د.فاضل سوداني: تتحول القلعة التاريخية slot Kronborg او قلعة التاج او قلعة هاملت (بنيت عام 1584) في مدينة هلسنيور الهادئة والمتكئة على البحر والقريبة من كوبنهاكن، في كل صيف الى مهرجان هاملتي ـ شكسبيري،حيث تقدم عروض عالمية مختلفة لذات المسرحية، وقد تعودتُ على متابعته.منذ القدم ارتبطت القلعة بشخصية هاملت الشهيرة لدرجة ان الكثير من المثقفين والمسرحيين والنقاد يعتبرون احداث المسرحية وكأنها حدثت في هذه القلعة، ولكن حقيقة الامر هو عكس هذا، فالقلعة ليس لها اية علاقة بشكسبير او هاملت اذ هو من الخيال الشكسبيري، اضافة الى المصادر التاريخية.
ان مدينة هلسنيور وقلعتها التي يرد ذكرها في مسرحية شكسبير مازال خيلائها يدهشنا بماضي القرون الوسطى حيث يؤمها الكثير من السواح من شتى انحاء العالم مما يسمح لهم مشاهدة القلعة بكل ملحقاتها، قاعاتها وغرف نوم الملوك الحقيقية الفخمة وصالات الرقص والانفاق السرية التي تربط القلعة بالبحر لأستخدامها عند الحاجة.
وعندما شاهدتها لأول مرة منذ سنوات أذهلتني عظمة معمارها، أما قاعاتها فانني شعرت بكآبتها واحسست بانها ليست مكاني واندهشت كيف يمكن للانسان ان ينام أنذاك في فراش كالشوك في الضلوع بالرغم من انه وثير وتقادم عليه الزمن.وكان لدي احساس خاص لا افهم كنهه عندما دخلت الغرف التي سكنها عدد من امراء الدنمارك، ذات الاثاث واللوحات التي رسمت من جديد وكما كانت عليه عندما كان امرائها يحكمون ويعيشون فيها حياة ملؤها الجدية والصخب او العبث الوقور، بالرغم من وجود الترميمات الآنية التي تعطي الجو الحقيقي في القرون القديمة انذاك، كاضافة لوحات حديثة تمثل ملوك الدنمارك عموما.
في كل صالة هناك شئ ينبؤك بالتاريخ حتى الموسيقى التي يسمعها السائح وكذلك السجاد المعلق على الحائط وكأن ألوانه وحياكته القديمة تخفي همسة تاريخية او خطوات امير متيم بالحب او اميرة تبحث عن فارس احلامها او تنزوي ناعسة للتفكير بالمستقبل وتتمنى ان تكون ملكة الدنمارك. في غرفة طعام العائلة المالكة كانت الملكة ووصديقاتها يجلسن في مكان منعزل عن مجلس الملك وضيوفه هكذا جرى عليه الحال في ذلك الزمان.أما قاعة الرقص فهي واسعة لدرجة يضيع الانسان فيها 62times;11m.
ان الكثير من الغرف بنيت على شكل دائري وفي بعضها نوافذ على شكل كوة تطل على البحر (ويبدو أنها غرفة للحراسة) من خلالها يمكن رؤية المدافع الثقيلة لحماية القلعة من غزوات الاعداء (التي مازال بعضها موجودا).
وعندما ربط شكسبير شخصية هاملت بقلعة هلسنيور اعطى اهمية عالمية لهذا المكان بالرغم من انه لم يرى القلعة وانما اعتمد في الكتابة عنها على وصف احد ممثلي فرقته عند عودته الى انكلترا من تقديم عرضا مسرحيا في الدنمارك حيث روى لشكسبير عظمة القلعة التي كان يسكنها امير من امراء الدنمارك يدعى هاملت.
قدمت العديد من الفرق المسرحية العالمية والدنماركية مسرحية هاملت في هذه القلعة، فكان اول عرض مسرحي في عام 1816 بمناسبة مرور 200 سنة على وفاة شكسبير ومثل دور هاملت نيكولاي بيتر نيلسن.
وفي عام 1910 صورت شركت افلام الشمال الدنماركية فلم عن هاملت في القلعة، وقد عرض المسرح الملكي الدنماركي هاملت خارج القلعة أي كان الحائط الخارجي هو خلفية الاحداث، واستغل البحر كجزء من السينغرافيا ومثل الدور نيكولاي نايندام وافيليا مثلتها بودل مولتكه وكانت الموسيقى للموسيقار الدنماركي كارل نيلسن.
ثم قدم المسرح الملكي الدنماركي المسرحية ايضا في عام 1985 بتمثيل سورن سباننك.وفي عام1996 ايضا بتمثيل كينيث بريناه، وبعد ذلك تتالت العروض الدنماركية حتى يومنا هذا.
وعام 1938 مثل هاملت الممثل كوستاف كروندجنزواوفيليا مثلتها ماريانه هوبه من فرقة برلين وحضر العرض الوزير الهتلري كيورنك.وقدمت فرقة جون جيلكود هاملت في عام 1939 وكان هاملت هو المسرحي والسينمائي الانكليزي جون جيلكود نفسه.اما الممثل النرويجي هانس ياكوب نلسن من المسرح الوطني في اوسلو فمثل هاملت عام 1946. وقدم المسرح السويدي هاملت عام 1947.وفي عام 1949 قدم المسرح الامريكي هاملت بتمثيل روبرت برين.. قدمت المسرحية أيضا من قبل مسرح الدولة السويدي عام 1951 وبتمثيل مايكل ماكلايموور قدم مسرح دبلن هاملت عام 1952.
في عام 2000 قدم المسرح الملكي الانكليزي المسرحية بتمثيل سيمون روسل اما فرقة The old vic اللندنية قدمت هاملت عام 1937 بتمثيل لورانس اولفيه ومثلت فيفان لي افيليا ومرة اخرى قدمت الفرقة المسرحية في عام 1950 بتمثيل مايكل ردغراف. وفي عام 1954 مثل ريتشارد بيرتون هاملت،ويعود ذات المسرح بتقديم المسرحية في 1979 لكن بتمثيل ديرك ياكوبي.وفي عام2001 قدمت فرقة مونوفورتاس، وفرقة مسرح برمنكهام المسرحية على التوالي.
ان الباحة الداخلية للقلعة هي فضاء كبير مفتوح وعلى جوانت الايوان الدائري غرف وممرات تؤدي الى داخل القصر، فعندما سمح في تقديم عروض مسرحية عن هاملت في كل صيف اصبحت هذه الغرف والممرات التي تكشف عن معمارها القديم جزءا مناسبا من سنغرافيا العرض للكثير من المخرجين، وبما ان القلعة قريبة من البحر وفي منطقة مرتفعة يكون الجو باردا عادة لذلك فان الجمهور يجلب معه بطانيته ليتلفلف بها اثناء المشاهدة، وكذلك فانه يستطيع ان يحصل على واحدة مع التذكرة ليعيدها بعد العرض.
وفي عرض هاملت للفرقة اللتوانية كان المخرج والمنظر المسرحي يوجين باربا حاضرا، وكنت اتحدث معه احاديث عامة لكنني لاحظت انشغاله بمعمار القلعة حيث كان ينظرها من كل مكان، ويعلق احيانا تعليقات قصيرة عن عظمة المعمار باعجاب كبير. وفي العام التالي فان فرقته مسرح أودن قدمت هاملت من اخراجه في باحة القلعة وساهم به العديد من الممثلين من مختلف الشعوب، ياباني وهندي ودنماركي... الخ وكان عرضا مهما، عندها ايقنت بان المكان ومعماريته كان مثيرا للفنا ن ودفعة الى بناء رؤيته الاخراجية.
والان ساحاول تقديم قراءة للعرض لأن مثله لا يقتصر على المشاهدة وانما تعطي مجالا للدراسة المهمة.
العجلة الفاسقة
يمتلك التجريب في الفن الحداثي عموما ضرورته مادام يشكل جزءا من ثورة الفكر والعقل الشمولي التجريبي الذي اعتمد مبدا الشك في جميع القيم والنظريات والافكار، مما منح الإنسان القدرة على الرؤيا الجديدة في عصر جديد. فليس هنالك حقيقة ثابتة، والمسرح أشد الفنون حساسية للمعاصرة والتجريب. ويبدأ مسرح المخرج عادة تأثيره عندما تكون الكلمة (وأفكار المؤلف ووسائل الكتابة والنص عموما) غنية تؤدي إلى تنوع وغنى وسائل العرض المسرحي، كإشارات وصور بصرية لها تأثيرها على البصر والبصيرة، وفي وعي المتفاعل (الجمهور) وبهذا يكون المخرج مؤلفا جديدا للنص وخالقا متفردا للعرض.
لان النص على خشبة المسرح سيكون قاصرا إذا بقيت كلمة المؤلف في المسرح الادبي حجابا غير مكشوفا، يكون لغزا إذا كتب بالوسائل الأدبية فقط،لأن تأثيره سيشمل السمع، بدون أن يوحي بالرؤى البصرية.
فالكلمة في المسرح تؤثر إذا استطاع الفنان الرائي (المؤلف المبدع وبعد ذلك المخرج)أن يكشف سريتها الكامنة في كثافة الرؤيا الشعرية في فضاء العرض.
ومن العروض التي قدمت في فضاء قلعة هلسنيور وكانت مهمة في رؤياها الاخراجية هو هاملت من إخراج اللتواني ايمونتاس تكغوسيوس، حيث قُدم شكسبير بلغة مسرحية قريبة الى التعاويذ والشعائر المعاصرة، و بدون اعتماد الحذف العشوائي للنص كما يحدث في المسرح العربي تجاوزا، وانما من خلال التعبير عن ميتافيزيقيا الروح الشكسبيرية وتلك الشطحات الوجودية والصوفية التي تكمن في أعماق الفكر الشكسبيري.وقداعتمدت لغة الإبهار الجديدة،فلم يعتمد المخرج على الممثل الحي فحسب وانما أعطى الأشياء (الاكسسوار)والمواد الحقيقية وجودا جديدا، وبهذا فانه أبرز الطاقة التعبيرية الهائلة للمتناقضات كالظلام والضوء الحي، والنار والثلج والماء وملابس الفراء وأشياء أخرى نراها ساكنة في الحياة، أصبح لها وجودها التعبيري، بحيث شكلت لغة شكسبيرية معاصرة، ففيها تجسدت المخاوف والخيالات تجسيدا ملموسا ومحسوسا،وتحولت إلى مفردات تعبيرية خلقت بعدا جديدا في التمثيل.
وتستطيع أن تتيقن أيضا بان وظيفة البعد الميتافيزيقي التعبيري الذي منحه المخرج للأشياء هي ذات الوظيفة التي حلم بها الفرنسي آنتونين آرتو في مسرح القسوة الميتافيزيقي (الذي اعتكف عشرة سنوات في مستشفى المجانين للبحث عن نفسه وعن منهجه الفني)، فالأشياء تتحول في فضائها الديناميكي من شئ إلى آخر يؤدي إلى تحول المعنى وبهذا فأنها تعدي الممثل في تحولاتها. إن هذه الرؤيا الإخراجية التي توصل لها ارتو فتحت مصادر جديدة للفكر الإخراجي المسرحي فاصبحت الرؤيا الاخراجية كالهذيان المعدي.
أحد الاشياء المهمة كانت السينغرافيا الثابتة والحركية فالديكور في هذا العرض (وسط باحة القلعة)ببساطته وتعقيداته التأويلية الغنية وحركته الدائمة يعبر عن الجو والايقاع الداخلي للعرض ويعبر ايضا عن روح هاملت القلقة فاضافة الى الكواليس السوداء هنالك استخدام لفوانيس قديمة وطويلة، وكراسي بخلفيات طويلة ودوائر حديدية باسنان كالمنشار تبدوا وكانها لتقطيع البشر وليس لراحة الجسد عليها،وبهذا فقط فرض السنغراف والمخرج رؤياهما الهاملتية المعاصرة.
وقد استخدم المخرج الكثير من الوسائل التي تعمق التأويل والغروتسك كاستخدامه للمطر الحقيقي بهطوله العنيف ورموزه المعروفة وملابس الفروالتي يرتديها شبح الملك المقتول، ببياضها وثقلها وكانها تؤكد وجودها كما هي في العالم الثلجي (هل حياة الموتى باردة كالثلج؟؟). واستخدم المخرج ارجل الممثلين وكذلك الالات الحديدية للتأكيد على وجود روح الملك المقتول والد هاملت التي تهيمن علينا جميعا بشكل متصل من خلال صوت ناعم وقوي وعنيف وحاد كأنه مطارق على رؤوس الجمهور ويخلق الرعب حتى للطيور التي تعيش في القلعة والتي صوتت هي الاخرى للتاكيد على وحشة المكان او على عدم رضاها على ان يقلقها احد ما.
وبهذا يبدأ العرض مع شبح والد هاملت بدون تفصيلات اخرى على خلاف النص الشكسبيري. تقذف كرة زجاجية يضع الملك الأخ القاتل قدمه عليها، عندها تطلق مدافع كانها حقيقية، أن المغتصب ينتصر، وفي هذه اللحظة يتحرك كل شئ الممثلون وقطع الديكور والاشياء الاخرى المستخدمة. اعتمد المخرج على حركة الاشياء وديناميكية حركة الممثلين واقداح خمر كبيرة الحجم بشكل غروتسكي للدلالة على ادمان الملك على الخمر وعبثية القصر، واستخدم سايكولوجية متميزة للشخصيات فمثلا الايحاء والتأكيد على اشتراك الملكة بالجريمة من خلال التصاقها المفضوح بالملك وابراز شبقها الجنسي بدون ادنى اهتمام لا لهاملت ولا لروح زوجها السابق الذي قتل بظروف غامضة، وبهذا فان المخرج خرج بتحليله هذا عن السائد أي الوقار الذي يمنحه الكثير من المخرجين للملكة في عروضهم.
وهذا ينطبق ايضا على هوراشيو حيث ان المخرج ايمونتاس تكغوسيوس ابرزه كمهرج القصر ولا يتمتع بذلك الهدوء وتلك الرصانة والصورة التي نعرفها عنه في عروض كثيرة لهاملت. اضافة الى ان العرض تميز بالروح الشرقية والروسية بالذات، وابداع الممثلين كان فيه الكثير من الكوميديا الساخرة.
فاثناء خطاب الملك في مناسبة التتويخ يقفز هاملت فينزل بنطلونه متعمدا وهذه السخرية التي تعكس راي هاملت في الاحداث تفرض عدم وجود اجلال ووقار في مشهد التتويج، او عندما يتحدث الملك والملكة لاقناع هاملت بعدم السفر للدراسة حتى انهما يركعان امامه ويرجوانه الا يترك الدنمارك، هل لان الملك او هما معا يريدان بقاءه تحت بصرهما ومراقبتهما وهل تعرف الملكة بلعبة الملك وخطته المستقبلية؟ هذا سؤال مثير لكن يمكن للانسان ان يسأله.
وبالرغم من ان العرض يوحي وكانه لفرقة مسرحية من عهد شكسبير، الا ان جوه بمجمله جوا غروتسكيا فيه الكثير من السخرية والتأويل العميق الدلالة، فمكان العرض يكتنفه الصمت والديناميكية وتوتر الفضاء الابداعي.
اما الأداء والإلقاء فله علاقة بنشيج الروح لأنه يخرج كفحيح من داخل الممثل متقطعا كانه غصة تقف في الحنجرة. فالإسطوانة الدائرية الحادة الاسنان والمعلقة في فضاء العرض كانها مقصلة دائرية سرعان ماتقع على رؤوس الشخصيات والممثلين بالرغم من انهم يتعمدون، وكذلك الرؤيا الاخراجية، بخلق علاقة وابراز تأويلها كرمز على الموت وروح شبح الملك المقتول غيلة.
ان رؤيا مخرجنا اللتواني ايمونتاس تكغوسيوس تثير الاندهاش في الكثير من التخيلات الابداعية فهوراشو عندما يخبر هلمت بظهور الشبح، يبدا هاملت بتمزيق قميصه الذي هو من الورق، واوفيليا التي تغزل ببرائتها وبموتها الطفولي الكثير من الشعراء ورسمها الكثير من الفنانين، يجعلها المخرج تدخن الغليون بعد ان تخطفه من اخيها لايرتس هل هي طفلة ام عذراء ساخرة.. وحتى يعمق المخرج تأويل الاسطوانة الحديدية كدلالة على الموت فانه يجعل لايرتس يحمل حاجياته اوحقائب سفرة على ظهرة كتابوت،هاهو التأويل الجديد فهو سيسافر والإنسان يخاف في الكثير من الاحيان من الموت،فاحتمال حدوثه وارد في السفر، انه سافر أي رحل أي انتقل من هذا المكان الى آخر، هذا اولا وثانيا، انه يحمل حاجياته على ظهره كالتابوت امام اوفيلينا هل يريد المخرج ان ينبؤنا بموته و موت اوفيليا المبكر؟.
وددت لو اعطيتك بنفسجا
إن هاملت واوفيليا تلك الطفلة الجميلة الملتاثة بالحب وندى الصباح الباكر، كانا يعبران بلغة جسديهما عن السؤال الجوهري في هدف المشهد الذي هو جزء من الفكر الاخراجي.
كيف استطاع هاملت أن يلتقي بشبح أبيه. ولماذا اختار الانتقام بدل حب أوفيليا التي أحبها حبا خاصا،(حيث ان أربعين ألف أخ بمجموع حبهم لن يساووا مقدار حبه) و التي جنت ليس بسبب موت أبيها فقط او تخلى هاملت عنها، وإنما لأنها لم تفهم مايحيطها، انه عالم معقد ومزيف وغير طاهر بالنسبة لها فلم تتحمله. وعندما لامست هذه الشرور صمتت لكنها انفجرت أمامنا برقص عنيف مشوب بالبراءة على إيقاع تصفيق الرقصات الفولوكلورية الروسية العنيفة، فأشعرنا هذا بالخوف من دناءة العالم، واشعرنا ايضا بان اوفيليا ترقص رقصتها الاخيرة كالطير الذبيح.
وبعد هذا فضلت ان تعود للمياه البدئية الطاهرة النقية حتى وان أدى هذا للعودة الى رحم الموت، انها فضلت الاختفاء ورفض عالمنا.
من هي هذه الطفلة البريئة حتى يطلب هاملت منها ان تغفر له:
أوفيليا الجميلة! أيتها الحورية، تذكري في صلواتك خطاياي كلها quot;
هل يمكن ان تشفع هذه الطفلة ـ الحورية لخطايا البشر؟ هكذا يذكرها شكسبير على لسان هاملت، إذ لم يصور شاعر آخر في تاريخ الادب والفن طفلة تراجيدية بريئة مثلما صورها معاصرنا الشكسبيري. فاذاكان الصراع على السلطة يؤدي الى مقتل الملك والد هاملت من قبل اخيه بهدف الجلوس على العرش ومن ثم يتزوج الملكة الأم ويحاول هاملت ان يثأر لابيه من العم القاتل، فيترك كل شئ بما فيه حبيبته اوفيليا التي احبها:
(أربعون الف أخ ٍ بمجموع حبهم لن يساووا مقدار حبي أنا).لأنه شعر بخيبته من دنس هذا العالم، وافيليا هي تعيش فيه، فيورطها والدها في ان تستدرج هاملت على البوح، فيعتبرها حبيبها جزءا من المؤامرة.
بالتاكيد مثلها لايمكن ان تفهم هذا الدنس البشري، لآنها تشعر فجاة بانها وسط عالم قاس وعنيف، فأحلامها البريئة وخاصة بعد قتل ابوها خطأ quot;على يد حبيبها هاملتquot; لا تتحمل كل هذا فتجن (هل جنت؟؟)، ولكن صدى مطارق جنونها ستلاحقنا حتى اللحظة.
فهل يحتم على أوفيليا البريئة أن تموت من أجل خطايا الآخرين،أن تعود الى الماء غرقا الذي هو مطهر للإنسان وقاتله في آن واحد؟.إذن حورية مثلها هل يجب ان تموت في الجدول بهدوء وصمت؟، أم أنها كانت تنتظر موتها في عالم الصرعات في القلعة ـ القصر الذي هي سجن كبير نعم انها الدنمارك. فمن اجل تطهير هذا العالم لا تعرف هي سوى الغناء وقطف الازهار ذات العطر الطيب حتى وان كانت في الآعالي فتنحني وهي فوق غصن صفصافة، ينكسر بها، يبكيها النهر لكن الماء يحتضنها كرحم دافئ.
غريبة تطفوا فوق الماء وثوبها المنتفخ يحاول اسنادها، فتمسك بزهور النرجس وزهر الربيع التي جمعتها وبدأت تغني وهي طافية اغنيتها الاخيرة وتصرفت كمن كان ابدي العيش مع مخلوقات الماء، انها ابنته وحوريته، وعدادت له من جديد.نعم هكذا يندبها أخوها قبل الدفن:
(آه ليس فيك إلا كثير من الماء، يااوفيليا البائسة!كذلك أمنع نفسي من البكاء. لكن هكذا خُلقنا).
انه لا يريد ان يبكيها لان الدموع لابد ان تتوقف وعندها سينتهي نصفه الآخر اي المرأة، quot;أختهquot; التي تشكل جزءا منه، لذلك لايبكيها حتى لا تموت لأنها الجانب الرقيق في جسده وروحه، ليبقى يتذكرها بدون دموع (يقال ان الدموع اذا خرجت من المآقي تلوثت).
وقبل ان تنتمي الى اعماق الماء لترقد مع مخلوقاته، تعوم أوفيليا البيضاء كزنبقة كبيرة تغني وتنظر النجوم فتتحول الى عنصر كوني، الى نجمة في سماء نائية، لكن لا بد ان يمتلأ جسدها بالماء فتستقبله الأعماق المائية وهي تتوه مع اغنيتها الشجية، فروحها تفضل الماء على تراب الارض بالرغم من انه مفسد للجسد كما يقول حفار القبور في مشهد آخر.
وفي الغابات النائية في أعماق المياه البدئية تُسمع اوفيليا اغانيها بالرغم من الضجيج فهي لم تفعل شيئا في سجن مملكة الدنمارك، قبل أن تنتمي الى الماء سوى هذيانات غنائية:
(حبيبك كيف لي تمييزه بين الرجال الوافدين. /سافر الموت به، ياطفلتي /ونما العشب على اجفانه. /وتزيا النعش بالورد شذى وسرى الموكب في احزانه /وبدا القبر فمدت شوقها /ادمع حرى الى جثمانه. /إننا يامولاي نعرف مانحن، /ولكننا لا نعرف ما نؤول اليه /كان الله على مائدتك.
سابكر في الصباح لكي تراني /اول من ترى في الحي من عذارى / فتحبني دون كل الحسان /فأدخلها عذراء ولكن /لم تبارح بيته بكرا في الفراق / سافِر الوجه على نعش حملوه / ياويلنا / وعلى القبر غزير دمع امطروه./وداعا ياحمامتي / غنوا معي /.
وددت لو اعطيتك بنفسجا، غير انه ذبل كله ساعة موت ابي. /أولن يعود لنا؟/كيف يعود وقد قضى؟/ الى فراش موتك فاذهبي./ فهو لن يعود لنا /في ذمة الغيب غدا /نبكيه دوما عبثا/ هيا ياعربتي./ ليلة سعيدة ياسيداتي / ليلة سعيدة ياسيداتي اللطيفات / ليلة سعيدة / استودعكم الله.) (ترجمة جبرا ابراهيم جبرا)
أنه نشيج متميز وملتاث بذكريات لا واعية عن ابيها وحبيبها هاملت، هل ادخلها هو عذراء وخرجت بدون عذريتها، ام ان هذه اغنية ترد في حكايات العذارى.
(الى فراش موتك فاذهبي)، ماهو السبب في ان تستعجل اوفيليا موتها،هذا مادفعني ان افكر بانها كانت مصممة على ان تترك العالم، لانه ليس عالم الطهارة والحوريات ومثلها لا يمكن ان تعيش هنا،ان فراشها هو الماء المزين بالزهور. لكن عندما تموت اوفيليا ستذبل كما ذبل البنفسج ساعة موت ابوها، ففراش الموت خشن حتى وان كان هو الماء (انه حياة للاشياء جميعها).وهاهي افيليا تختلف في فهمها للموت عن اخيها لايريتس، انها لا بد ان تبكي ابيها لانها تعرف بانه:
(كيف يعود وقد قضى؟)
قالت الملكة: وداعا، الشذى للشذى... وداعا
وقال ارثر رامبو:
(منذ ألف عام وأوفيليا الحزينة،تخطر شبحاً أبيض.منذ ألف عام وجنونها العذب،يهمس بأغنيتها لنسيم المساء،إنك السماء والحب و الحرية، يا له من حلم أيتها المجنونة).
وفي غضون قرون ستظهرأوفيليا للحالمين والشعراء والرسامين، عائمة فوق الماء مع أزهارها وتاج الطفولة على جبينها الساخن واحلامها البرئية. سيبكونها شعرا وقصائدا وإستعارات ورسوما ملونة، اليست هي السماء والحب و الحرية، فتصبح هذه المجنونة يا له من حلمنا جميعا.

تقول اوفيليا ان البنفسج (ذبل كله ساعة موت ابي) والمخرج اللتواني يظهر شحصية بولونيوس دبق ودعي،فضولي ويحشر انفه في كل صغيرة وكبيرة، انه يتحرك على الخشبة وكانه مخرج العرض ومسؤول ويدير كل شئ،
وعندما يظهر الشبح متدثرا بالفرو الحيواني الابيض الثقيل (هل الموت باردا كالثلج ام ان ازهاره قبل الميت تكون باردة كالصقيع؟) والجميع يتعامل معه بلا احترام وكأنه روح سيئة؟وليس كما في عروض كثيرة. وهاهو هاملت يضع عصابة العمى السوداء على عينيه عندما يخبره شبح والده عن حقيقة مقتله، لا ليقول لنفسه انه اعمى (وإلا اصبح التأويل الاخراجي ساذجا) وانما ليقول سأرى من جديد، يجب علي الان ان ارى حقيقة جديدة حتى من خلل هذه العماء،و لا بد ان اكون صادقا ومخلصا وطاهرا امام ذاتي اولا.
وفي اللقاء الاول مع الشبح فان هاملت لايراه ويستمر بمحاولته لقتل الشبح بسيفه، لكنه يضرب الهواء فقط اذ ان الاشباح ان وجدوا فهم كالهواء لايمكن رؤيتهم الا اذا اكتشف الانسان حقيقته.
عندها تهبط (الاسطوانة) المقصلة الحديدية وهاملت تحتها فيعلق الشبح مايرتديه من الفرو الثقيل ليحمي ابنه من الموت بروحه هو حتى وان كان ميتا، تعوي الذئاب من بعيد بصوت كريه وتصوت البوم فترتفع المقصلة وعليها رداء الفرو او ندف روح الشبح.
وعندما يرفع هاملت العصابة عن عينيه يرى الشبح الذي يجبر ابنه ان يخلع حذائه ويبدا بشمها، نعم انها ملوثة وبدات النتانه من قدميه لانه يعيش في عالم لا ينتج سوى النتانة والزيف والفساد(في سجن كبير) اذن لابد ان يتطهر من جديد.
ويستسلم هاملت للشبح بلا خوف فيشعرنا بحنو ابوي غريب نحوه و يحاول ان يجعله يفهم لغة الاموات بالحركة والصورة وتأويل الاشياء. هل يتفاهم الموتى بلغة غير لغاتنا المعروفة؟ لأن اللغة التي يتعامل بها الشبح هنا هي لغة الاشياء ودلالاتها والرموز وتأكيد صدقها وهي لغة الحضارات البدائية التي تبدوا انها كانت اكثر غنى، انها لغة خاصة لا يفهمها إلا النابه صاحب قضية متفردة تحفر في الحشاشة حتى النهاية المأساوية.لكن هل يفهم هاملت لغة الاموات ام يجب عليه ان يفهم؟ وقد دل احد حواراته على هذا:
ياارض، ياسماء امحتوم علي ان اتذكر؟
اذن الاشياء التي تطهر الروح هي لغة الموتى والحلم، والتطهير لابد ان يكون بشئ يلسع الجسد والروح اما النار او الماء أو الجنون لان الموتى لا يثقوا بالاحياء لانهم يعرفون بان عالمنا مملوء بالكذب و الزيف وبان الكثير من الاحياء لا يحترم شرف الكلمة، لذلك لابد ان يتأكدوا من تحقيق مطاليبهم. وبما اننا نخاف النار في الحياة وبعد الموت اذن الماء روح الحياة ومنه خُلق كل شئ بما فيه عالمنا القديم حيث ان اسطورة الخلق اكدت على ان عالمنا بني على الماء البدئي حتى الاله بنى عرشه على الماء وكانت روحه ترفرف على سطحه. وبالماء يتطهر الانسان قبل الصلوات لمواجهة ربه ولا بد ان يكون الماء جزء من قربان الاله فنغسل موتانا بالماء ليستقبلوا ربهم طاهرين.
و اذن فان شبح والد هاملت لا يفهم لغة هذا العالم الذي نعيشه، ولهذا فضل ان يطهر ابنه بالماء، ياتي بقالب من الثلج ويغسل قدمي هاملت، ويجبره على ان يقف على قالب الثلج حافيا (هل هو اختبار وامتحان بالتحمل وتنفيذ نداء الملك المقتول باخذ الثار)، عندها يخبره بانه روح والده الملك والذي قتله عمه الملك الحالي ليستولي على العرش.
وبهدوء يجلس الشبح على الكرسي الهزاز ويقص عليه حكاية الجريمة، ومازال هاملت واقفا على قالب الثلج طوال الوقت. ولا يكتفي الشبح بهذا وانما امعانا بقناعته بان ابنه سينفذ ماامره به يضع قالب الثلج بين يدي أبنه. هل ان شارة القسم يجب ان تكون قرب القلب حتى وان كان ثلجا؟
وهاملت منفعلا من لسع روحه ومن سماعه للجريمة،يبكي، يبكي بحرقة لتهبط دموعه على قالب الثلج هل هي دموع ثلجية إذاً؟ أم انها يجب ان تتجمد حتى تتجسد فتكون شارة للذاكرة.وعندما يزداد ايقاع القص وصولا الى فعلة الاخ الذي وضع السم في اذن أخيه، ينفعل الشبح ويهتز بعنف مع الكرسي الحديدي، ويزداد انفعال هاملت لدرجة انه يكسر قالب الثلج لقطع صغيرة بعنف وتصميم وتعبير نفسي وحل اخراجي فيه الكثير من الاقناع.الشبح المتلفلف بمعطف الفرو كأنه في القطب الشمالي يحرق كرسيه الحديدي الهزاز و يرحل غير مبال.
(هاملت: ألا ايتها العجلة الفاسقة، ترفعين
بمثل هذه السرعة،الاشرعة الزانية
لا خير فيها ولن تنتهي الى الخير
ولكن تحطم ايها القلب.
علي ان امسك لساني عن القول.) ص40
هاملت يقرر الثار لوالده فيجرح لسانه بسكين، وهذا حلا اخراجيا يتناسب مع عنف الاحداث وعنف هاملت في تعامله مع قضيته.
يتغير جو المشهد بدخول الممثلين بضجيجهم وهم يرتدون ملابسهم المعاصرة وعلى رؤسهم قبعاتهم الملونة و يحملون الديكور واكسسواراتهم التي يعبثون فيها كالاطفال.هاملت يراقبهم و بولونيوس الذي يمثل دور مهرج بحركات مثيرة للضحك ليؤكد لهم بانه كان قادرا على التمثيل في شبابه. الفرقة تثير الضحك بتهريجها وحركتها الكروباتبكبة وتقليد اصوات الطيور المختلفة كالبببغاء والغراب والبوم وغيرها، انهم مهرجين فيضطر هاملت لآسكاتهم ان يضع على رؤوسهم قطعة قماش حمراء وهم في هذه الحال يبدا بإلقاء نصائحه عن كيف يجب ان يمثلوا (وهذه نصائح شكسبيرية لممثلي زمانه).
يتبادل الممثلون مع هاملت السخرية، وبغفلة يضع الممثل على راس هاملت قطعة من القماش الأحمر فيصمت كحجر ويبدو مهرجا. وبهذا فان المخرج فرض الجو الذي يبغيه على المشهد وايضا فانه اعطى وظيفة وتاويلا للقماش الاحمر الذي يفرض الصمت على الممثل كانه مقصلة للموت مثلا. ويمكن اعتبار هذا المشهد من اجمل المشاهد التهريجية ذات التاويل الفلسفي والجمالي.
ان هذا التهريج المختلف ايقاعا وهارمونية مع سياق التراجيديا لهو ضروري ومقنع في تبريره لكونه صادر من فرقة مسرحية، وايضا للتمهيد لتراجيدية الاحداث ومن ثم اغناء الرؤيا الاخراجية بهذا التنوع.
الشريف في هذه الدنيا واحد من ألفين؟
يبدأ المشهد بين هاملت وافيليا على شكل مزاح على طريقة اعادة الحياة للغريق تنام هي فينفخ هاملت في فمها وبالعكس تنفخ هي في فم هاملت وهكذا، فمن خلال هذا المزاح نستطيع ان نكتشف تأويل المخرج المهم في نقطتين هما: توضيح طبيعة العلاقة بين افيليا وهاملت التي يكتنفها الحب الصادق والبراءة، والنقطة الاخرى ان مايوحي لنا بالانقاذ او اعادة الحياة من خلال الحركة والرؤيا الاخراجية هو تاويل لمستقبل الاحداث أي ان هذه الحركة هي تاكيد مبكر لى موت اويليا غرقا في المستقبل؟
وعندما تقص افيليا على والدها بولونيوس طبيعة العلاقة بينها وبين هاملت يبدأ الاب بغسل قدميها وتطهيرهما والملك والملكة وهوراشيو يمرون في الخلفية وكانهم يتلصصون عليه.
وبولونيوس يامراها ان تمتنع عن مقابلة هاملت وان ترد هداياه والا تأخذ كلامه الملئ بالحب تجاهها محمل الجد، وان هداياه التي منحها لها كميثاق حب، لاتعني شئ بنظر بولونيوس، لأنه بعد ذلك سيفسر تحولات هاملت بسبب جنون عشقه لاوفيليا.فبولونيوس على خلاف هاملت منسجم مع حياته وعالمه ومفهومه عن نظام الملك مُـغتَصبْ الحكم وبهذا فانه ينسى المحنة الحقيقة لهاملت والتي تكمن في الاساس في اختلال موازين الحياة والانسان:
(بولونيوس: أتعرفني يامولاي؟
هاملت:اعرفك تمام المعرفة. انت بياع سمك
بولونيوس:كلا يامولاي
هاملت:اذن ليتك كنت شريفا مثله
بولونيوس: شريفا يامولاي؟
هاملت: نعم ياسيدي.فالشريف، وهذه ال\نيا على ماهي فيه واحد من الفين.)
هذه هي المشكلة الحقيقية لهاملت(الشريف واحد من ألفين) والقسم الآخر منها هو حبه الطاهر لاوفيليا وسط هذا العالم غير الشريف؟
(هاملت: وإلا فمن ذا الذي يقبل صاغرا سياط الزمان ومهانته،
ويرضخ لظلم المستبد، ويسكت عن زراية المتغطرس، واوجاع الهوى المردود على نفسه،ومماطلات القضاء وصلافة اولىالمناصب،والازدراء الذي يلقاه ذو الجدارة والجلد من كل من لا خير فيه.)ص 104
هذا الشعر بكل ايقاعه وتأويله وعنفه وتدفقه يمكن ان يطهر الروح لان له علاقة مباشرة بالحياة وتراجيديتها فيصبح العالم والطبيعة فيه مسرحا كبيرا.ولكن النهاية هي الصمت ومن الممكن ان يبرر هذا الصمت احد الاسباب التي دفعت هاملت في عدم تنفيذ قراره باخذ الثأر،هل هو نتيجة لشعوره بعبث القضية كلها بسبب عبث الحياة؟؟
لقد اخرج الكثير من المخرجين مسرحية هاملت في الألفية الماضية ولكن هذا العرض يختلف كليا، ويتميز بنهاية مريعة وفجائعية لم أشاهدها مطلقا من قبل، فالشبح (والد هاملت) يحضن جثته ويحاول إيقاظه ويحركه وكأنه يريد له قيامة جديدة (وتذكرنا هذه الحركة بهدهدة لير لجثة كورديليا) وعندما ييأس، يبدأ بعويل مكتوم كأم ثكلى، يتحول إلى صراخ هائل يجعلك تصمت أياما عدة بعد العرض وتنزوي خجلا مع ذاتك،وقد استخدم الممثل صوته باقصى درجاته وبكل ذبذبات حباله الصوتية.
وقد جسد هذا العرض الصمت بشكل محسوس، فتتردد صدي كلمة هاملت الشهيرة (ما تبقى هو الصمت) بشكل برادوكسي (متناقض)،حيث ما تبقى هو الاختناق من العويل في صمت عالمنا الجحيمي. وبرأي فان هذه هي الكتابة الجديدة للنص والعرض المسرحي (الذي يحلم بها الكثير من المخرجين العرب) التي تحققت في نصوص شكسبيرية وبوسائل ومفردات الصورة والرؤى والكلمة بدون عادة تشويه النص التي يمارسها الكثير من المخرجين العرب بالحذف وصياغة النص بدون قدرة ودراية. حقا كان عرضا مثيرا، تنبهر فيه لدرجة عدم تصديق ما تراه، لن تشاهد هكذا هاملت مطلقا من قبل، ترى العرض وأنت محبوس الأنفاس.