1
سواءٌ جسدي
نسيانُ مفاتيحهِ
معلقةً على الزمن
قربانٌ زبد
افتراقُ أجنحةٍ ومقصَّات
والقلبُ أحبولةٌ
ما أصعبَ مهنةَ الحياة
قطارٌ خلفه غيمة منهما سُبل
لتنهض أنتَ بالكتلةِ والفراغ
تؤول إليكَ أيامٌ.. فصالهُا الأبد
يرعى حيواناتهِ في مطلقٍ من الشم واللمس
آن أمك مذاقُ عامين، بعدها أنت والطعام
أنت والطبيعةُ القليلة
أنت والكتب
بعيداً.. قلْ بعيداً....
واستلم الآن مهدَ إبرٍ
ينمو تحت اللسان.
2
اهبطوا بسلام قبَّعاتكم
بأي سماءِ ريق
يجفُّ قطرةً
بعد قطرة
هو الحلم
خداع الذين تقاضوا الأرض
ليلهجوا بالنوايا
مغتبطين أنهم هنا
في ثيابِ الدم
وضاحكين بأسنانهم على الحياة
لِمَ لا نعزيهم
الإنسانُ.. أصدقائي
هو الحيرة الوحيدة.
3
حيث الذكرى باقية
يتقدم القلب على سيقانهِ.. عنكبوتاً
ينسجُ بيتَ البغاء
ليس للبيت بابٌ
ولا شبَّاكٌ
ولا سقفٌ أيضاً
والحجرُ الصمغي
ليس قلباً
ولا رأساً
ولا قمراً أيضا
... إنما تنفجر الذكرى ناراً كبيرة
تهرول بالتخوم إلى وثنييها المنتظرين
عند أسنانهم اللبنية
وحيث الدرقةُ قاسية
لا يحملُ أحد صندوقه الأسود
مُكتفياً بما...
quot;يعلمه اللهquot;.
4
تلك أوراقي وكناياتي
ذخيرةُ الروح المحاطةُ بالأقلام
ألمسُ مرةً كأساً
تسيلُ شفتي على هذيانها
ويفر عصفورٌ
من شاربي المبلل
السماءُ محنةٌ
والكلام مخطوفٌ بعصيانهِ
إلى القلب
وحين أفيق
تجهشُ امرأةٌ بادلتني
نخبَ ديمومةٍ
عارمٌ ظِلُّها.
5
أيُّ فرار...
لتصبح الحياة هادئة
الحياة أو الفؤاد
إنَّ غيباً.. يدنو
والمشهدَ الصباحي
أنْ تفتح البابَ لحيوانٍ بجناحيه
غابت الأسطورةُ والشارع
عينٌ واحدة
تراقب الناسَ والبيوت
حيث كلُّ طريدٍ
فريسةُ بيتهِ
وكلُّ بيتٍ
حيوانٌ خرافي.
6
خذ قطيعكَ وارحل
قدِّم لأهوائكِ بحنانٍ
يحسبُ القطيعَ أياماً
رعيتها جيداً
الظلامُ الذي تمضي إليه
يُسقطُ الكمثرى أجراساً
صدئت فيها الخليقة
عينك في فضاءٍ لا تحسنه
والظلام...
يتدلى إلى كرسيهِ الغارق في الماء
بالضرورةِ أنَّ الفؤاد بلد رمادي
فلا تنفخ الناي حتى العتبة
واقترب بقطيعك كلِّه
من عاصفةٍ تقترب.
7
يؤرقني قلبي
بركضهِ عارياً
يا لهذا الحيوان الذي تمَّت بلاغته
واستطاب الدمَ في دورةٍ لم تزل
تسيلُ على فراشٍ شائك
ملائكةٌ...
كلما أناديهم
يُغطي الريشَ خفتي
والقلبُ نافذة
تنكفئُ إلى السماء
كم أحبُّ الذين اختاروا المرايا وطناً
أحبهم لأنني لم أرحلْ
باقياً هنا لسخريةِ الأرض
وقبض فؤادي إلى أرقٍ
يشنقُ الجياد.
8
حناناً...
فكلَُّ فؤادٍ أحجية
والسماءُ التي تدنو
ترفع الأيدي إلى حظ احتمالها
أنت تحيا
إلى ذهابك في العماء
شجرٌ ثلجي
والأرضُ باردة
القلبُ استغاثةٌ طويلة
والذي نراه
القصرَ الشتويَ للغيوم
قمرٌ...
يرتفع لروحينا
نحن أصدقاء.. إذن
طالما الموتُ كتابٌ
يختم العافية.
9
السماءُ خيطُ حريرٍ
يُضلُّ الفراشات عن سُكِّرٍ
تُذيبه الروح
لا ليحلو الريق
أو يصبح الشاي خيمةً
تضج غرائزها
أسبابٌ، مضت بها عرباتُ الأمس
قطاع طرقٍ يكتبون الشعرَ أضاعوها
قطاع طرقٍ
ساهرون بالبهاءِ المتعالي على القبعات
مرضى ومنفيون
أهملت ثيابي لهم
وقت أنْ دخلت جنةً
لا ماء فيها ولا هواء
فقط
سقفُ حانةٍ
تضيئهُ اليرقات.
10
لضياع المفاتيح
قد تنعش الذكرى غضاضتي
ولعلني آكلُ فطرٍ
بعد غياب المواسم
شروقُ الشمس وغروبُ القمر
أو الخضرةُ العارية
لصفصافِ المياه
وحده.. النسيانُ غابة
لوحةٌ مائية
تسيلُ على وجهي.
11
كم ضللتُ بالصلاةِ على هذا الورق
أتتبع الزوايا
فالبياضُ هاربٌ إلى سناجب
تسحبه بعيداً عن كمائني
وكم ضللتُ بالحياة
قربها الراكد
أو فرضُ نهديكِ يا امرأةً تلغو
وألغو وراءها
لينسرقَ الحليبُ من نهدٍ
يهيم محروماً من المغفرة.
12
... هذا إذا رغبَ القلب
واستفاق من حدادهِ
وقطَّعن الأصابعَ نسوةٌ
يغمرن الصلاةَ بملاكٍ أعمى
رياحٌ مزقت قميصي
ووقفت بصدري عارياً
لانهمار الأشعة
أتكئُ حيناً على نهديكِ
غير أنَّ الكلام مسروقٌ من الشفاه
غير أنني لا أحبُّ
ولا أكره.
13
في اللغة النافذة
حيثُ الماء يزنُ القلب
تنبو مدنٌ
ارتأيتها طويلاً
ألا إنني.. سأترك لليدين موتهما
ألا إنني.. سأمنحُ المصير
ما يجعلهُ مصيرا.
14
حسابُ أجسادنا
يومَ لا يستريح حيوانٌ ولا شجر
والكائناتُ ارتفاع أياديها
صوبَ نافذةٍ توزع المصائر
تحت إبطي قمر
خِلسةً أحلم...
أنَّ تحت إبطي.. قمر.
15
(معرفة الكلمة)
... واللسان نورسٌ
يقف إلى البحر الذي يُدعى.. فماً
وقطرتان، كلاهما باطلة
تقفان على أهبةِ أنْ أجلو فمي
بالصمت أو بالكلام
......
هل عرفت محنتي؟
أيها الجدجد المضيءُ دون لغةٍ
تدلُّ على الجسد.
من كتاب مخطوط للكاتب بعنوان: لا ينسى أكثر ولا ينسى أقل.