اهتمت وسائل الإعلام المختلفة، ـ وما زالت، بـ خبر ترشح أربعة شخصيات كوردية، للتنافس على منصب رئاسة إقليم كوردستان العراق، المقررة أواخر يوليو/ تموز المقبل.

في عالمنا العربي تعرف جدية الانتخابات الرئاسية، ونسبة مصداقيتها، من خلال أسماء المرشحين، وأهميتهم، ومدى تأثيرهم، وحضورهم في البلد الذي يسعون للفوز برئاسته.

ومن هنا، فلا قيمة لكل ما يجري من مهرجانات أنتخابية رئاسية و( هيصة)، لانها محسومة، النتائج في أغلب الدول التي تجري فيها هذه ـ الهوسات او الهيصات ـ.
في مصر، الجزائر، سورية، السودان، لبنان، تونس حتى في العراق العربي؟!
في عهد صدام حسين، و بعد سقوطه المدوي ( إلى الان )، لم نرى أكثر من مرشح لمنصب الرئاسة.
لهذا، أصبح واضحاً للشعوب أن هذه الانتخابات مسرحية مملة، وهي لا تعول عليها، و لا تعير لها اي اهتمام.
أما الدول العربية التي لا تُجري انتخابات رئاسية بالمرة، فتلك قصة أخرى؟

من هنا تكمن أهمية ما يجري في كوردستان العراق، حيث ترشحت أربعة شخصيات، للتنافس على شغل منصب رئاسة الإقليم و هم :
التاجر السيد حسين كرمياني.


الكاتب والصحفي، الاكاديمي السيد كمال ميراودلي.
مسعود برزاني ( الرئيس الحالي للإقليم ) والسيد مسعود هو نجل القائد التأريخي للكورد الملا مصطفى برزاني.
أما المنافس الرابع، فهو هلو إبراهيم نجل السياسي الكوردي المعروف إبراهيم أحمد، أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1946 الى جانب الزعيم مصطفى بارزاني،
وكذلك من المؤسسين لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني إلى جانب مام جلال طالباني رئيس جمهورية العراق.
( هلو يعني بالكردي الصقر)
و المرشح هلو هو شقيق السيدة الاولى هيرو إبراهيم حرم الطالباني
( هيرو تعني ورد جوري )
أن المنطقة الكوردية التي تتمتع بالأمن والآمان والإستقرار منذ غزو صدام لدولة الكويت عام 1991، توطدت تجربتها، و قد ترسخ الإستقرار فيها، بعد زوال النظام السابق عام 2003
ولهذا أنهمكت في ورشة بناء وإعمار كبيرة، و سعت بجد واجتهاد لتوفير لقمة العيش الكريم لمواطني الإقليم، حيث هبطت نسبة الفقر إلى 4 %.


نعم، التجربة لم تكتمل بعد، وهي بحاجة إلى المراجعة، والنقد البناء، فلا يوجد مؤسسات فاعلة، للمراقبة والنزاهة، وحقوق الإنسان، ولم تحدد صلاحيات رئيس الإقليم، وصلاحيات البرلمان في دستور الاقليم.
لكنها تبقى تجربة ثرية، ونضال يستحق الإشادة والإحترام.
بعد سقوط نظام صدام عام 2003، و تشكل مجلس الحكم، من قبل الحاكم المدني الامريكي بول بريمر، بريمر الذي تفكر بغداد أن تقبض عليه، و تقدمه لهيئة النزاهة العراقية وديوان الرقابة المالية ليُحاكم، ومن ثم يسجن!!. ( لم يعرف بعد أين سيُسجن)؟!
ـ سارع الاكراد لعقد مؤتمر مصالحة وطنية في أربيل كان عنوانه الابرز (التسامح والتعايش من أجل بناء عراق متماسك...)، وما زالوا يعقدون هذه المؤتمرات، رغم كل ما حصل في الماضي الاسود.
أن التجربة الكردية، في كوردستان العراق، جديرة بالاهتمام، والتوقف، فقد أصبح واضحا،
أن الكورد يتوحدون، يقفون صفاً واحداً، أمام القضايا المصيرية للإقليم، كتعاملهم مع الحكومة الاتحادية، في قضايا مختلفة أبرزها قضية كركوك،و تعاملهم مع موضوعة البعث، والنظام السابق، والمصالحة الوطنية و...،
فقد قرروا العفوا العام، عن الصفحة السوداء للنظام السابق، وبدءوا صفحة جديدة في الإقليم.
قرروا ذلك بقوة، وتوحد، وتحذير شديد.
أما عرب العراق فما زال الانقسام سيد الموقف.
أن ترشح أربعة شخصيات للتنافس على منصب رئاسة إقليم كوردستان خطوة ذكية، تسجل للكُرد، رغم أن حظوظ الاربعة غير متساوية في الفوز.

لكنها بالتأكيد نجاح للتجربة الكوردية، التي نتوقع لها المزيد من النجاح.


قاسم المرشدي
[email protected]