(دار الغاوون) تُصدر الديوان الأول لخلدون عبد اللطيف

إيلاف - بيروت: صدر مؤخراً في بيروت ديوان quot;بين المنزلتَينquot; للشاعر الأردني الشاب خلدون عبد اللطيف. وهذا الديوان هو باكورة الشاعر وقد صدر ضمن السلسلة الشعرية التي تصدرها quot;دار الغاوونquot; البيروتية للتعريف بالمشهد الشعري الشبابي في العالم العربي، وقد أصدرت quot;الغاوونquot; في هذه السلسة إلى اليوم الكثير من الدواوين مقدِّمةً شعراء شباباً بارزين من جميع الدول العربية.

من أجواء الديوان الذي تراوح بين قصائد التفعيلة وقصائد النثر، نقرأ في قصيدة تحمل عنوان quot;الصنمquot;:

أيها الصنمُ المكتفي بأناكْ
أيّها الجاهليُّ المُكوكِبُ في جرحِ بابلَ، ماذا
دهاهم، وماذا دهاكْ؟
عابدوكَ المريدونَ كانوا يَفيضونَ نحوكَ
تَترى قوافلَ
من حَضرَمَوتَ ومن قَندهارْ
كنتَ ملحَ ترانيمهمْ
كنتَ في فَمِهمْ:
تابلاً وبهارْ
واختماراً لشمسٍ تُطرِّز ثوبَ الصباحْ
تتراقص حولَكَ - في الكرنفالات - أشهى الجواري
وتُضربُ دونَكَ ملأى القداحْ

أيّها الصنمُ المترصّدُ قدُّومَهمْ كلّ حينْ
منذ بضع سنينْ
عابدوكَ استفاقوا رويداً رويداً من الغثيانْ
هتفوا اليومَ ضدّك في السرّ:
هذا جبانْ
أحرَقوا في الخفاء قرابينهم، ثمّ زاغوا إلى
قِبلة من دخانْ
ألانكَ تَعرَى بلا خجلٍ من سِواكَ، ولستَ
تجوع ولستَ تقول، مَشوا
خلف نعشٍ غريبٍ وقالوا:
سنُسقطُ عنّا العقابْ
ونُسمّي الشرائعَ أنشوطةً وغرابْ؟

هُمْ يغارونَ منكَ، فلا تنجرحْ كالبخورِ
ولا تتعجّبْ إذا ما طَواكَ زمانُ نَبيٍّ
وعلَّقَ قدُّومَه - عامداً - في يَدِكْ،
ليَكيدَكَ إنْ ضاقَ سرُّ اللغاتْ
ويمشِّط وجهَكَ باللافتاتْ
صائحاً: quot;عابدوكَ استفاقوا ولم تستفقْ
فاترك الأرض لي ولهم، واحترقْquot;.

جدير بالذكر أن خلدون عبد اللطيف من مواليد مدينة عمّان في الأردن العام 1976، يحمل شهادة البكالوريوس في المحاسبة. ساهم في العام 2005 مع مجموعة من الشعراء والأدباء الأردنيين الشباب في تأسيس مجموعة quot;أقلامquot; الثقافية.

لمراسلة quot;دار الغاوونquot;
[email protected]

الوعي والوجود.. جديد إبراهيم المصري

إيلاف ـ القاهرة ـ خاص:

أنجب.. لا الوعيُ ولا الوجود
قرائنَ تطمسُ أفكارنا
حين نُصنِّفُ ورداً
وعطره.. جثتين

ثم نحمل هذا التناقض
في الموت
وفي ابتكار جيادٍ تضئُ بالغرغرينا

إنها زرقةُ السماء
كما ألفناها
مَحْضُ أشعة
تنهي بصائرنا عن الفرار

يحدنا اللحمُ
والخوفُ أن ننتهي غرباء
لكننا غرباء
لكننا والورد.. حانة
نشاطرُ الدهاءَ وجبته
ونلعنُ السماء.

هكذا جاء في الصفحة 223 من عمل إبراهيم المصري الشعري الجديد quot;الوعي والوجودquot; وقد يبدو عنوان الكتاب منافياً للسائد عربياً في عناوين كتب الشعر، وقد يبدو الكتاب كذلك تدخلاً بالشعر في حقل الفلسفة، غير أن الكتاب الذي جاء في 306 صفحات من القطع المتوسط، يتدخل بالشعر لا ليقول قولاً فلسفياً، ولكن لكي يطل من شرفة الشعر على وجود الإنسان ووعيه بهذا الوجود، انطلاقاً بالطبع من تجربة المصري الحياتية والإنسانية والشعرية.
وكتاب quot;الوعي والوجودquot; الذي صدر عن دار ميريت بالقاهرة ورسم غلافه الفنان أحمد مراد، مكون من ثلاثة أجزاء هي quot;الباب ـ الباب الخلفي ـ الخروجquot; وتشكل هذه الأجزاء مجمل الرؤية التي حاولها المؤلف في كتابه الشعري الجديد.

صدر للكاتب:
1ـ لعبةُ المراكب الورقية/ رواية 1998 دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة.
(الرواية الفائزة بالمركز الثالث في الدورة الأولى لجائزة الإبداع العربي ـ الإصدار الأول، الشارقة)
2ـ الزَّهْرَوَرْدِيَّة/ شعر 2007 طبعة خاصة.
3ـ رصيف القتلى quot;مشاهدات صحافي عربي في العراقquot; 2007 المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
(الكتاب الفائز بجائزة ابن بطوطة ـ فرع الرحلة الصحافية، 2006)
4ـ الديوان العراقي/ شعر 2008 المركز الثقافي العربي ـ السويسري.
5ـ مقتطفات البيرة/ شعر 2008 دار شمس.
6ـ الوعي والوجود/ شعر 2009 دار ميريت.
7ـ محرر كتاب:
RED FLAGS by Amer Fares
McFarland amp; Company USA - 2009
)Memoir of an Iraqi Conscript Trapped Between Enemy Lines in the 2003 Invasion of Iraq(

يصدر له قريباً:
ـ الشعر كائنٌ بلا.. عمل/ شعر، عن دار بدايات.
ـ عادل وسعاد/ رواية، عن دار ميريت.

من أعماله المخطوطة:
ـ الديوان الإنساني/ شعر.
ـ الروض العاطر/ سرد.
ـ سلامٌ على كوسوﭭو.. سلامٌ غامض/ رحلة عمل صحافية.
ـ نصلُ متأخرين إلى.. الموت/ شعر.
ـ كم نبذِّر من الحياة كلَّ يوم/ شعر.

من كتاب الوعي والوجود:
1
... وآهٍ
من شروح المطر
وغبطةِ أنفاسهِ في السريرة

والمرأةُ الموسميةُ للبرق
كأنَّ صباها.. ترامى في أحداقنا

وها.. قد حفظناك من البرد
وقلنا...
معاً نضيء الجوارب
بأحلامٍ مُستعادة

نحنُ لن نخسر في الوهم طريقاً
لن نخسر في انقطاع الأمطار
أن يزوغ الماءُ عن إحساسنا

أمَّا...
وقد طال الظمأ
وسُدَّت الجهات
عن أرزاقنا من الضراعة؟

2
هِبْ للخلاص.. منزلاً
وللطلاقة
تغرس أسنانها في قدميك

حين تنفصلُ العتبات
عن موطن السر
وتحتملُ النارُ كلَّ ما قلته
عن عظامها

مُراءاتك وجه
يتناغى بالنفاق كاملاً
ومستديراً
بقدرةِ العجزِ على الخضوع

إنما الطلاقة
أخلاطٌ.. من السموم

إنما.. المنازلُ شيخوخةٌ
والطرقات...
كفَّت عن فهم أعذارنا.

3
الحكايةُ.. أنَّ المحبين ماتوا
أنَّ الشوارع خالية

وأنَّ سماءً كروح
مَحْضُ زرقةٍ ضارية

الحكايةُ.. أنَّ الأصدقاءَ ذهبوا
وأنَّ فارساً ترجل
عن أحلامه التي غيَّبته

وكانت.. طرقٌ
مفازاتٌ ووحوش

عن البر والبحر والجو
كنا مُطاردين
نُقلِّبُ مُتعاً صغيرة
وقروشاً للموت بين الأسنان

نُقلِّبُ ياقةَ الدليل
في الدرب الذي أبعدنا
عن كلِّ درب.

إبراهيم المصري
الوعي والوجود/ شعر
دار ميريت ـ القاهرة
الطبعة الأولى 2009