الياس توما من براغ: صدرت عن دار بابيلون للنشر والإعلام في براغ مختارات جديدة من شعر الشاعر الفلسطيني البارز محمود درويش بعد ترجمتها إلى اللغة التشيكية .و تختلف هذه المختارات التي انتقاها وترجمها برهان قلق ونشرت تحت عنوان quot;أنا آت إلى ظل عينيك quot; عن غيرها من المختارات في أنها تتضمن عدا قصائد الشاعر العربي الكبير سبرا مكثفا لحياته التي يستطيع عبرها القارئ التشيكي الإطلاع ليس فقط على الحياة الغنية له وإنما الإطلاع أيضا على تاريخ القضية الفلسطينية لان حياته وشعره تلخصان عمليا تاريخ هذه القضية العادلة وبالتالي فان مضمون الكتاب يمكن تسجيله على انه محاولة ناجحة من معده ومترجمه برهان قلق لتقديم القضية الفلسطينية بالشكل الصحيح للقارئ التشيكي و تصحيح الصورة غير الموضوعية والمشوهة التي تقدمها معظم وسائل الإعلام التشيكية عن الفلسطينيين وعن قضيتهم العادلة.
وقد قدم لمختارات درويش هذه المستشرق السلوفاكي المعروف البروفيسور لاديسلاف دروزديك الذي أكد بان طريق درويش هو أيضا نفس الطريق الصعب لفلسطين النصف الثاني من القرن العشرين وأيضا لفلسطين في أيامنا الحالية.
ورأى أن الشاعر محمود درويش يتصف بعدة مواصفات من أهمها التواضع والمسؤولية الأخلاقية والشجاعة لقول الحقيقة حتى في الأماكن غير المرحب بها ولذلك فانه شاعر محبوب ومقدر كما أن شعره يجد طريقه لقلوب جميع من يستطيعون فهم الحقيقة والقيم الشمولية لرسالته وتقدير جمال كلماته .
ويلفت المستشرق إلى أن هذه الترجمة للشاعر درويش تتضمن أحدث أشعاره باستثناء مختارات من القرن العشرين مشددا على أن أشعاره جميعها مطبوعة بالمعاناة والظلم الذي لحق بحق جزء صغير من امة كبيرة وفي نفس الوقت تمثل مصدرا محفزا لمحبي الشجاعة والحقيقة والشعر الصادق .
وشدد على أن شمولية رسالة الشاعر محمود درويش تجعله يتجاوز حدود هويته القومية وحدود مواقفه الشخصية وبالتالي امتلاك المقدرة على التحدث إلى الجميع.
وكانت أشعار مختلفة للشاعر العربي الكبير محمود درويش قد ترجمت إلى التشيكية من قبل البروفيسور التشيكي كارل بيتراتشيك في عام 1987 ثم من قبل البروفيسور التشيكي الشهير لوبوش كروباتشيك في عام 1989 ، فيما قام المستشرق السلوفاكي البروفيسور لاديسلاف دروزديك بترجمة مختارات أخرى من قصائده إلى السلوفاكية في عام 1984 ومختارات أخرى في كتيب أخر في عام 1986 أما قصائد وشعر محمود درويش فقد ترجم أيضا إلى نحو 20 لغة في العالم.