لولاكِ هذه حياتي مراد حركات *لولاكِ ما رسَمَ الفؤادُ ضياكِ * |
القراة النقدية حول القصيدة
كمال بلوصيف:لعلنا نلج قراءتنا لهذا النص الشعري من باب القراءة المنضوية على ترانيم خطاب العشق والوجد الصوفي الممتزج بالبحث عن قدسية الذات الذائبة في الآخر، فالروح تركن إلى ما هو جميل ونفيس وتتعلق به أيما تعلق كي تتوحد فيها
صفة البقاء، فالحب هو لذة تنتشي لها النفس عبر تموقعها فيه كرحلة للحلول وقصدية للإبحار في عوالم المجهول، وتبدأ هذه الرحلة عبر تلك الآهات التي تحترق في جفون صاحب النص، وتبدأ الرحلة الشعرية عبر السؤال والبحث عن الأنا داخل هذا السرد الشعري الموغل في مساءلة الآخر التائه الذي أرهقته مساحات الترحال في بحث مضنٍ فقده وأراده أن يكون، ولعلني لن أغوص في المتن الشعري بإغراق شديد، ذلك أن قراءتي ستكون سريعة ومغايرة لما يعتقده الكثير أن النص أحادي في تصوره الأولي للحب والتغني بالهيام الصوفي، ولذلك سأنزاح بقراءة أخالها فاتحة لقراءات أخرى، مستعينا ببعض الكلمات المفاتيح التي ألج بها فضاء الدلالة، وهكذا أهتدي إليها بواسطة المعالم التالية: الأنا، المكان، الزمن والآخر، ذلك أننا نلمس شيئا من التيه في هذه القصيدة، أو فلنقل شيئا من السؤال الذي يطرحه صاحب النص مشيدا بما كان من زمن الحب المتولي المنصرم والذي ربما لم يبق منه إلا الحطام والجراح والأرض القاحلة الجرداء، وفي مقابل ذلك قد نتوسم كثيرا من النبش عن الأمل داخل هذا النص الشعري من خلال محاولة استرجاع الذكريات الغابرة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الشاعر تعمد التغيب التام للنص الموازي كإشارة نصية تساعد على حل المغاليق النصية، خاصة إذا تعلق الأمر بالبحث عن الهوية المفقودة وبناء عليه فإن قراءتي للنص الشعري ترتكز على هذا البعد في تعالقه الوظيفي بالبعد الأول وذوبانه فيه حتى تعتبر هذه الملفوظات مغرية للمتلقي في وقوفه على المقصدية بحسب الاختلاف الحاصل في الخطاب الشعري، لأن النص يختفي فيه المضمر والظاهر قد يضمر في ثناياه نصا موازيا يستوجب الحفر فيه واستجلاؤه ما دام الخطاب حمال أوجه. وما يلاحظ على النص الشعري quot;لولاك هذه حياتيquot; هو انفتاحه على عدة مستويات للد لالة للتعالق حيث تتولد الرؤية الصوفية من ذاكرة الماضي التي يستطرد الشاعر في مساءلتها، حيث مثلت له السفر الدائم الباحث عن حقيقة هذه الذات التي أصبحت تائهة في مدارات قصص الحب العذري ممثلا في قصة قيس و ليلى. فكانت علامة لها مدلولاتها في التاريخ العربي الذي جعلها الشاعر رمزا يتكئ على ثنائيات تتصارع في النص في توالد و تشاكل عبر رحلة البوح المنقولة من بنية النص إلى متلقيها، وتتمثل هذه العلاقات الجدلية في ثلاثية (الذات، الآخر، الذاكرة)، إن توحد الذات الشاعرة بموضوع الآخر كمضمر نص يبحث في عوالم الروح وما تعلق بذاكرة الزمن وهو بحث يبدأ من خلال الأسئلة التي يطرحها صاحب النص عن ذاته وعلاقتها بالمتاهة التي تغرق فيها، وقد تميز النص الشعري في محمولاته بالطاقة الخيالية الإبداعية الخلاقة، وهي ما ميزت الشاعر في جمعه بين الكثير من الثنائيات التي تشاكلت واختلفت، حيث تفنن في نسج صوره بالتوحيد بين ما هو مرئي وغير مرئي مجانبا ما هو مادي، وما هو روحاني الأمر الذي يؤدي إلى رمزية الصور وتوظيفها لصالح الخطاب الغائب أو المتضمن، وقد حرص الشاعر على تكثيف الرموز والصور المتوالدة في شكل دينامية تسمح لها بالتعدد والتناقض والتشاكل والتوالد في هندسة تواصلية يتفاعل معها القارئ، فوظف الرموز التاريخية بأبعادها الدالة على الذات والمرأة والهوية التي كونت رموزا يحرص أن يفكّ شفراتها ليضمن القراءة السليمة للمتلقي منذ اللحظة الأولى وتفاعله معها. مراد حركات
جامعة سطيف
التعليقات