كانت تَبحثُ عن حبل طويل،
حتى تقيس قامتها القصيرة
لا تدري أين يقع الزاب الكبير
لا خابور ولا سد دوكان،
لا شط العرب، لا الأسد
المجنح، لا الثرثار ولا الزاقورة،
لم تصعد مرة نحو مصيف عمران،
أو تُحادث شحاذ كركوك وخنجره
المسلول على طول الخارطة
فقيرة حد العظم، كما تقول الصحف؛
جائعة كبائعي قناني العرق الفارغة
ورغيف الصباح يعدو وراء ذيول
ثوبِها المحترقِ، لكي يلحق بإرثها
المحكي، أناملها التي تروي كيف
كانت تحب
البلد من أخمص
قدميه حتى قمة رأسه.
لم تفقه يوماً ما روته الكتب عن
السفرة الخرافية، هذيان الصحارى،
يقطين الورد ومشية الغرينِ، ظلت
منسية
في مباهج مفتاحها الضائعِ
أقفاله المنزوعة الأسنان
وعنقه المحني فوق
دموعها الماطرة،
في محطات القطار
quot;بجنوده العائدين من
ليل السعال
وأنباء
البريدquot;، كانت تحدقُ في راحة يدي
في علق النهر وصخور العزلة
لكي ترسم بالفحم الأسود
يا رب العباد
شمس،
كانت مع الأولاد في الباحة
تِلعبُ
آمال، صباح الخير
يا آمال المحكيةِ:
أين وجهك الأسمر في
شريعة الغاب
قافلة البهائم،
طالبي الرشوة و
التراتيل المُحيرةِ
صباح الخير
يا لؤلؤة الليل
أيغرد ثانية بلبل المذياع
في خريف عمري
وتلقين لي بنفس المفتاح الصدأ
حين أعود من مقهى مجيد
بار شريف وحداد من فوق شربة الماء
البارد، ثم أصعد سلّم الدرجات المحنيةِ
على أسرارها، وأغط في ناموس حلم
بلا يقظة؟
- آخر تحديث :
التعليقات