تذكرت كم لعبنا سوياَ.. كم امتزج تراب المنطقة quot;حدائق القبةquot; بأجسادنا.. تذكرت أخي عصام عبد الحميد الطبيب الجراح، درسنا سوياً في مدرسة إسكان ناصر الإعدادية حصل على مجموع خمسون بالمائة في المرحلة الإعدادية عام 1974 فالتحق بثانوي أزهري والتحقت أنا بثانوى عام، تخرج من جامعة الأزهر طبيب جراح والعبد لله محاسب، تذكرت انعدام العدل كيف بخمسين بالمائة يصبح من خريج كليات القمة والعبد لله يصبح محاسب، أدركت معنى الظلم وانعدام العدل بعدم تساوي الفرص بين أبناء الوطن الواحد، وانطلاقاً من أملي أن يسود العدل والمساواة بين أبناء الوطن وأن تنعدم التفرقة بين حسن ومرقص وبعد دراسة مستفيضة عن الأزهر ودورة الوطني خلال تاريخ مصر العريق متمنياً أن يصبح جميع المصريين لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات، مع أملي أن يأتي الوقت سريعاً جداً ليجلس مرقص في مدرجات جامعة الأزهر بجانب أخيه محمد وأحمد ليثبتا للعالم أن لا توجد تفرقة في مناحي المحروسة خاصة التعليم ولتصبح جامعة الأزهر جامعة وطنية تجمع أبناء الوطن الواحد.


لمحة تاريخية

جامعة الأزهر أكبر مؤسسة علمية إسلامية في العالم وثاني جامعة أنشئت بعد جامعة أم القرويين بمدينة فاس بالمغرب وقد أقيمت أول صلاة بالجامع الأزهر في 7 رمضان 361هـ/972م وسميَ الجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء وبدأت الدراسة به عام 378هجرية و988 ميلادية في عهد الخليفة العزيز بالله يدَّرس العلوم الباطنية للقادمين من أفريقيا وآسيا وكانت الدراسة حينئذ بالمجان وبعد تولي صلاح الدين الأيوبي سلطنة مصر منع إقامة الصلاة بهدف تحويل مصر من المذهب الشيعي إلى المذهب السني بجعل جامع الأزهر سنياً. أول حلقة تعليمية كانت عام 365هـ أكتوبر 975 على يد قاضي القضاة أبو الحسن بن النعمان ثم أوقف عليه الأموال الوزير يعقوب بن كلس الفاطمي بتعيين جماعة الفقهاء للتدريس وإنشاء بجواره سكن للدارسين وكان يطلق عليهم المجاورون وبهذا اكتسب الأزهر صفته العلمية وفي عهد الأيوبيين عملوا على إلغاء المذهب الشيعي وفقد الأزهر مكانته العلمية إلى أن استردها في العصر المملوكي ودرس فيه علاوة على العلوم الشرعية واللغوية من فقه وحديث وآداب وتوحيد ومنطق وعلم الكلام وعلم الفلك والرياضيات كالحساب والجبر والهندسة.

التحق الطالب بالأزهر بعد أن يتعلم القراءة والكتابة إلى أن أصدر الخديوي إسماعيل عام 1288هـ 1872م قانون تنظيم التعليم بالأزهر وصدر المرسوم الملكي رقم 26 لسنة 1936 بشأن إعادة تنظيم الأزهر وقصر التعليم بكليات الأزهر على ثلاث كليات كلية الشريعة، أصول الدين، وكلية اللغة العربية، وحدد دور المعاهد الأزهرية تزويد الطلاب بثقافة عامة في الدين واللغة.


الأزهر بعد انقلاب 1952

أصدر عبد الناصر قانون 103 لعام 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التابعة له quot;الأزهر هيئة علمية منوط بها حفظ التراث الإسلامي تعمل على إظهار حقيقة الإسلام وأثره في تقدم البشر ورقي الحضارة وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والربط بين السلوك العقيدةquot; ويرأس شيخ الأزهر جامعة الأزهر، وتوسعت جامعة الأزهر وضمت علاوة على الكليات الشرعية والعربية كليات للطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم والتربية والهندسة، والإدارة والمعاملات، واللغات والترجمة ويتلقى طلابها قدراً لا بأس به في العلوم الدينية.


توسع التعليم الأزهري

منذ عهد السادات توسع التعليم الأزهري ليشمل جميع مراحل التعليم المختلفة كما شمل التعليم الأزهري المغتربين من آسيا وأفريقيا وقارات العالم المختلفة في مدينة كاملة تسمى quot;مدينة البعوث الإسلاميةquot; بأعباء رمزية يدفعها المغتربين علاوة على الخدمات الطلابية المتوفرة لهم من مأكل وملبس ومصروف جيب كل ذلك من ميزانية الدولة، وقد بلغت ميزانية وزير الدولة لشئون الأزهر عام 2008 و2009مبلغ 3مليار و 888مليون جنيهاً، وبالطبع ساهم في هذا المبلغ دافعي الضرائب الأقباط والمسلمين، ومن غير الطبيعي أن يحرم القبطي بالالتحاق بجامعة الأزهر! بينما يقدم الأزهر العديد من الخدمات لغير المصريين من الطلبة الوافدين الذين يتمتعون بتلك المزايا من خلال ميزانية الدولة.

الخدمات التي تقدم للطلاب الوافدين

* الإقامة بمدينة البعوث الإسلامية.

* الإشتراك بالأنشطة الرياضية داخل الكليات.

* إعفائهم من المصروفات المقررة عليهم إذا كانوا مقيدين على منح الأزهر!.

* إنشاء اتحاد طلاب لهم.

* تقدم إليهم جميع الخدمات التي تقدم إلى الطلاب المصريين بالجامعة.


مرقص بجامعة الأزهر

بينما تقدم جامعات الأزهر خدمات للطلبة المغتربين من أموال دافعي الضرائب أقباط ومسلمين يحرم الطالب المسيحي القبطي من الالتحاق بجامعات الأزهر وهذا ظلم بين لكون المبالغ المدفوعة من ميزانية الدولة فليس من العدل حرمان أي مواطن مصري من خدمات الدولة وهذا يتنافى مع مبدءا المواطنة فمن الطبيعي تصحيح هذا الوضع الخاطئ لعدة أسباب منها :

لتصبح جامعة الأزهر جامعة وطنية وليست فئوية quot; لكونها تقتصر على فئة معينة من المصريين quot;.

ليستفيد المجتمع كافة من خدمات جامعة الأزهر.

ليدرك خريج الأزهر أن هناك آخر يشاركه في الوطن.

لتفادى ازدواجية بالتعليم في مصر.

لتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن quot;بعدم حرمان المصريين الأقباط من الدراسة في جامعة ساهم آبائهم فيهاquot;.

لنشر ثقافة الآخر وتفادي التطرف فمن عاش مراحل تعليمه المختلفة في ثقافة أحادية كيف يندمج مع المخالف له في العقيدة؟!

للمساواة والعدل بين أنباء الوطن الواحد.


حلول عملية

1 - قصر الدراسة في جامعة الأزهر للاخوة المسلمين فقط في كليات الشريعة quot; الكليات الدينية quot; لاختلاف آليات المنهج الديني عن العلمي فالمنهج الديني مسلمات والمنهج العلمي بحثي نقدي.

2 - منح الأقباط حق الدراسة في جامعات الأزهر العلمية تحقيقاً للعدالة بين أبناء الوطن فليس من العدل حرمان أبناء الوطن من مواردها والصرف على غرباء دول الجوار.


أخيراً القيادة الصالحة توجد أتباعا صالحين quot;مثل هولنديquot;

quot;يسخر بالجروح من لا يعرف الألمquot;


مدحت قلادة

[email protected]