كأوكار مخابرات!!، و العجيب أن الوقت الطويل الذي أهدره ( فرع فلسطين ) في السؤال عني كان يمكن إختصاره من خلال الإتصال المباشر بي عن طريق البريد الإلكتروني و ساعتها سأجيبهم مشكورا على كل تساؤلاتهم و أسئلتهم السخيفة بدلا من أسلوب الضغط السخيف و المرعب مع الأبرياء.. ورغم أنني شخصيا كنت ضيفا في سجن المخابرات السورية فرع 279 و لمدة شهر كامل عام 1984 و لو رجعوا لإرشيفهم لعلموا كل المعلومات عني!!؟ و لكنه الغباء المعجون بالحماقة..
داود البصري
التعليقات