الى { هادي ياسين علي }


أرقام البرد السوداء

لا جليل في الطبيعة إلاّ الشرّ
ويقتل الانسان الانسان في حروب الله في كل العصور.
هل المال وحده هو المحرض الأكبر في الصراعات بالعالم؟
لماذا يظل سيزيف يحمل صخرته من الأزل الى الأبد؟
في بحثي المضني عن نار الله العظيمة في يقظتي وأحلامي
أتعثر بقذارات حروب وجثث السنة والشيعة
والكاثوليك والبروتستانت
والهندوس والسيخ.
في الكتب السماوية
وفي كتب الفيدا
والمساجد
والكنائس
والمعابد
والحدائق
والمشافي
والمباغي
والبنوك
نفس الصراعات. نفس الوحشية والأحقاد عند الانسان
والقتل هو ما يديم النسمة المريضة للحياة.
متى يأتي طوفانك الجديد يا إلهي ويخلص عدلك
الكريم العالم من هذه الأدناس التي تملأ دروبنا بالجثث والبشاعة الراضية؟
لم يعد لنا الآن سوى أن نعدّ أرقام البرد السوداء بانتظار مسيرة
نارك الرحيمة في مفاتيح لهفتنا.

حمامة الأمل العليلة

هل لصدى أغنيتي في الأشجار الذهبية لشواطىء غيابكِ العنيف
عمر مثل عمر الوردة؟
شعاع شمس سنواتنا التي عشناها معاً
لا يحرك الآن ندى الذكرى
ولا يدفىء الدموع النحيلة لنحلة الحب.
لماذا يركن الشوق اليكِ الظلمة على باب قبري؟
تسيل موسيقى ملح شفاعتكِ دائماً في جروح حياتي المتعرية للريح
وحمامة الأمل العليلة تدحرج صخرتها في الظلام
وتختفي الرغبة الأخيرة في الفجر
تحت رمل النسيان
وفي ما وراء الأفق.


الثمار الناضجة في الفردوس

لا شعلة ايمان عندي ولا يقين
والصلاة الى فكرة مجهولة، تزيدني يأساً واحتراقاً
أود أن أبكي الآن تحت هذه السماء المحترقة والمتصدعة
والخالية من الآلهة والملائكة وقطرة المطر
لكنني أعجز عن البكاء.
احساساتي جافة ومتبلدة
ونار نفسي مطفأة
وحدها الأشجار وطيور البطريق من يواسيني ويمنحني الاحسان الجليل
والوثائق التي لا تدل الموت على طرقي.
أنا الآن حرّ
لكن حريتي ناقصة بسبب تفكيري في الثمار الناضجة في الفردوس.
أحيا في معتقل تسيجه حماقات ضعفي الانساني
وتسقط من بين يدي الثمرة.
يحتاج ضميري المضبّب بالرماد الى نار أنفاس جديدة
حتى لا تتجمد أيام حياتي في قبضة العقائد الفاسدة.
هل بوسعي الآن أن أصلح ما افسدته في حياتي الماضية
وأن أرفع جثتي عن التابوت؟
ألسنة لهب كثيرة في أعماقي، يمكنها أن تقشر روحي وجلدي
وتنوّر الممشى الضيّق لحياتي.
سأسلّم مصيري للهب الشمعة العميقة للوجود
ولا أدع الملائكة تؤرجح صيف حياتي في الظلام.

9 / 2 / 2008 مالمو

* شاعر من العراق يقيم في السويد
[email protected]