عبد الجبار العتابي من بغداد: هذا هو العدد الثامن من (البديل الثقافي) المجلة الثقافية الفصلية التي تصدرها رابطة البديل الثقافي في العراقي والتي مقرها الحالي في مدينة العمارة / محافظة ميسان، وتعمل باسلوب التمويل الذاتي كما في التصدير على صفحة العنوان، ويرأس تحريرها الشاعر جمال جاسم امين، وتضمن العدد مواضيع عديدة في الثقافة والادب، فقد كتب رئيس التحرير افتتاحية بعنوان (الثقافة العراقية وشيوع منطق -الصدفة-)، جاء فيها: ( في البلدان التي يغيب فيها المنطق تماما لتصبح فكرة (القانون) في ازمة.. البلدان التي تغيب فيها المؤسسات ذات التقاليد الراسخة والمعايير العلمية المبنية على اسس واضحة ومدروسة يسود (منطق الصدفة) ولعل تعبيرنا بهذا المركب اللفظي المتناقض في جوهره منطق الصدفة ينطوي على سخرية من نوع ما، اذ ان الصدفة ذاتها بوصفها لحظة لا محسوبة تعد مفاجئة لحسابات وعقلانية المنطق، انها اللا منطق تماما ان لم نقل هي عدوه الاول )، وكتب سالم حميد عن (موقف المبدع) تساءل فيه: ما هو دور المثقف او المبدع بالذي حدث وما رأيه بالذي يحدث ولماذا لايقود الجماهير)، وكتب احمد صبري شامخ (خطاب الموت في مجتمع الغيب) قال فيه (مجتمع الغيب مجتمع مؤسس ومنتج في سلسلة من حلقات الاستدلال الدائرية والمنتفخة، مجتمع دائم الهروب من الواقع وتحدياته، يبحث عن مخارج من ازماته الخانقة في الخوض عن تفسير غيبي منسل من ذخيرته الثقافية الغائصة حد اذميها في بحيرة الغيب)، وكتب عقيل صاحب الشويح (من نمطية المطابقة الى محنة الاختلاف / (الثلاثية الاولى/ صدمة المثقف ووعي الهوية) تحدث فيها عن رواية جمعة اللامي (الثلاثية الاولى)، وكتب الدكتور سامي علي جبار في (الاسلوبية بين المناهج اللسانية: الانا والاخر المستورد) قال فيه: الاسلوبية نصف موروث ونصف حداثة وهذا ما يؤكد مبدأ التواصل والقبول، وعن طريق الاسلوبية امكننا التواصل مع الموروث نصا واصطلاحا واحياء باعتبار ان حيوية المنهج تكمن في اعادة النظر بموروثنا القديم واستمرارية تقبله)، كما كتب الشاعر علي الامارة (في جدلية الشعر والسرد) تساءل فيه (كم تتسع مساحة فن الشعر للسرد ؟ وكم تتسع مساحة فن السرد للشعر ؟ وكيف يوازن الشاعر لو القاص بينهما بعد ان تداخلت الاجناس الادبية وامتد النص او انفتح على المساحتين او اكثر واقتبست الاجناس الادبية تقنيات عديدة من بعضها وانصهرت في مساحة نصية واحدة ضمن ما يسمى بالنص الجامع او جامع النص في ترجمة اخرى كما اسماه جيرار جينيت في كتباه مدخل لجامع النص)، اما الشاعر احمد الشيخ علي فكتب عن (سقوط الكون: الشاعر بوصفه قصيدة يرسم الان الكون صورة للسقوط وليس لنا كينونة في ظلمة الوجود) وهو قراءة في كتاب للشاعر صلاح جلال جاء فيه: (ان صلاح جلال عبر اعماله في الرواية والمسرح والشعر يختصر ذاته المجنونة).

وفي محور شهادات كتب د. كريم علكم الكعبي (لقاء ذو شجون) وكتب محمد علوان جبر عن الممثل اندي غارسيا في فيلم (صوت متأرجح)، وترجم رعد زامل ما كتبه نيكولاي كالتن حول (مايكوفسكي في عصرنا) في الذكرى السنوية الثمانين لولادته، وفي محور رؤية كتب ابراهيم زغير ظاهر عن (التغيير الثقافي).

وفي النصوص الشعرية، هنالك نص (العوامة) لكمال محمود الجميلي، و(المدمنون) لموسى الساعدي، و (هكذا انزح مع خرابي) لقاسم عباس بلاش، و (هذيان في توضع دائرة البياض) لمظهر حسن، و (لا اثر لبقائك) لعصام كاظم جري، وفيها:
(ذات مرة..
رسمت دارا في اعلى الورقة
فأنذرني المعلم
لانني لم ارسم مثلها في الواقع
ابي
قال لي في يوم ما:
ما اثر وجودك..؟
لاشيء يبقى من اسمك
سوى الحفر )

وهناك ايضا نص (ليت المطبات هوائية) لمهند عبد الجبار، و (لاشيء سيسقط) لعدنان الفضلي، اما في محور القصص القصيرة فهناك (صلاة في المرآة) لسالم حميد، و (كتابة على وجه الماء) لابراهيم الغراوي، و (كروز) لرياض ابراهيم العطار.

وفي محور فنون هناك موضوع (العود.. ألة الاحساس والسمو والطرب) بعبد الرضا صالح، قال فيها: تلك الالة التي ولدت قديما بقدم الانسان ورافقته كمحبوبة لا تفارقه، تعايشت معه عبر القرون وشاركته كل افراحه والامه واحزانه وسيطرت على كل سلوكه وخبايا نفسسه)،اما الصفحات الاخيرة من المجلة فكانت مخصصة لعروض الاصدارات الحديثة قدمتها كفاية عبد الحسين.

[email protected]