خسرت الجماهير والرياضة العراقية بل وكل العراق رمز من رموزه الاوفياء المخلصين وابن بار لبلده وشعبه واهله وناسه، ذلك الغيور الشهم العراقي الاصيل عمو بابا quot; رحمه الله quot;. لقد كان ابو سامي وسيبقى رمز شاخص وكبير لعراقي كان يقطر حبا وغيرة واخلاص لبلده ومنذ بداياته وحتى اخر يوم في حياته كان عمو بابا كل يوم يطبع خطوة في هذا الطريق ويصنع جيل جديد ويبني جبلا من حب العراقيين له. قد يصلح ان نقول ان عمو كان اول عراقي على الاطلاق ومنذ عقود طويلة ومتتالية يحصل على فرصة للعيش في افضل البلدان الغربية لكنه كلاعب او كمدرب كان يرفض ويقاوم كل الاغراءات المادية ويصر ان يموت في ارضه وبين أهله ويوصي ان يدفن في مصنعه الحقيقي الذي يطلق عليه ملعب الشعب الدولي وسط بغداد.

وبعد موت عمو بابا اكتشفت الجماهير العراقية ان كثرة من السياسيين العراقيين يحبون الرياضة واهل الرياضة!! بل انهم يعرفون جيدا قيمة هذا الكنز الذي فقده العراق!! ولو ان الامور قابلة للتدوير والتزوير لربما سمعنا وشاهدنا ان اكثر من سياسي اليوم صرح quot; بان عمو كان زميلهم في المنتخب او النادي او على وفي تواضع نادر ان عمو كان مدربهم quot; لكن لان مثل هكذا تزويرات لاتمشي ومكشوفة مسبقا انتهج هولاء السياسيين طرق المزايدات السياسية البائسة فاكتشفوا وبشكل مفاجيء ان عمو بابا هو quot; حبيب الشعب quot;!! وان البلد خسره!!

والسؤال البسيط هو. اين كنتم عن عمو يوم كان يصارع المرض واين كنتم عن عمو عندما رقد في مستشفى في دهوك بينما quot; أفندية quot; اخر زمان في العراق ماان يشعرون quot; بحموضة بسيطة quot; نتيجة أدمانهم على الاكل الدسم حتى يركبون الطائرات الخاصة والعامة لمعالجة هذه الوعكة الصحية! عمو وامثاله من رموز الرياضة والفن والمسرح والشعر والادب والاعلام هم الاحق بثروات العراق وخيراته من غالبية افندية اخر زمان الذين يصر بعضهم ان يكون فعلا نوع من quot; الحموضة quot; التي تجثم على يوم العراقيين. وهل من المعقول ان بعض السياسيين يتصور ان تجارة مثل هذه ممكن ان تنطلي على الجماهير العراقية. وهل من الضروري ان تصل الامور لحد المتاجره بموت الاخرين وتسخيرهذه الامور لاغراض سياسية. ومن يقول غير ذلك عليه ان يجيب على سؤال بسيط لماذا لم ترسلوا عمو بابا الى أرقى مستشفيات العالم؟ اين كان هذا اهتمامكم المفاجيء بعد موته وليس قبله؟ وكم مسؤول زار عمو وهو يرقد في مستشفيات العراق العتيدة!؟ بل من المفارقات ان يقام لعمو بابا مجلس عزاء في هوتيل هليتون وسط لندن بينما يحرم من المعالجة في لندن نفسها في حياته!!

هذه الطرق quot; العوجة quot; الملتوية تنتمي الى مدرسة الصنم البائسة، ومثل هذه الاساليب العرجاء يعرفها حتى ذلك الطفل الذي يقف وراء المرمى في ملعب الشعب الدولي لغرض تامين الكرات في الساحة، لذلك على اصحاب هذه السوق الخاسرة ان يبحثون في ضمائرهم عن البقية الباقية عسى ان تكون رصيد خير لهم في نهاية المطاف الذي يبدوا انه قريبا جدا. وعلى أيدي جمهور ملعب الشعب الدولي وليس غيرهم.

محمد الوادي
[email protected]