لم تُفْصِحْ عَينٌ عن نوم

أخرجَني إيغالُ سُؤالكِ..
ذُو الأزرقِ أعتقني في الصفْوِ..
دَوائرُ أشهى أدخلني التيهُ،
تَعالَيْ نَرشفُ بالرؤيةِ كَأسَ
الحكْمةِ. أدْركتُ كتابَ البحرِ،
تَصفّحتُ الطيرَ،
وأوْتيتُ حُضورَكِ فيّ،
وحيدَيْنَ دلفنا الواحدَ..
نحنُ الواحدُ في الأعدادِ،
تفيضُ علينا وشوشةُ الأندادِ؛
فلا فرَّقنا الخارجُ من شيءِ الصوتِِ
أراكـِ أراهـُ أرانا.
إغراقٌ
إغراقٌ
إغراقْ
فَغَريْقُ البوح شفيفُ الروحِ؛
نَشوفُ الواحدَ جُوّانا.
ما دخْلُ حصارِ الحَرْفِ يَكُفُّ الرّائي رُؤيانا
بشفاهِ اللهفةِ نادَتْنا الرُّوحُ،
ترفَّعنا بالواحدِِ عن وطءِ الأرضِ؛
أراني فيكِ، وفيه نرانا.

لا نَخْلو من زرْقةِ ربٍّ قلّبَ موسيقى الذاتِ بجوف مساء.
يا سِيرةُ غيثِ اللذةِ في النأيِ دنوُ المحبوبِ،
ونأي الأشياءِ..
ظلالُ الأبدانِ تَـفرُّ لأهلِ الطينِ،
دلالُ البوحِ يَهُزُّ نخيلَ الفردوسِ؛
تَطُوفُ حُروفٌ حولَ الإصغاءْ.

وَثَّـَقَنا التأخيرُ بذاكرة الليلِ،
ولَمّتْ صُدْفتُنا أشتاتَ التيهِ،
أتتـْنَا فاتحةُ السَّهوِ على متْنِ الفتنةْ.
وحَفيفُ صَدَىً تُلو صَدَىً عَبَّأَ أمْداءَ الجوفِ نداءات.
لم تفصحْ عينٌ عن نومٍ.
بَوْحُ السِّرِّ تَخفّى في ألف للهِ ..
بِـquot;هاءquot; الفردِ ملاذُ الروحِ ..
أنا أنتِ تَوَحّدنا في quot;لامِquot; للهِ الوسطى؛
فكشفنا للماء قراءةَ ذاته.
كان البيتُ يَمُرُّ لِصوتٍ منتهكٍ في الريحِ،
مَسَحْنا الألفاظَ بموسيقى البَسماتْ.

ألْفَيْنا فيهِ بواحَ عراءِ اللحظةِ من شيطانِ الريحِ..
تَصيحُ ديوكٌ تلوَ ديوكٍ.
وشوشةُ رُموشٍ تشطبُ سَهْوَ النفْسِ،
وحينَ الصبحُ تنفَّسَ أبْصَرْتُ عَصافيرَ الآيةِ
تَرشِفُ مُوسيقى الواحدِ في فاتحةِ اليومْ.
كنْ إكليلَ رضا لحظةَ تأويلِ الذاتْ

ألنَّاسُ كلامٌ طَهِّرْهُ بِصمتكَ،
إغفرْ للسَّهْوِ، وَزِدْ أوْرِدَةَ الطيرِ حنينـًا لهُناكَ..
وَكُنْ حاضِرَكَ النبويَّ خلالَ الضِّدِّ .
سِياقُكَ أنتَ.. فَحلِّقْ؛
تحتَ قميصِكَ نَهرٌ سِرّيٌّ مَشّاءٌ جارٍ رَقْراقٌ حرٌّ.
ورهيفٌ قلبُكَ.. إمشِ لوجْهةِ من فيكَ
سيكفيكَ، وكرِّرْ إلحاحَ الحكمةِ فيكَ
بإملاءِ القلبِ فرارًا مِنْ ذاتِ الأعناق.

كُنْ ما بَعْدَكَ، تغدو ما أبْعَدَكَ الآنَ،
وماءً مغسولاً بالملحِ العذْبِ..
هناك.. هنا جَرَسٌ لسؤالِكَ؛
قلبُكَ مكمنُ أجراسْ!!

كُن أنتَ حِجابَكَ دُونَ حِصار الأشياء،
حصارُ الناسِ الناسُ،
وأنتَ بَراحُكَ رُؤْيتُكَ
أكتبْ رَقْرَقةَ الإحساسْ.

الجيشُ دُمُوعُ أنايْ.
خُذْ مَثَلاً دفترَ ساقي مكتوبٌ بالطلقة مُنذَ صبايْ!

أجسادُ الناسِ لدى الناسِ دفاترُ،
والناسُ خرابٌ حُرٌّ،
وحصارُكَ خَضُّ اسْمِكَ في بَلَدٍ تَنداسْ.

الناسُ سِياقٌ..
هاتِ الأسماءَ وطرِّزْها بالرُّوحِ
على أقمشةِ الهَفْوَة.
كنْ بعضَكَ حين تُعزِّيكَ الصُّحبةُ بالقُبلة؛
كنْ درْسَ الهدأةِ...
فـالمشكاةُ تُحاضِرُ فيكَ نبيّاً في الظُّلْمَةِ يَشَتاقُ النورْ.
إغـراقٌ
إغـراقٌ
إغـراقْ
كُن مِثلَ قِماشِ البرقِ يُعرِّي الليلَ من الداخل،
ويُضَمِّدُ بالكشْفِ الأعماقْ.
كنْ وقتَكَ سوفَ تُحسّ الهجرةَ تطهيرًا,
كن إكليلَ رضا لحظةَ تأويلِ الذاتْ
الذّاتُ سؤالُ اللذاتْ!

النورُ يَجِيءُ مِنَ الدّاخِل

أَذِنَ النورُ بأنْ نَمكثَ في مِحرابِ سُؤالٍ؛
أزْمعنا أنْ نَخرجَ مِنّا، فخرجْنا. وأقـامْ .
قدِّيسًا كانَ الحرفُ تخلّى
عن عينِ الصوتِ، تحلّى
بهدوءِ الدمعةِ.
يا اللهُ عَرِفنا المعنى،
واللهِ عَرِفْنا المعنى!
أوْدعْنا في سقفِ البّحرِ تحيَّاتِ تلاقينا،
وعلى لغةِ الإنصاتِ رميْنا زرْقةَ بوحٍ
بهدوءٍ. من بُرْجِ سُكُوتٍ أعْتقنا دَرْدَشَةً.
بُحْتُ يقينيْ:
النورُ يَجِيءُ مِنَ الدّاخِل، يَغْسِلُنا
مِنْ أسفِ حُضُورٍ في الظُّلمَة.

***

رغمَ اقْترافِ الديكِ صيْحاتِ اكتمال الليلِ
أمضي فيكِ فيّ،
أيا قريبةُ أكْتفي بالله فيكِ .
لا ترانا زمْرةُ الأشباهِ نَخرجُ داخلينَ الذاتَ،
اللذاتُ من نُضْجِ الهواءِ تَفيضُ ..
أعْشابٌ وإشراقٌ لنا وقتَ التجلّي في الأنا.
نَحنُ المَحبّةُ في التخلِّي عن هنا.
كنا اختصارًا؛
ألكتابةُ كالمحبةِ إمتدادٌ ..
لا رآنا إذ رآنا الظلّ نكْتُبُهُ،
وترْفعُنا اللغةْ.