باسم حماية امن مصرى القومى اصدر الرئيس مبارك قرارا عجيبا وغريبا منذ ايام قليلة ب (ذبح) جميع الخنازير على ارض مصر المتعوسة.. وفور صدور الامر الرئاسى خرج البوليس بكل انواعة وتشكيلاتة والامن المركزى من اعلى الرتب لاصغرها بالمصفحات والمدرعات والبنادق الاتوماتيكية والقنابل المسيلة للدموع وكان يصاحب كل هذة القوات المخيفة البلطجية الذين تستعين بهم الدولة المتحضرة الديمقراطية للتصدى للمتظاهرين والمحتجين المصريين... خرج كل هؤلاء الوف الوف للبحث عن الخنازير فى كل ركن من اركان مصر والقبض عليها واعدامها فورا بلا محاكمة او اعطاءها فرصة للدفاع عن انفسها.. ورغم ان الرئيس اعطى امرة بذبح الخنازير بطريقة ادمية وحفظ لحومها فى الثلاجات وبيعها فيما بعد لصالح اصحابها الا ان منفذى الامر العسكرى من رجال بوليس وامن وغيرهم ضربوا عرض الحائط بكلام الرئيس وتوجيهاتة وقاموا باعدام الحيوانات البريئة فى اماكن تواجدها بطريقة تخلو من الرحمة او الشفقة والانسانية وبدون اى مبرر على الاطلاق..

والمصيبة انهم لم يكتفوا باعدام الخنازير التى تعتبرمصدر الدخل الوحيد لالوف الاسر المصرية الفقيرة بطريقة وحشية تخالف كل الاعراف والاديان السماوية وانما قاموا بضرب اصحابها الغلابة والقوا القبض على من اعترض منهم ورميهم فى السجون وتوجيهات عشرات التهم التى من بينها تعريض امن مصرى القومى للخطر بدلا من تعويضهم على خسائرهم حسب ماوعدت بة الدولة هؤلاء المساكين.

وبلغ الامر بوزير الصحة المصرى ان يقول ان اعدام الخنازير حتى اخر واحد منهم هو من ضروريات الحفاظ على امن مصر القومى..

وبلغ التفاهة بالبعض الاخر ان يدعى ان 18 مليون مصرى سوف يموتون قريبا اذا لم تعدم كل الخنازير الموجودة فى مصر!!!
ان الشىء الذى يجهلة هؤلاء جميعا ان هذا المرض المتفشى حاليا فى كثير من دول العالم لا ينتقل عن طريق اكل لحوم الخنازير وانما عن طريق الجهاز التنفسى وهذا الكلام ليس من عندى بل هو كلام منظمات عالمية مسئولة ومعروفة للجميع وقامت بالفعل بالاعتراض على مذبحة الخنازير فى مصر.

والدليل الاخر على خطأ قرار السلطات فى مصر.. يوجد فى استراليا ملايين من هذة الحيوانات وياكل لحومها الناس يوميا ولم نسمع عن اصابة واحدة فى كل انحاء البلد التى تبلغ تسعة اضعاف مساحة مصر.. بل وقامت الحكومة الاسترالية بحث الشعب على عدم مقاطعة اكل لحوم الخنازير حتى لاتخرب بيوت الوف الناس الذين يعيشون على هذة الصناعة.

والصراحة المؤلمة ان النظام فى مصر فيما يبدو اتخذ من الخنازير المصرية حجة وذريعة لارضاء الاخوة المتطرفين حتى يتم توريث الحكم لنجل الرئيس من ناحية من ناحية ومن ناحية اخرى ربما لاعطاء مزارع الخنازير ومصانع تصنيع لحومها لكبار رجال الاعمال من الصفوة المختارة بدلا من الناس الغلابة الذين يشتغلون حاليا فى هذة المهنة.

لاشك انه اصبح من غير المقبول ان نرى كثيرا من البشائع اصبحت ترتكب يوميا ضد ابناء الشعب المصرى من مسلمين واقباط باسم حماية الامن القومى لمصر.. فاذا خرج مواطن فى مظاهرة الى الشارع او قام بالاعتراض على اى امر من الامور التى تمس حياتة او لقمة عيشة بطريقة مباشرة..او اذا قام مواطن بنشر راى معارض يخالف توجهات النظام سرعان ما يجد هذا المواطن نفسة مغضوب علية ومتهم بكل التهم الموجودة فى قوانيين الجنايات والتى من ضمنها بطبيعة الحال تهمة محاولة قلب نظام الحكم وتعريض امن مصر القومى الى الخطر..!!!!


والعجيب ان هؤلاء الذين يهددون حاليا الناس الغلابة الفقراء المعدمين اصحاب الخنازير بتوجية تهم عديدة من ضمنها تعريض امن مصر القومى للخطر لاعتراضهم على اعدام حيواناتهم لا يجرؤون على توجية نفس التهم الخطيرة الى الاعداءالحقيقيين للوطن الذين نعرفهم جميعا وتعرفهم ايضا السلطات المصرية.


ان الذين يحاولون اقناعنا بان امن مصر اصبح معرضا للخطر بسبب الخنازير المصرية اقول لهم باتضاع وخوف شديد على مصلحة ومستقبل وطنى الام ان ما يعرض امن مصرى القومى وسلامة البلد للاخطار حاليا ليس هو انتشار مرض او وباء ما قد يؤدى الى موت عشرات او مئات من المصريين وانما بلاضافة الى جماعة quot;طزquot; وما يحدث على حدود مصر الشرقية والجنوبية هو الافراط الشديد فى استخدام القبضة الحديدية وظلم الابرياء والتنكيل بهم والقسوة عليهم وتلفيق التهم لهم والاصرار على ضرب وتدمير وحدة المصريين.. هكذا علمنا التاريخ وتجارب الدول والشعوب الاخرى.. ترى هل يدرك النظام والمسئولين والمهتمين بامن مصر القومى هذة الحقيقية البسيطة التى لا تحتاج الى عبقرية او ذكاء؟؟

صبحى فؤاد
استراليا
[email protected]