العلاقة ونتائجها الكارثية بين البكر وصدام هي ظاهرة سيئة في التاريخ السياسي العراقي الحديث لكن مع ذلك تستحق التأمل والمتابعة والتدقيق لانها ظاهرة حكم أقلية طائفية تدرجت الى حكم محافظات معينة ثم الى حكم محافظة محددة وبعدها الى حكم العشيرة وحكم العائلة وحتى حكم الفرد الواحد وتوجت بتسليم العراق الى القوات الاجنبية والهروب بالملابس الداخلية واللوذ بحفرة حقيرة. أساس هذه الظاهرة وجوهرها ان يكون البكر في الواجهة وان يكون الحاكم الحقيقي هو صدام رغم انه يحمل البندقية ويقف كمرافق له لعدة اشهر، حتى تحين الفرصة المناسبة والمرسوم لها جيدا فينقض صدام على البكر ويجلسه في البيت ثم يقتله في مرحلة لاحقه ولم تشفع للبكر كل quot;تفاعلاتهquot; الطائفية مع صدام.
هذه الظاهرة السيئة ونتائجها الكارثية على العراق نعيشها اليوم في الواقع الرياضي العراقي من خلال اتحاد كرة القدم الذي مازال لحد هذه اللحظة يطلق عليه سهوا وظلما quot; الاتحاد العراقي لكرة القدمquot; والاحرى استخدام الواقعية وتبديل الاسم الى جمعية حسين سعيد الخاصة او مزرعة ابن همام القطري او حتى حلم الانقلاب والتوريث الى احمد راضي. فهذا الاخير يمارس دور صدام حسين في السبعينات وبشكل مطابق دون أدنى تردد من خلال دعمه الى احمد حسن البكر في الرياضة العراقية حسين سعيد. ودائما وهذا واقع في التاريخ السياسي العراقي حتى عام 2003 ان الاقلية الحاكمة تبحث عن دعم من خارج حدود العراق لتثبيت حكمها الشاذ. لذلك تجد حسين سعيد يستمد العون والقوة من علاقات ابن همام مع بلاتر والتي تشوبها الكثير من علامات الاستفهام الكبرى و ايضا من موقع ابن همام في الاتحاد الاسيوي. وهكذا رسم حسين سعيد سابقة خطيرة حينما جعل واقع الكرة العراقية مجرد تابع الى خطوات وطموحات ابن همام. وماسكوت حسين على تزوير المنتخب القطري في المباراة المصيرية التي اقصت العراق من تصفيات كأس العالم وايضا الاصرار بالتصويت الى ابن همام في الانتخابات الاسيوية الا دلائل بسيطة على حجم الكارثة التي يقوم بها حسين بن سعيد والذي لم يدخل العراق منذ سنوات عدة ومقره الصحيح والاصلي للاتحاد ليس عمان في الاردن كما تنقل وسائل الاعلام بل مقره الواقعي ومصدر قراره في الدوحة وليس في بغداد عاصمة العراق. ان عبث حسين بن سعيد واخبار الفساد المالي في الاتحاد فاقت كل تصور وتجاوزت كل الحدود، ولذلك اجد نفسي كنت مصيبا حينما وصفته في مقالة سابقة بعد خروج المنتخب من تصفيات العالم بانه quot; زرقاوي كرة القدم العراقيةquot;.
ان جلب quot;المنتخبات المنسيةquot; الى اربيل العراق واطلاق مشروع الهدف في كردستان العراق هي محاولة اضافية من حسين سعيد وبدعم من ابن همام وبلاتر وبترويج من احمد راضي لتثبيت واستمرار هذا الوضع الشاذ في الانتخابات الكروية المرتقبة في العراق. خاصة بعد ان قام حسين بثبيت بعض التوابع له في الامانة العامة وايضا بدعم من احمد راضي. الذي يقوم بدور صدام في المؤاتمرات القطرية في السبعينات ويدفع بالبكر امامه وهو يتلهف الفرص للاطاحة بحسين وبناء احلامه المريضة في اتحاد الكرة العراقية. وهذا واقع ممكن قراءته من تصريحات وطريقة كلام صدام الرياضة العراقية في اخر لقاء له قبل اسبوعين على قناة الشرقية المنصفة جدا جدا!! ان احمد راضي الذي اطلق من قناة الجزيرة قبل عدة اشهر لقب quot; المحافظات المناوئة quot; على محافظات الجنوب والفرات الاوسط واحمد راضي المتهم بتهريب المجرم الارهابي الهارب محمد الدايني هو الاجدر بتقديمه الى التحقيق والقضاء القانوني العادل بدلا من تركه يعيث في ساحة الرياضة والبرلمان العراقي. ونفس الشيء ينطبق على حسين سعيد خاصة مع تهم الفساد الكبيرة وايضا في تهاونه المفضوح والصارخ بحق الظلم والغدر الذي تعرضت له الكرة العراقية لصالح المنتخب القطري وبعض المنتخبات الخليجية الاخرى.
وان الضعف الواضح في وزارة الشباب يجب معالجته بشكل جذري من خلال تبديل ادارة هذه الوزارة العاجزة عن اتخاذ موقف حازم اتجاه تمادي حسين سعيد والذي كسر كل الحدود الوطنية والعراقية مرة واحدة.
كما على الدكتور علي الدباغ وهو يمثل الحكومة العراقية في ملف الاتحاد العراقي ان يضع امام عينيه، ان الاتحاد العراقي هو مؤسسة عراقية تابعة للحكومة العراقية وليس دولة مستقلة ولادولة الفتيكان في روما وان حسين سعيد يغطس في بحر من التقصير في عمله ويجب محاسبته على ذلك وليس عنده حصانة بابا الفيتكان.
كما يجب ان يبرز موقف كبير لوقف تدخل ابن همام والاتحاد الدولي في شؤون الرياضة العراقية. وان يكون احد الحلول حل اتحاد الكرة والامانة العامة بدون الالتفات الى التهديدات المدسوسة للاتحاد الدولي بفرض عقوبات على الكرة العراقية فليس هناك ماتخسره الكرة العراقية في وضعها الحالي، ويمكن الاستفادة في هذا الجانب من تجربة الاتحاد الكويتي وايضا الجديد في تجربة الاتحاد السوري لكرة القدم رغم اختلاف الظروف لكنها تجارب تستحق الدراسة والمتابعة وحتى التقليد في بعض الخطوات لرسم جدار صد عراقي وطني امام تحالف خارجي يتكون من البكر وصدام وبلاتر وابن همام. هذا واجب وطني على عاتق الحكومة العراقية وممثلها الدكتور الدباغ باعادة الروح الوطنية العراقية الى الاتحاد العراقي لكرة القدم. وقتل ووئد الاحلام الطائفية المريضة لاتباع صنم الحفرة ومحبوب المقبور عدي ونموذج التخريب في صورتي البكر وصدام في الرياضة العراقية.
[email protected]