محمد حميدة من القاهرة: يبدو ان الأصوات المعارضة لتولى وزير الثقافة المصري فاروق حسنى منصب اليونسكو لن تقتصر على الخارج فقط، حيث بدأ مثقفون مصريون التجهيز لحملة لمناهضة الوزير وتحريض الدول الأخرى على عدم التصويت له فى انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة . يأتي ذلك ردا على رغبته فى مشاركة إسرائيل فى احد المهرجانات المقرر عقدها بمحافظة السويس التي يشهد لها التاريخ بالمقاومة والبسالة ضد العدو الاسرائيلى.
ويقود حملة التحريض الكابتن غزالي لمعروف باسم شاعر المقاومة بمشاركة طلاب الكليات المختلفة بالمحافظة ونواب بمجلس الشعب، quot;لإسقاط فاروق حسنى وقطع الطريق أمامه للوصول الى اليونسكو، الذي يريد فعل اى شئ لمجرد الوصول اليه حتى لو كان على حساب تاريخ مدينة عرية مثل السويس quot;على حد قول النائب عباس عبد العزيز، مضيفا quot;ان الحملة اقل رد على تصرفات الوزير من جانب شعب السويسquot;.
وقد تسبب منصب اليونسكو فى مواجهات شديدة بين الوزير والمثقفين المصريين ,ففى الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الثقافة عن نيتها التعاقد مع دور نشر أوربية لترجمة أعمال لروائيين اسرائيليين، واثار القرار الذى أشار الى موافقة الوزير حسنى على ذلك ردود فعل متباينة بين المثقفين المصريين واعتبره بعض المثقفينquot; مغازلة سخيفة quot;لإسرائيل وخطوة أخرى من جملة التنازلات المتكررة من قبل الوزير للوصول الى اليونسكو.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت من قبل أنها لن تصوت للوزير المصري بسبب تصريحاته عن حرق الكتب الإسرائيلية اذا وجدها فى مكتبة الإسكندرية. ومن يومها وبدأ الوزير فى اتخاذ قرارات فسرت بأنها محاولات لاسترضاء الدولة العبرية وكسب ودها للتصويت له او على الأقل التوقف عن موجة التحريض ضده فى الأوساط اليهودية . بدأت بقرار ترميم المعابد اليهودية بالقاهرة، مرورا استضافة الموسيقار الاسرائيلى quot;بارنبويمquot; فى دار الأوبرا، وإشادته به على خشبة المسرح، ثم اعتذار الوزير لإسرائيل فى مقاله له نشرت فى جريدة لوموند الفرنسية عن تصريح حرق الكتب . وألمحت صحف إسرائيلية على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى حدوث quot;صفقة بين مصر وإسرائيل بموجبها تؤيد إسرائيل ترشيح الوزير اذا قدمت مصر مقابلا ثميناquot;. وتبع الحديث عن هذه الصفقة إعلان ترجمة الراويات الإسرائيلية الى العربية، ليربط المحللون بينه وبين الصفقة التى تم الحديث عنها فى الصحف الإسرائيلية .
واعطى حسنى ضوءا اخضر للتعاقد مع دور نشر أوربية لترجمة مؤلفات للكاتبين الإسرائيليين عاموس عوز وديفيد غروسمان الى العربية. ويعتزم المركز القومى للترجمة وفقا لما جاء على لسان رئيسه جابر عصفور التعاقد مع ناشرين فرنسيين أو بريطانيين قبل بداية يوليو/ تموز، لترجمة الأعمال الإسرائيلية، تجنبا للتعامل المباشر مع الناشرين. وقال quot;أنه لم يكن من الطبيعي التعاون مع الناشرين الإسرائيليين تجنبا لعدم التطبيعquot;، quot;ولعدم إثارة الاحتجاجات في مصر والعالم العربيquot;.
وعودة الى الحملة التى سيقودها مثقفو السويس ضد الوزير فمن المقرر ان تتضمن تدشين موقع اليكتروني يتضمن تنازلات الوزير وتصريحاته ومواقفه المؤيدة لإسرائيل والتى تمثل تراجعا عن موقفه من التطبيع الثقافي مع الدولة العبرية، وفقا لما ذكره احد الطلاب، مؤكدا ان إسقاط الوزير أصبح مطلبا من جانب مثقفو وشعب السويس لان الوزير لا يعلم شيئا عن المدينة وتاريخها على حد قوله.