اصطحبتني قريبتي لحضورندوة في النادي الأدبي في الرياض،وعند وصولنا توجهت أوتوماتكيا إلى مبنى النادي فحذرتني قريبتي وأخبرتني أن مبنى النادي هو للرجال فقط، واصطحبتني إلى ملحق صغير مشيد في الساحة الخارجية وأخبرتني أنه مكان (الحريم )ومربوط بكاميرات وشاشات وخط هاتفي بقسم الرجال.

لا أعرف ماهي الكارثة التي ستحدث لو سمح لنا بحضورالمحاضرة في قاعة المحاضرات بدلا من تخصيص غرفة صغيرة مغلقة خارج المبنى وتجشم عناء وضع الكاميرات والشبكات وخطوط الهاتف،وكأننا في وكالة مخابرات ولسنا في ندوة أدبية؟ وخاصة أن المناسبة ثقافية يفترض أن يحضرها أشخاص على مستوى معين من الثقافة والنضج؟وما المانع من أن نجلس بكامل حشمتنا ونستمع للمتحدثين بشكل مباشر ونقدم مداخلاتنا ونتحاور في جوصحي وطبيعي؟

هذا الفصل الذي نعيشه لا يمت للدين بصلة بدليل أننا أوجدناه في كل مكان :في المطاعم وغرف الانتظاروالجامعات لكننا فشلنا في فرضه على الحرم المكي الشريف حيث يمثل الطواف والسعي النموذج للإسلام الحقيقي الذي يفترض حسن النية.

استمعت إلى الحوار الوطني لهذا العام والذي يفترض أن يتناول الخدمات الصحية وأهمية تحسينها وفوجئت بأن معظم المداخلات كانت من نوع :quot;لماذا يسمح للذكوربدخول تخصص النساء والولادة وأنه يجب أن يقتصرهذا التخصص على الإناث quot;أو quot;كيف يسمح لطالب الطب بأن يشاهد امرأة وهي تلد quot;أو quot;يجب تخصيص سيارات إسعاف نسائية quot;إلى آخرهذه الاقتراحات التي تعكس حالة هوس بالمرأة والسعي إلى عزلها وإقصائها..

لدينا الكثيرمن الأفكاروالقوانين المسيطرة على عقولنا وتصرفاتنا نطبقها دون أن يتوقف أحد ليتساءل هل هي صالحة اليوم أم لا،وهذا يذكرني بقصة قرأتها مرة تقول :أن هناك مؤسسة تضع حارسا على أحد كراسيها منذ عقود وكلما مات الحارس أو استقال عينت آخرمباشرة، واستمرت على هذا الوضع حتى قرر أحد الموظفين بعد سنوات طويلة أن يعرف السروعاد إلى أوراق المؤسسة واكتشف التالي :أنه قبل ستين سنة تم طلاء هذا الكرسي، فتم تعيين حارس عليه حتى لا يسمح لأحد بالجلوس عليه حتى يجف الطلاء،لكن تم تعاقب الحراس عليه بعد أن جف الطلاء وكل هذه العقود،

لأنه ببساطة لم يفكر أحد أن يتساءل احد عن السبب!؟

ريم الصالح

[email protected]

reemalsaleh.blogspot.com