سلوى اللوباني من القاهرة: يبدو أن رواية quot;سلاّمquot; للروائي السعودي quot;هاني نقشبنديquot; ستواجه الكثير من التحدي أمام انتشارها بعد أن تأجل حفل توقيع الرواية في مدينة أصيلة المغربية، كما كان متوقعا حسب ما جاء في بعض الصحف المغربية التي نشرت خبرا عن الحفل مطلع الشهر وقبل بداية المهرجان.
النقشبندي رفض التعقيب على مسألة التأجيل.. واكتفي بالقول أن الأمر بالسنبة لمهرجان أصيلة لا يعدو أن يكون رغبة إدارة المهرجان في عدم إدراج أي نشاط آخر غير مدرج أصلا في جدول أعمال هذا الموسم. الا أن هناك من ألمح الى أن مضمون الرواية ربما كان السبب.
يشار الى أن 'دار الشروق' المصرية كانت قد أعلنت عن تنظيمها لحفل توقيع لرواية 'سلاّم' منتصف الشهر الماضي، قبل أن تبادر الى الغاء الحفل قبل يومين من الموعد المقرر حسب ما اعلنت الدار على موقعها، مما دفع بالنقشبندي الى اختيار نقابة الصحافيين المصرية لتكون مقرا بديلا للحفل. وأشارت مصادر ايلاف الى أن دار الشروق ربما تكون قد خشيت من ردود الفعل التي قد تطرحها الرواية في مضمونها.
ويدور مضمون رواية 'سلام' الصادرة في شهر يوليو/تموز الماضي عن دار الساقي في بيروت حول الوجود العربي الاسلامي في الاندلس, وتقوم أحداث القصة على رغبة أمير سعودي ببناء قصر في الرياض يماثل قصر الحمراء في غرناطة, الا أن شيخا مغربيا ينصحه بأن لا يفعل خوفا من لعنة تسكن القصر. وتخلص الرواية الى القول بأن الوجود العربي في الاندلس فقد مبرره الاخلاقي فتحول من فتح اسلامي الى احتلال عربي بربري. وتشدد الرواية من خلال هذه النتجية على أهمية الحوار مع الآخر لا الصدام معه على أساس ان الاندلس كانت رمزا للصدام بين الاسلام والمسيحية.

وكان النقشبندي قد أصدر مطلع عام 2007 روايته الاولى بعنوان 'اختلاس' اثارت بدورها الكثير من الجدل. ورغم انها تعرضت للمنع في بعض الدول العربية مثل السعودية، وحتى لبنان حيث مقر دار النشر, الا انها استطاعت ان تحقق انتشارا من خلال خمسة طبعات متتالية. وقد اكتفي الكاتب بالتعليق على مسألة منع الرواية الاولى بالقول حينها: منع كتاب في أي بلد لا يعني أن الكتاب سيء أو أن البلد الذي اتخذ القرار مخطئ. فلكل الحق في اتخاذ القرار الذي يراه, كما للكاتب الحق في طرح وجهة النظر التي تعكس افكاره.