ترجمة: عطية صالح الأوجلي.
أرسل أحد التجار ابنه ليتعلم quot;سر السعادةquot; من الرجل الأكثر حكمة من بين كل رجال العالم.
مشى الصبي أربعين يوماً في الصحراء قبل أن يصل إلى مدخل قصر رائع على قمة جبل حيث يقيم الرجل الحكيم.
بدلاً من أن يلتقي رجلاً قديساً دخل بطلنا إلى القاعة الرئيسية للقلعة التي كانت تزخر بالنشاط: باعة يدخلون ويخرجون، أناس يتحادثون في أحد الزوايا، فرقة موسيقية صغيرة تعزف موسيقى خافتة و طاولة مليئة بأشهى وأطيب المأكولات.
كان الرجل الحكيم يتحدث مع هؤلاء و أولئك. اضطر الصبي إلى الانتظار ساعتين قبل أن ينتزع انتباه الرجل لهhellip;
أصغى الحكيم بانتباه إلى الصبي وهو يشرح له سبب زيارته، ثم قال له أن لا وقت لديه الآن ليطلعه على سر السعادة. واقترح على الصبي أن يتجول في القصر ويعود إليه بعد ساعتين.
quot;لكني أريد منك أن تصنع معروفاً ليquot;
أضاف الحكيم وهو يعطي الصبي ملعقة صغيرة سكب فيها نقطتين من الزيت.
quot; وأنت تتجول أمسك جيداً بهذه الملعقة ولا تدع الزيت يسقط منها quot;.
بدأ الصبي يصعد وينزل كل سلالم القصر وعيناه مركزتان على الملعقة. ثم عاد بعد ساعتين إلى الغرفة حيث كان الحكيم في انتظاره.
quot;حسناً quot; سأله الحكيم قائلاً quot; هل رأيت النجود الفارسية المعلقة على جدران غرفة طعامي؟ هل رأيت الحديقة التي استغرق كبير البستانيين عشر سنوات لإنجازها؟ هل شاهدت الرق الجميل بمكتبتي؟ quot;
أحس الصبي بالخجل والارتباك، واعترف بأنه لم ير شيئاً على الإطلاق. كان كل همه ألا تقع نقطتا الزيت من الملعقة التي أعطاه إياها الحكيم.
quot;إذن عد وتعرف على روائع عالمي quot;. قال له الحكيم. quot; كما تعلم، لا يمكننا الوثوق بشخص إن كنا نجهل تفاصيل بيتهquot;.
أحس الصبي بالارتياح. فعاد ليمارس تجواله حاملا ملعقة الزيت مركزاً انتباهه هذه المرة على الأعمال الفنية المعلقة على الجدران والمرسومة على الأسقف. تأمل روعة الجنائن وبهاء الجبال و جمال الأزهار مأخوذا بالتنسيق الذي تم به ترتيبها. ولدى عودته إلى الحكيم روى له تفاصيل كل ما شاهده في جولته.
quot; لكن أين نقطتا الزيت اللتان ائتمنتك عليهما؟quot;
سأل الحكيم hellip;
نظر الصبي إلى الملعقة فوجد أن نقطتي الزيت قد سقطتا منها.
quot;حسنا quot; قال الحكيم عندئذ، لدي نصيحة واحدة سأعطيك إياها:
quot;إن سر السعادة هو أن تشاهد كل روائع الدنيا دون أن تسقط نقطتي الزيت من ملعقتك quot;hellip;