أنْ تكُون مُحِبّاً كظلِّك

تحْتاجُ حاشِية الْمَاء تبْلي الثّياب،

وتحْتاجُ وقْتاً مِن الضّوْء أبْعَدَ

كيْ تَتَعافى عليْك الثّياب،ويقْتاتُ مِنْ حاجِبَيْك الْفَراشْ !

|

لِماذا يُصِرّ النّهَارُ عَلى أنْ يُعاقِبَني

في الطّريقِ إلَيْك،ويحْشدُ حوْلي ضجِيج اللُغَهْ؟

لَوِ اللّيْلُ يكْتُم سرّي وعاقِبَتي إنْ خرَجْتُ

ونادَيْتُ في الرّيحِ ما أبْلَغَهْ؟ !

|

الْموادُّ الْخامّ

مَنْ غَيْرُ يدِ الْمؤْتمنين الشُّعراءْ

تتلقّاها بِلا اسْمٍ فَلَا تصْدأُُ

ولَا تذْهبُ في الْأَرْضِ جَفاءْ؟ !

|

إذا ما شِئْنا أنْ يغْشانَا

مَع الْحُوت

ليْلُ الْقَصِيدة ،فلْنَتَواضَعْ:

الْمِصْراعَانِ في الْمُتَناوَل ،لكِنّ السّقْف سَحِيقْ !

|

السّماءُ الزّهْراء تلْمعُ

السّحابُ يرْعَى الْيَنابِيع

مَنْ في الدّاخِل يُنادِي:

بِصِحّة هذا الْعَطَشْ.. ؟!

|

ألْحَريرُ الّذي يغْزلُهُ الْعابِر

منْ نوْل الذّاكِرة

لا يُدْفِئُ الْبيْت

ولا يُطْلِقُ الْقُطْعانَ في ساحَة بَريدْ

|

الشّاعِر الْعَارِف لِواجِباتِه

لَا يتْرُك،حتّى بِأسْباب الْبَحْر،

بجَعاتِ قلْبِه تنْفُق

مِنِ تذكُّر الْيَابِسة!

|

أنْ تسْتنشق الْمُوسيقى

أيُّ حُلْمٍ هذا في كِتاب.

لَا شاعِر بِوُسْعِه أنْ يمْنَع

ماءَ أنْفَاسِه بيْن الظِّلالْ

|

ليْس أمْراً سيِّئاً

ألّا يُعْطى الشُّعَراء

إِلّا الْقَلِيل مِمّا يحْلُمونَ بِه

وإلّا ما الّذي يفْعَلُونَه بِهذا الْوَاقِع؟

|

رِفْقاً بِالْعَناصِر تدْخل في سهْرَةٍ علَى الْحَدَثان

كَأَنّ الْوَليمَة أمْرٌ عَزيز

تهْبِط الْأعَالي،وتصْعَد الأعْمَاق

يا رُوحَها الرّنينْ !

|

إرْفَعي فُسْتانَك

ذا الصّدَفاتِ الزّرْقاء

في آدابِ زهْوك

إنّك تخْدشين وَجْه الْأَرْض !

|

إِذا لمْ يقُلْ لَك

قلْبُك الْجَريح إذا خلدْت إلى وِسادَة الرّياح

إنّك شاعِر

فَمَنْ سيُخْبِرك،إِذَنْ ؟

|

بجَعةٌ جَريحة تترنّحُ في برّ الأَهْواء

وأَنا ــ عَلى وَتائِر ــ ألْقُمها الْحبّ

كيْ لَا تقَع ،تحْت طائِلة الْوَعْد،

في جَرْد سَحابْ

|

لَا شيْء أعْمَق في اللّيْل مِن الْإسْتِعارة

تحْشد الأَسْرار بيْن الأَنامِل:

ليْت الطّيورَ أفْصَحتْ عمّا أَسَرّ لَها غُصْنٌ جَريح

في مَطالِع الْزُّهور

لمْ أطْمع بِشيْء

سِوى عِلاج الْمَسافة

بيْني

وبيْن الضّباب!

|

هُو ذَا الْوَعْدُ:

تلْتَحِفين مَجازَك،والطّيْرُ حوْلك خضْراء،والشّهْد في شفَتَيْكْ

سنَشْتاقُ نحْنُ الْيَتامى ،ونحْلُم هذا الْمَساء

لَعَلّ دَم النّاي يقْنَعُ بِالرّيح بيْن يدَيْكْ

|

حتّى عِنْدما تَنامِين

يُسْمع لَك خَفْقُ أجْنِحة

أيّتُها الْمَشْمولَةُ بِالْجِراح،

قَصِيدَتي!

*

(شاعر من المغرب)