من منا نحن أبناء العراق، من لم لا يعرف الدكتور أحمد الجلبي، أو سمع به؟.
أعتقد أن شهرة الجلبي تجاوزت حدود العراق، وحلقت بعيداً خارج الوطن.

الجلبي أو ـ أبو هاشم ـ كما يحلوا لكثير من العراقيين أن يُسمّوه، من السياسيين العراقيين البارزيين، يتمتع ببعد نظر وتحليل عميق، لما يدور حول العراق و أستشراف آفاق المستقبل، فقد حارب مبكرا، و بأستماتة نظام صدام حسين، وعرض نفسه للمخاطر، والتشهير، وهو المولود وبيده ملعقة من ذهب، وللجلبي (بالذات)، يعود الفضل في تبوأ الكثير من الساسة المناصب التي لم يحسن بعضهم أستخدامها، وأنغمس في الفساد، والمحسوبية، والسهرات الحمراء؟
أن الدكتور الجلبي سباقا في كثير من الملفات الحساسة، والمواقف المهمة، فقد كانت المعارضة العراقية لنظام صدام، تضع خطوطاً داكنة الحمار على التعامل مع البيت الابيض ( في وقتها )، فجاء الجلبي وقال:
إمريكا هي التي نصبت صدام في الحكم وهي القادرة على إزالته، فالنعمل في هذا الطريق.
لكني أعتقد أن أبرز نقاط الضعف في الجلبي هي عدم نجاحه في تسويق مشروعه للساسة، وللإعلام العربي، ولنسبة الصدق عنده في القول السياسي، وابتعاده عن نظرية فن الممكن، والمصالح الدائمة بعد 2003.
الان، وبعد مرور ستة سنوات على سقوط نظام صدام، يتقدم الجلبي للقضاء العراقي كمتهم في تشويه سمعة جهاز المخابرات الوطني العراقي برئاسة الفريق الطيار محمد الشهواني.

وأنا هنا لا أًٌريد ان اقف إلى جانب معين.
فقد جاء على لسان جميع المسؤليين في الدولة العراقية، أن الاجهزة الامنية المختلفة، والصحوات مخترقة من قبل الارهاب والتكفير، والمليشيات، و اجهزة مخابرات مختلفة.

ان من المفيد للعملية الديمقراطية الفتية العراق، ان ترفع دعاوى قضائية على سياسيين وزعماء بارزين ( متهمين )، ويحالوا فعلا للقضاء ليقول حكمه فيهم، لا أن تلملم القضية على طريقة ( بوس اللحى ).

أن رفع دعوى قضائية من قبل جهاز المخابرات على السياسي الجلبي تُعد سابقة وبادرة حميدة، تسجل للجلبي، و تؤسس لحياة سياسية جديدة، وقضاء مستقل، مفادها أن لا أحد فوق القانون.
وبذلك يصبح الجلبي وقضيته نموذج للعراق الجديد.

قاســم المرشـدي
[email protected]