إبراهيم علامة من القاهرة: يبدو ان زمن المشاعر الوطنية قد ذهب الى الابد، عندما كان المشاهد العربي يمتليء حماسا و وطنية و مشاعر حنين للعز العربى و المجد المفقودان،المشاعر التي كانت تهيجها سماع اغنية لعبد الحليم حافظ او فيلم بالاسود والابيض عن البلد وأبناء البلد واحلامهما وطموحاتهما الكبيرة، كلنا نتذكر الأغاني الوطنية الخالدة والتي صور أغلبها بالأبيض و الأسود مثل أغنية quot; السد العالى quot; وأوبريت quot; وطنى الاكبر quot;، كلنا نتذكر افلام عربية لا تنسى مثل quot; الزجة الثانية quot; وquot; شروق وغروب quot; وغيرها الكثير من الاعمال التى تلهب المشاهر و الاحاسيس .
الكثير من الاعمال الفنية الوطنية الجميلة و المؤثرة هي نتاج الوطنية الجارفه للفنانين العرب و تأثرهم بالاحداث السياسة والاجتماعية التي تجرى حولهم فمثلا حين تم العبور فى اكتوبر 1973 أراد معظم الفنانيين بمختلف فئاتهم تقديم اعمال تمجد تلك اللحظات الكبيرة، توجه الكثير منهم الى ساحات المعارك او استديوهات التلفزيون المصري وغيره و كلهم رغبه صادقة فى تقديم أعمال تعبر عن شعورهم الوطنى، فتولدت أعمال رائعة صادقة لازالت تنبض بحب الناس لها..

محمود المليجي ونجوى ابراهيم في فيلم الأرض
اليوم ورغم اتساع طرق التعبير للفنانين وتنوع المنافذ التي يطلون بها على جمهورهم الا ان أغانيهم الوطنية الحديثة لا تملك قوة الأغاني القديمة بالاسود والأبيض، فالاغانى الحديثة أصبحت لا تسطتيع الصمود فى وجه الزمن مثل الاغانى القديمة، و رغم إرتباط الاغانى الوطنية فى الماضى بالمواقف والأحادث السياسية مثل أغنيةquot; السد العالى quot; للفنان عبد الحليم حافظ و ارتباطها ببناء السد العالى و أيضاً أغانى العبور و النصر فى أكتوبر الا انها ماتزال تعبر عن معاني جميلة في غاية النقاء والنبل،ورغم أن الاغانى الحديثة أيضاً مرتبطة بمواقف وقضايا نعيشها الآن الا انها تبدو فاقدة تاثير اغاني الماضي الوطنية، مثلا أوبريت الشهيد quot;الدرةquot; أو الاغانى المرتبطه بالعدوان الاسرائيلى الاخير على لبنان سرعان ما ذابت وانتهت ونسي الناس كلماتها و الحانها ... فيلماذا هل تغير العالم ام ان الفن العربي لم يعد يعبر عن الناس؟
يقال أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يقف وراء الاعمال الفنية و يدعمها من أجل تخليد الثورة و تخليد شعاراتها، ولكن هذا الحب لتلك الاعمال الفنية الخالدة من يقف وراءه ؟؟ أنه الصدق فى الاداء و ايمان كل فنان بما يقدمه و يؤديه هو ما أثر فى الناس و أثر فى وجدانهم، و الجمهور أيضاً كان مختلفاً، فى الماضى كان الناس مؤمنون بالثوره و بأحداثها و يشعرون أنها تعبر عنهم و أنهم مشاركون فى الاحداث، أما الان فلا توجد ثقه ولا معرفه حقيقيه بالاحداث، فالمتلقى لا يشعر أن هناك شىء يعبر عنه ولا يشعر أنه جزء من الاحداث التى تجرى هنا و هناك.أنه بالنهاية الصدق و الايمان بالمواقف ... هو كما يبدو ما يفرق الفن بالابيض و الاسود و الألوان