ألا تكفي 30 سنة لاستيعاب تجربة؟ هل سيعود وينخدع شعب عاش 30 عامًا عهد نظام laquo;ولاية الفقيهraquo; في إيران ولمسه ويلمسه بصميم وجوده وحتى العظم؟ وهل سيعود يصبح دمية في هذه المهزلة الانتخابية للملالي الحاكمين في إيران والتي تتكرر حينًا بعد آخر؟ كلاّ. فإن غالبية أبناء الشعب الإيراني هم واعون يقظون. فلماذا تضطر سلطة الملالي لإجراء الانتخابات بصنوف المراوغات وأعمال الغش والتزوير والتلاعب بالأصوات، ذاهبة في ذلك إلى إصدار فتاوى شرعية بوجوب المشاركة في التصويت في محاولة لجر المواطنين الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع باللجوء إلى خلق أجواء من الخوف والرعب وإلى تصعيد القمع والخناق وفرض مزيد من القيود والمضايقات على المواطنين خاصة على الشبان؟!


كلما تزداد ضراوة نيران الانتخابات، كلما يستعر لهيب جمر الهوى لتعود الاحلام من جديد لاستحواذ السلطة وارتداء جلباب الوزارة والادارة والسفارة وغيرها من المناصب ذات المكانة المرموقة.. والملالي كدأبهم يتناسون أنهم كانوا يحتلون السلطة ويديرون البلد بالنار والحديد على مدار الثلاثين عاماً الماضية ولم تكن حصيلة سلطتهم الا تفشي الفقر أكثر فأكثر نتيجة استئثار الملالي بالسلطة وثروات الشعب والبلاد يوماً بعد يوم.


فحاليًا ولاطلاع الدول العربية والغربية التي قد تنخدع بهذه المهازل فمن الضروري أن نوضح أنه وفي هذه اللعبة يقوم المخرج أي laquo;الولي الفقيهraquo; وهو خامنئي بالاختفاء خلف الستار ويدير الانتخابات مثل إدارة المخرج المهزلة حيث يحرّك الدمى كيفما يشاء بالخيوط التي ربطها بأصابعه ويكلّم الدمى بالأحرف والكلمات التي يشاء لتقول كل ما يقول هو وتتحرك وترقص بإرادة المخرج المختفي تحت الستار، علمًا بأن هذه اللعبة لا تنطلى على أحد ولا تفيد إلا لتسلية الأطفال فقط.


وفي هذه الجولة من الانتخابات في إيران يتم عرض مسرحية أكثر إضحاكًا وتسلية. فتسمع أحيانًا أقوال من قادة نظام الملالي تجعل المشاهد والمستمع يتصور أن كل شيء قد تغير واللاعبون هم اللاعبون الآخرون والظاهرون على المسرح لأول مرة. إن قادة النظام يقومون بنشر غسيل بعضهم البعض في ما يتعلق بأعمال الغش والتزوير والفساد الإداري كأن لو كان أنفسهم نزهاء غير متورطين في هذه الأعمال وهذا بدءًا منم الأوضاع الاقتصادية وليس انتهاءًا إلى العزلة الدولية وإلى انتشار اليأس والخيبة في عموم المجتمع الإيراني. ففي ما يلي نذكر أمثلة على ذلك لاتضاح ما تقدم:


الملا حسن روحاني السكرتير السابق للمجلس الأعلى لأمن النظام بتاريخ 25 أيار (مايو) 2009 هاجم الحرسي أحمدي نجاد وكشف عن شرائه الآراء لصالحه، قائلاً: laquo;لا أعرف أين مصدر كل هذا الضخ للأموال التي ملأت في الأيام الأخيرة الأقسام الداخلية الطلابية والقرى والمدن؟ هذا موضوع غير مسبوق في بلدنا بعد الثورة! هذه عملية غير مسبوقة، نفترض أن تكون لدى الحكومة نية حسنة في توزيع الأموال على الناس، ولكن لماذا لا توزع هذه الأموال بعد شهرأو شهرين من الانتخابات؟ هل توزيع الأموال بعد الانتخابات حرام؟، شهر rdquo;تيرrdquo; الإيراني هو الآخر شهر اللهraquo;.


أما الملا عليخاني عضو مجلس الرجعيين اعترف يوم 23 أيار (مايو) 2009 بالعزلة الدولية للنظام الإيراني حيث هاجم الحرسي أحمدي نجاد قائلاً: laquo;إن حكومة أحمدي نجاد أثقلت كاهل الدولة بمصاريف كانت أسوأ من الحرب والاشتباك.. لم تصدر كل هذه العدد من القرارات عن الأمم المتحدة ضد إيران في عهد أية حكومة من الحكومات التي سبقت حكومة أحمدي نجاد.. إن هذه القرارات جعلت إيران معزولة في العالم وتركت آثارًا سلبية وسيئة في البلاد بسبب فرض عقوبات وضغوط على الدولةraquo;.
الحرسي سبزهzwnj;وار (محسن) رضائي القائد السابق لفيلق الحرس في النظام الإيراني اعترف يوم 24 أيار (مايو) 2009 بمأزق النظام أو وصول النظام إلى الطريق المسدود، قائلاً: laquo;إن الاستمرار في سلوك الطريق الذي يسلكه أحمدي نجاد يقودنا نحو الهاوية، أما العودة والتراجع إلى الماضي أيضًا ستعتبر هزيمةraquo;.


وفي برنامج تلفازي بهدف تصفية الحسابات بين زمر السلطة اعترف الحرسي سبزهzwnj;وار (محسن) رضائي القائد السابق لفيلق الحرس في النظام الإيراني بتدهور أوضاع النظام الاقتصادية، قائلاً: laquo;في الحقيقة هناك اليوم تفشي الفقر والبطالة والغلاء والملفات القضائية البالغ عددها 8 ملايين سنويًا ومشكلة المخدرات والأزمات والمشاكل الأخرى مما يدل على وجود إشكالية جادة في إدارة مجتمعناraquo;.
وفي عملية تصفية حسابات بين الزمر قال المدعو laquo;رمضان زادهraquo; المتحدث باسم حكومة الملا خاتمي في حديث أدلى به يوم 24 أيار (مايو) 2009: laquo;إن العقوبات أصبحت تنهش جسدzwnj; اقتصادنا حيث بدأت المصانع تغلق واحدة بعد أخرى وبرغم كون مواردنا كثيرة فقد فرضت على البلاد ظروف صعبة.. فمن الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح وتصدير القمح وصلنا الآن إلى استيراد كميات كبيرة من القمح.. كما أصبح أصحاب حدائقنا على وشك الإفلاس.. وتفيد إحصائيات البنك المركزي أنه وفي السنوات الثلاث الماضية ازداد الفراق بين الفقراء والأغنياءraquo;.

وفي حملته الانتخابية التلفزيونية ومن خلال تصفية حسابات بين زمر السلطة اعترف الملا كروبي الرئيس السابق لمجلس الرجعية بكون انتخابات الملالي صورية، قائلاً: laquo;إن حالات كثيرة من عدم الأهلية باتت تخيب آمال المواطنين وتصيبهم بالضجر والسآمة مما سيؤدي إلى تدني نسبة مشاركتهم في الانتخابات أو إن الثقة التي كانت لدى المواطنين بدأت تؤول إلى الضعف.. ولذلك أصبحنا نسمع هنا وهناك ومع الأسف حتى من القوى الموالية أيضًا يقولون: rdquo;سيدي، سيحدث ما يشاء [خامنئي] أن يحدث...raquo;.


واعترف المدعو laquo;رضا خاتميraquo; من زعماء زمرة الرجعيين الدجالين في حديث أدلى به يوم 9 أيار (أيار) 2009 بوقوع أعمال غش وتزوير في مهزلة الانتخابات الرئاسية في النظام، قائلاً: laquo;العمل صعب لأننا نواجه نظامًا انتخابيًا تتوفر فيه كثيرًا إمكانية العبث به، والعامل الوحيد الذي بإمكانه الحؤول دون ذلك هو التقوى وعبادة الله، ولكنهم مع الأسف يفتقرون إليهما أيضًاraquo;. كما اعتراف يقول: laquo;اليوم أصبحت كل صناعاتنا معطلة وتم فصل العمال عن العملraquo;.
أعتقد أن العديد من القراء يعرفون كلاً من كروبي وأحمدي نجاد إلى حد ما ولكنهم قلما يعرفون سبز علي (محسن) رضائي ومير حسين موسوي. ثقوا بأن كلهم حالة واحدة وكلهم متطرفون ترعرعوا وتعلموا وتدربوا في مدرسة كبير المتطرفين خميني الدجال الذي يلعب خامنئي دوره حاليًا في ما يسمى بـ laquo;ولاية الفقيهraquo;!! وهم الذين يبدلون الدور والثوب مثل دمى المهزلة ليضللوا المتفرج والمشاهد. إنهم وكما يعترفون أنفسهم يتابعون هدفًا واحدًا وهو الحفاظ على نظام ولاية الفقيه المطلقة. إنهم يحاولون وبجر مزيد من المشاهدين إلى المسرح أن يقولوا غدًا إن مسرحيتنا كان مثيرة للغاية ونجح في استقطاب زبائن كثيرة. وتحدثنا في ما تقدم عن زعيم ما يسمى بالإصلاحيين وهو laquo;خاتميraquo; وحاليًا أريد أن أتحدث عن وجهين دخلا هذه المرة مسرح المهزلة وهما موسوي ورضائي اللذان دخلا الساحة ويتحدثان متظاهرين بالمعارضة كأنهم ليسوا متورطين في إثارة وتأجيج الحرب على جبهات حرب الثماني سنوات المدمرة وفي التعذيب والقتل في السجون الإيرانية وفي كل أنحاء إيران والعالم، وكأنه لا دور لهم في تفشي كل هذا الفقر والبغاء والسرقة والرشا في المجتمع الإيراني وكأنهم لم يتولوا مناصب ومهام طيلة هذه السنوات الثلاثين. فيجب توجيه سؤال إلى مير حسين موسوي وهو ألم تكن أنت خلال الفترة بين عامي 1979 و1981 عضوًا في اللجنة المركزية لحزب الجمهورية الإسلامية الذي استحوذ على جميع مرافق السلطة في إيران وفعلوا كل ما شاؤوا بالتعاون مع ما يسمى بـ laquo;منظمة مجاهدي الثورة الإسلاميةraquo;؟ كان موسوي ولسنوات عديدة رئيس تحرير صحيفة laquo;جمهوري إسلاميraquo; الناطقة بلسان حزب الجمهورية الإسلامية. وكانت الصحيفة المذكورة أكبر مشجع على البلطجية وقمع واضطهاد أصحاب الآراء الأخرى وأكبر مشجع لمن يسمون بـ laquo;حزب اللهraquo; على اقتحام تجمعات المواطنين والمنتقدين. كما كانت تلك الصحيفة وفي عهد رئاسة تحرير موسوي تنشر أسماء المعدومين في السجون لخلق أجواء من الرعب والخوف في أوساط المواطنين الإيرانيين. كما وفي حكومة laquo;مهدوي كنيraquo; (2-9-1981) كان موسوي يتولى وزيرًا للخارجية وكان منذ يوم 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1981 وحتى مراجعة الدستور وشطب منصب رئاسة الوزراء رئيسًا للسلطة التنفيذية في البلاد أي كان رئيسًا للوزراء. والجدير للإشارة هنا إلى أن موسوي وخلال اجتماع عقده في جامعة laquo;فردوسيraquo; بمدينة laquo;مشهدraquo; (شمال شرقي إيران) في أواسط شهر أيار (مايو) من العام الجاري للحصول على أصوات الطلاب كان قد قال ردًا على سؤال طالب بأنه ما هو رأيه حول جرائم الثمانينات (مجازر السجناء السياسيين بما فيها الطلاب المعتقلين)؟: laquo;لم أكن أتدخل في الشؤون الخاصة للسلطة القضائيةraquo;. يجب توجيه سؤال إلى موسوي وهو أنه ألم تقرأ واجبات رئيس الوزراء التي ينص عليها الدستور الإيراني؟ فعلى سبيل المثال جاء في المادة الـ 134 من الدستور: laquo;رئيس الوزراء هو رئيس مجلس الوزراء وهو يشرف على أعمال الوزراء ويتخذ الإجراءات اللازمة لتنسيق قرارات الحكومة ويحدد خطط ومناهج الحكومة وينفذ القوانين بالتعاون مع الوزراء ورئيس الوزراء هو المسؤول أمام البرلمان عن إجراءات وأعمال مجالس الوزراءraquo;.

ألم يكن وزير المخابرات هو أحد وزراء الحكومة وكان يجب على رئيس الوزراء أن يشرف على أعماله؟ ألم تكن كل الشؤون الأمنية في الدولة تجري تحت إشراف المجلس الأعلى للدفاع الوطني الذي كان رئيس الوزراء عضوًا من أعضائه السبعة؟ فكيف يمكن ألا يكون موسوي مطلعًا على كل تلك الجرائم؟ كلاّ، أيها السيد موسوي، لا تتصور أنك تعيش في مدينة العمي والصم والحمق! أنت كنت موافقًا على كل تلك الجرائم والمجازر وعمليات التعذيب وكنت تؤيدها ولم تكن تشعر بحاجة إلى تأنيب ضميرك، ومن المؤكد أنك لن تقف إطلاقًا بوجه هكذا أعمال.. لا تعمل دون جدوى على اعتبار نفسك داهية واعتبار الشعب جاهلاً بليدًا.. إنك والمواطئين معك الذين يتشدقون ويتبجحون اليوم بالإصلاحية شركاء في الجرائم التي ارتكبت في الثمانينات وكنتم تقولون: laquo;إننا كنا نطيع زعيمنا وكانت هذه الأعمال يقتضيها الزمن آنذاك ولم نكن أصحاب شأن في ذلكraquo;. فما هو الضمان أن لا تقولوا بعد سنوات كما قال خاتمي: laquo;إني كنت مديرًا للتموين أو مسؤولاً للشؤون الإدارية والإسناد فقطraquo;؟.. أنت لم تشر حتى الآن قط إلى الجرائم التي ارتكبت في العقد الأول بعد الثورة وفي عهد خميني ورئاستك للوزراء لا في ذلك العقد ولا في السنوات العشرين التي كنت تعيش فيها نومًا شتويًا.


إن موسوي لم يعلن حتى مرة واحدة أنه لماذا استمر في حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق لسنوات إضافية بعد استعادة مدينة laquo;خرمشهرraquo; وانسحاب القوات العراقية مما أدى إلى موت وعوق مئات الآلاف من أبناء إيران وخسائر مادية بالغة مئات الميليارات من الدولارات؟ ففي ذلك العهد كان من المفترض أن يتم مؤاخذة ومساءلة كل من موسوي بصفته رئيس الوزراء ومحسن رضائي بصفته القائد العام لفيلق الحرس أمام الشعب وعوائل الشهداء وآلاف الجرحى والمعوقين نتيجة الحرب. كيف يمكن التنصل من عبء المسؤولية بمجرد القول: laquo;إننا كنا ننفذ أوامر خمينيraquo;؟! أنتم تتحدثون منذ 20 عامًا عن الانتصار في الحرب ولكن لم توضحوا ولو مرة إنه إذا انتصرتم فلماذا قال خميني إني تجرعت كأس السم بقبول وقف إطلاق النار؟ هل يتجرع أحد كأس السم في الانتصار؟.. على محسن رضائي الذي رشّح نفسه لرئاسة الجمهورية أن يوضح للشعب لماذا وبأمر من دخل الأراضي العراقية لمواصلة الحرب ليلحق بالشعب الإيراني والعراق الجار كل تلك الخسائر.. وآلاف الأسئلة الأخرى تبقى بلا رد!..


على كل من كروبي وموسوي ورضائي وأحنمدي نجاد وعلى رأسهم جميعًا laquo;الولي الفقيه المطلقraquo; أي خامنئي أن يوضحوا ويكشفوا أمام الشعب دورهم في تدهور الأوضاع الحالية في البلاد وكل هذه الأعمال القمعية واحتقان الأجواء وكل هذا الحالات من الفقر والبغاء وو... وحقًا يجب مثولهم جميعًا أمام محكمة الشعب لمحاكمتهم!.. عليهم أن يقوموا بدلاً عن هذه المهزلة الانتخابية بإقامة محكمتهم ومثولهم أمام محكمة الشعب ليُسألوا عن كل هذه الجرائم التي ارتكبوها طيلة السنوات الثلاثين الماضية وعن سبب كونهم قد احتجزوا أبناء الشعب الإيراني في إيران والبالغ عددهم 70 مليون نسمة كرهائن لديهم.
إن شعبنا يعرفون اليوم جيدًا أن نظام ولاية الفقيه هو الذي يقف وراء كل هذه الجرائم وأن انتخاباته ليست إلا مراوغة وتضليلاً وليست كل أقواله ووعوده قبل الانتخابات إلا شعارات جوفاء.


إني وبصفتي إيرانية حرة منادية لتحقيق الديمقراطية والحرية في إيران وبصفتي الشخص الذي يعشق وطنه، سوف أصوّت أي سأدلي بصوتي حتمًا ولكن ليس لصالح هؤلاء الملالي الدجالين المشعوذين المراوغين الذين يجب عليهم أن يُسألوا عن جرائمهم ضد الإنسانية طيلة السنوات الثلاثين الماضية وذلك أمام محكمة الشعب في القريب العاجل! بل أدلي بصوتي لصالح مريم رجوي، نعم أني أصوّت لمريم رجوي التي هي محط آمال الإيرانيين المضطهدين ورابط كل قلوبهم المليئة بالآلام كونهم متعطشين للحرية منذ ثلاثين عامًا وحتى الآن، ثلاثين عاماً من الأمل والتطلع إلى قدوم ووصول مريم رجوي الاسم الذي هو نفسه هدير الحرية في أسماع جميع المواطنين الإيرانيين المضطهدين المظلومين!

سارا أحمدي
من لجنة الطلاب (أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية)