تاركاً متع أحجار قليلة محترقة في أرض اللامستقبل
أحاولُ تحرير أغنيتي من الكراهية التي تتحدى أخوة الانسان
وأتساءلُ: هل ينعم الله على بلد، معلقة فيه الأحقاد والأسلحة
على أكتاف الأشجار والشعراء؟ وهل تحنو الشمس الأمينة على
أنهار، ترمى في فراديسها جثث الناس المغدورين؟
ينبغي الوقوف الآن تحت الظلال الحارة للملائكة، والبكاء
في عسل الوردة حتى لا تغيب عن ذكرياتنا ساعات النسيان
ينبغي أن نسأل أشجار النخيل الممتدة في آفاق الفرات: ما الذي
يلزمنا على الاصغاء الى اشارات الطوفان، حتى نتحرر
من عفونة شلاّلات الدم الملتفة على أعناقنا؟
ما هذه الشفرة المذهلة المحفورة في راياتنا، ولا نستطيع
أن نفك أسرارها أو المسير تحت نطاقها المتعطر في الفوضى
والتناقضات المتحركة؟ يقتل الانسان الانسان في أرض اللامستقبل
من أجل قشرة بصل، ومن أجل مقدسات اخترعها ورفعها في الحظائر
والقبور. لماذا ترفع الكراهية ستائرها دائماً ويغيب الحب ودفء
عروق الأرض النحيلة في أرض أسلافنا الذين ما ادخروا وسيلة
قتل إلاّ وجربوها على بعضهم البعض؟ في برودة تخزّن عتمتها
في طريقي. أدخل التاريخ المظلم لطبول الاعدامات المستمرة
وأضيع في ليل مقابرنا الجماعية الجديدة والقديمة.
صلابة أرض اللامستقبل تدمغ ماضي َّ في ظلمة أبدية، وما من
فجر تنحرف فيه النوافذ المرتعشة لصبح الحياة صوب النسمة الجليلة.
20 / 2 / 2009 مالمو
التعليقات