بسم الله الرحمن الرحيم
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن للناس هدى وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منکم الشهر فليصمه ومن کان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) سورة البقرة الآية 185
ونحن نتشرف بقدوم شهر رمضان المبارك الذي تتفجر في ثنايا أيامه ولياليه المحمدية العبقة کل معاني العطف والرحمة والاحسان ويغدو الانسان خلالها أقرب مايکون من ربه ويسعى لتجسيد صالح الاعمال وأفضلها، لم نجد مناصا من مخاطبة أمتنا العربية بشکل خاص والامة الاسلامية بشکل عام وحثها على الاستفادة من هذا الشهر الفضيل بما يخدم أهدافها وغاياتها ومستقبل أجيالها.
رمضان هذا العام، يطل علينا ونحن نرى سيوف الغدر والظلام تتربص المنون بالعديد من بلداننا العربية وتسعى لدق اسفين وزؤام الفرقة البغيضة التي تؤدي في مفترقاتها النهائية الى المواجهة بين الاخوة والانشغال عن الاعداء الحقيقيين.
وليس بإمکاننا أبدا التغاضي عن تلك الاخطار والتحديات والازمات التي تواجه أمتنا العربية من فلسطين السليبة الى العراق الجريح ومرورا بلبنان القلق على مصيره، مع الالتفات الى الامة الاسلامية التي تتعرض ومنذ سنوات الى هجمة خارجية تتمثل بمحاولة احياء المشاريع الاستعمارية والى هجمات داخلية من فئات ضالة توهمت بأنها تستطيع النيل من منعة المجتمع الاسلامي بالعنف والارهاب وسيلة ومنطقا للخطاب والتعامل، واننا نأخذ کل ذلك بالاعتبار ونحن نتصدى للاوضاع ونسعى لطرح ما يمکن أن يکون بلسما شافيا بعون الله تعالى لما تواجهه أمتنا من مشاکل وأزمات.
ان الاوضاع الصعبة والمعقدة في العديد من النقاط بوطننا العربي وسعي دوائر محددة لتصعيد الاوضاع بشکل غير عادي في بلدان أخرى(سيما في اليمن)، ليدل بوضوح على أن سوق تمرير الاجندة وتطبيق سياسات مشبوهة معينة خدمة لمصالح خارجية وإقليميةquot;واضحةquot;، مازال وللأسف فاعلا وان هناك قوى جعلت من نفسها معابر وجسور لتلك القوى الخارجية متناسية بأن سلوکها هکذا درب سوف لن يأتي عليها في النهاية سوى بالوبال، واننا نجد من واجبنا کمرجعية اسلامية عربية تعمل في الساحة منذ ثلاثة أعوام، أن نلفت الانظار بقوة الى خطورة المراهنة والعبث بالامن الاجتماعي للأمة العربية في مختلف الاقطار العربية وان الاوضاع(و تداعيات السياستين الاقليمية والدولية) ان وفرت في هذه الفترة متسعا محددا تتمکن خلاله تلك القوى الطامعة من التحرك بعدوانية، فإننا نؤکد لکل أخ لنا في الدين والانسانية ممن يساهم في تمرير تلك الاجندة والسياسات المشبوهة، بأنه لم يحدثنا التأريخ بشقيه العالمي والعربي الاسلامي، أن کان هنالك في يوم من الايام ثمة غد او مستقبل لمن سلك دربا لاحت او تلوح فيه بوادر إلحاق ضرر بوطنه وشعبه وانه آجلا أم عاجلا سيفتضح أمره على رؤوس الاشهاد ويومها لاينفعه الندم بشئ، ومن هنا فإننا نحث هؤلاء على أن يغتنموا فرصة هذا الشهر الفضيل ويراجعوا أنفسهم ويسلکوا الردب الاصح وهو درب مصالح شعوبهم وأوطانهم. واننا نجد في نفس الوقت، ولکوننا نتحمل على أکتافنا المسؤولية التأريخية أمام أمتنا العربية کمرجعية اسلامية عربية رشيدة، فإننا ندعو ومن باب حرصنا وإيماننا بأهمية وحدة الکلمة والجماعة، کافة الاخوة في مختلف مجتمعات بلداننا العربية ومختلف التنظيمات والاحزاب والمؤسساتن والشخصيات الاسلامية سنية کانت أم شيعية، الى العمل البناء من أجل المزيد من رص الصفوف وتفويت الفرصة على المتآمرين لتمرير سياساتهم العدوانية والخبيثة ضد أمتنا واننا نحثهم ببرکة هذا الشهر الفضيل أن يجعلوا المصلحة العامة فوق أي إعتبار آخر ويساهموا بکل ما بمقدورهم من أجل ردم الهوات وتضييق فجوات الاختلاف والتمسك بالاوامر والوصايا السامية والنبيلة التي قالها الله سبحانه تعالى في محکم کتابه المبين ونطقها الرسول العربي الکريم في أحاديثه الشريفة واننا بعون الله وخفي ألطافه في هذا الشهر المبارك سنجد الکثير من القلوب والصدور التي ستتفتح لهذا النداء المخلص لأن يد الله مع الجماعة دائما والله ولي التوفيق.
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
التعليقات