لايمكن أبدا وعلى الاطلاق تقبل أو هضم هذه الصحوة المفاجئة للبرلمان العراقي من خلال محاسبته لوزير التجارة الذي عاث بالحصة التموينية للعراقيين الاكارم طيلة ثلاث سنوات دون أدنى محاسبة او حتى مجرد سؤال من برلمان الصحوة في عراق اليوم. لقد سكت برلمان الخيبة الانسانية هذا دهورا طويلة على تقصير هذا الوزير وهذه الوزارة المختلسة لقوت العراقيين ومازال ساكت حد الخرس التام على مجموعة كبيرة من الوزراء المقصرين من فئة quot; الحرامية quot; بل ومازال نفس هذا البرلمان يتوسط صفوفه عدد من القتله الطائفيين مع وجود أدلة دامغة على اجرامهم بحق العراق والعراقيين.

لذلك لااعتقد ان عضو برلمان واحد يملك ولو ذرة انصاف يتوقع منا التصفيق لهم او الاشادة بهم على مجرد مسالتهم لوزير عاث خرابا بمفردات الحصة التمونية لفقراء العراق. وايضا لااعتقد ان عضو برلمان واحد يعتقد ان هذه الصحوة المفاجئة بعد سبات طويل ممكن ان تنطلي الاعيبها على العراقيين وبكل سهولة. خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الوزير وجد افضل الطرق للسلامة من خلال تقديم استقالته للتهرب من تقديمه للقضاء العادل. وكأن العراق عبارة عن ضيعة لااول لها او اخر وكأن دماء واوجاع العراقيين الذين حرموا من ابسط حقوقهم في ثرواتهم من خلال توفير الحصة الغذائية quot; العتيدة quot;. هي اوجاع ليس لها صدى في ضمائر اعضاء البرلمان العراقي.

ان العدالة الانسانية واوجاع والالام العراقيين تقتضي ان يقف اي وزير مقصر وسارق وحرامي مختلس في نفس القفص الذي وقف فيه الصنم الساقط و المجرمون الكمياوي والجزراوي وبرزان ووطبان وكل ازلام النظام الساقط وايضا يقف جنبا الى جنب بنفس قفص الاتهام الذي سيقف به المجرم الارهابي ابو عمر البغدادي، فكل هولاء وكل وزير او مسؤول مختلس هم في واقع الامر ارهابيين وان اختلفت أوجه وطرق عملهم. فالوزير والمسؤول الفاسد هو الطريق الانسب لعمل الارهاب وتمدده وهو رفيق الصنم ورفيق الزرقاوي بالاخلاق والسلوك فجميعهم بطش بالعراقيين الاكارم واوصلهم الى القهر والموت والعوز واحيان كثير ومع الاسف الشديد والاجلال الكبير للعراقيين اوصلهم quot; الى الذل والهوان quot;. وليس من سمات العدالة بشيء ان يستقيل الوزير او المسؤول المعني ليتلافى حكم القضاء العادل.

ان البرلمان العراقي الذي تحايل وتلاعب بالدستور ومنذ اشهر لعدم تقديم اكثر من 11 عضوا فيه مطلوبين الى القضاء العراقي تحت دوافع حزبية وطائفية وقومية وعشائرية هو الاحق بالحساب والتدقيق بل والمحاكمة.

ان هذا البرلمان وهو يلفظ انفاسه الاخيرة يحاول الضحك على ذقون العراقيين ويحاول ان يمثل دور الحريص المتربص باعداء العراق وسراق ثرواته. لكن للاسف الشديد وبشكل واضح وصارخ فان الجميع يعرف بان هذا البرلمان الخيبة هو جوهر كل مشاكل العراق وذيولها التي تفرعت كثيرا.

لذلك شخصيا لااستبعد ان يخرج البرلمان غدا بمشروع يعتبر ان عملهم هذا جزء من quot; الصحوة quot; التي يستحقون عليها مخصصات quot; مليونية quot; اضافية على الملايين التي يسرقونها عن طريق تطويع القانون والتجاوز على الواقع العراقي. ولاجل تحقيق هذا الهدف مستعد هذا البرلمان ان يغير حتى اسمه وعنوانه مثلا الى quot; مجلس الصحوة البرلمانية quot;. وحينها سيكون القانون وايضا حتى الشرع حاضر لتغطية مثل هكذا خزعبلات مللنا منها حد الجزع. فاحذروا من جزع العراقيين.

محمد الوادي
[email protected]