(1)

كُلُ الأشياء
التي
تُرمى في الطُرقات
تَمُرُ بها الريحُ
إذ تصفر
في القناني،
وتَصطك بالأَوراق
وَتقَرعُ الطُبولِ
في الصفائح
لكنها
تبقى عالِقةً
في كفين
يوَدعان بَعضهما
البعَض
مَرت سنواتٌ
وأنا أشُمُ كفيّ
حتى غَدت أصابعي
غليظةً
لا أسْتَطيعُ بها
حملَ الشاي
أو.. أعزفَ
على الكمان
أو.. أسددَ بها ديوُني
لأن حُمولتي ثَقيلةٌ
وحين أَتى
الماضي نَحوي
كتبتُ أسماءَ الأشياءَ الثقيلة
على تذاكر
الحافلات
مَرَ زَمنٌ..
لم تمر بائِعةُ اللبنِ
من زُقاقي،
ولم يُفقسُ
بَيضُ الوزِ
بل.. لم تهطل أمطارٌ
رَغمَ عَدَم
تَفرقِ السُحب
وحين علت
الطائِراتُ الوَرقيةُ
وتساقطت ذُيولُها
تناثرتْ
تَذاكرُ الحافِلات
لم أعد سريعاً
ولم أَحمِل الِسلالَ
لألتقط أشيائي
كُنتُ أطاردُ أيامي
كجامعِ فراشات
حَينَ أنظرُ
لأَلوانها
تَضْحَكَ عينايَ
وينهَمرُ
مَطرهُما الماِلح
laquo;2raquo;
لم أنقطع
عن شرب الشاي
لأحرس الأرَق
تَصفَحتُ
تُراثي العتيق
من بقايا الصُورِ
المعلقةِ
على الحيطان
وقناني العُطور الفارغة
لهذا..
لن أحتفل
وأمامي laquo;بيانوraquo;
ولن يَملأَ صدري
هواء
وَعدني
بشرائح بالزبدةِ
وأتجهَ
إلى عَدن.
يا ستار..
laquo;يا ستارraquo;
من تلك الأفكار
بعد
عربةُ الازهار الذابلة
فوق رأسي
وسلةُ البيض
laquo;3raquo;
أُرضِعُ ندمي
وأَربيهِ
وأُغذيهِ بداخلي
وعندما يتعافى
لا أُفكرُ
بطيه كثوبٍ
أو
كتاب،
ولأن له أرواحاً
تَدُبَ فيه
سأتصرف مَعهُ
كقطاع طُرق
حين أشهرُ عليه
خنجري
يفاجئني
ويقولُ لي!
سأتحدثُ لكَ
عن النحلِ والعسل
إن كبرنا معاً
وتوكأنا على العكازاتِ
أَحدُنا
لا بُدَ أن يَسقَطَ
قبلَ الآخر
ويسألُ الآخر
ما العمل..؟
كلانا
ننظرُ الى زُجاجةِ دواء
أنا..
أضع لندمي
النُصب التذكاريةَ
وحينَ أُطوى
كثوب أو كتاب
لا يهُمني
ما يضَع
على شاهدتي
لا يَهُمني
هل أنني بالسواد
لكني أذكرُ
بأنهُ تدلى معي
في تلك الحفرة
وقالَ لي!
إنهض
سأُريك
كم جمعتُ لك
من النحلِ والعَسل
[email protected]