محمود منير من عمان-افتتح مساء أمس السبت المعرض التشكيلي التراثي الإسلامي quot;مساجد تشد إليها الرحالquot; في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في العاصمة الأردنية بمشاركة 20 فنانا من 15 دولة عربية وإسلامية تحت رعاية الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، وزير التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية، بحضور الأميرة رجوة بنت علي وإبراهيم بدران وزير التربية والتعليم الأردني.

انطلقت فكرة المعرض قبل ثلاثة أعوام في مدينة جدة السعودية احتفاء بمكة عاصمة الثقافة الإسلامية، كما يحتفي المعرض في محطته الأردنية - بعد الدار البيضاء والرباط- بالقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009.

ويشارك في المعرض الذي تنظمه مؤسسة ليان للثقافة بالتعاون مع المتحف الوطني، الفنانون: أحمد مصطفى وعادل السيوي من مصر، ضياء عزيز ضياء وعبد الله حماس وعبد الله الشلتي ونوال مصلي من السعودية، ومحمد كريش من المغرب، ايرينا كوندا من غينيا، كوروس حسن زاده من إيران، ورانيا سراقبي من لبنان، وجميل أحمد بلوشي من باكستان واد\يمي عبد الفتاح من نيجيريا، ومحمد عايش بن عبد العزيز من ماليزيا ومسرول هندريك من إندونيسيا، وشاهنوزه مامينوفا من أوزبكستان، ومحمد الشمري من العراق، ونصرة قولبان من تركيا، ود. عرفات النعيم من الأردن ومحمد بشناق من فلسطين، والفنان والخطاط الأردني د. نصار منصور في أعمال خطّية إضافة لتطويره شعار المعرض الذي صممته سمو الأميرة ليان بنت فيصل آل سعود على شكل ثلاثة أهلة بألوان مختلفة هي الأخضر والذهبي والأسود، كوّنت في مجملها لفظ الجلالة.
تتنوع الأعمال المشاركة في المعرض في تعبيرها عن المشهد المقدس، فثمة من تعامل مع المساجد الثلاثة: الحرم المكي والحرم المدني والأقصى بمباشرة رمزية ومنهم من أحالها إلى معاني ترتد إلى دلالات إيمانية وعقدية أبعد، ومنهم من تعامل مع تجليات المقدس المادية المتمثلة بشعائر معينة تتعلق برحلة الحج والطواف وغيره.
الكل اجتمع على ذلك الوصال الأبدي المتنوع والمختلف من حالة إلى حالة بين المساجد الثلاثة وجميع المؤمنين، وأن يلتقطوا تلك اللحظة النادرة التي لم يكرّس لها من قبل احتفاء تشكيلي من هذا النوع لتجسيد العلاقة الروحانية بين العبد والله ضمن وسيطها المادي متمثلاً بالمعبد في الإسلام، وتأكيدها كعلاقة تأخذ مستويات عدة في جمالياتها وحيويتها.
نصوص بصرية متعددة في مرجعياتها لكن تعود إلى امتداد تاريخي تدل عليها مساجدنا الثلاثة، ويستقر أكثر من 14 قرنا من التوحيد ونشر رسالة الإسلام المتسامح إلى العالم كلّه والتأكيد على البعد الحضاري الثقافي المتصل بها عبر شواهدها في التاريخ وتراكماتها الممتدة من أقصى شرق الصين إلى أقصى غرب الأندلس.
يذكر أن مؤسسة ليان للثقافة تأسست العام 2007، وتهدف إلى ابراز الحضارة العربية والإسلامية بمفهومها الشامل من خلال تبينها للمواهب الشابة المتميزة وتشجيعها للرفع من قدرات التميز لديها في مجالات الرسم والنحت والخط والتصوير، وكذلك اقتناء القطع الفنية التي تخدم أهداف المؤسسة.
وتهتم المؤسسة بتنظيم المعارض الفنية والتراثية وإصدار المطبوعات والأبحاث والنشرات التي تعكس نشاطها، إضافة إلى عرض المقتنيات الخاصة التس تملكها محلياً ودولياً، وتنظيم مسابقات دورية للموهوبين في مجال الإبداع الفني، وعقد ورش العمل والدورات التدريبية وتنظيم مؤتمرات وندوات في مجال تخصصها.