ينفث عطره تائهاً
حِنّاءُ اضرحة الحروف
وانتَ كما كنتَ
تَتْبَعُ ظلكَ
كحاشية الناي!
الى مَن تشيد ما تشاء من المقابر؟
واسمي
لا زال يحلم
في الطريق
الى الضريح؛
الى مَ تغري الهوامش
بالرحيل
عند انبلاج الحروب؟
لا تسر بأهلكَ غبشاً،
لا تدلهم على خرائط موتكَ؛
لا تتوه بمساءات:
لا مسجاتُ فيها للشعر
ولا رائحة!
لا تخبرْ الليل
كيف يبعثر ظلمته
في الصليل،
لا تحفر اغنيةً
في تلويحات الراحلينَ،
لا تسأل الأشجارَ المعوجةَ
عن أعمارها،
لا تركل المحطات
بنزق التغاضي؛
تعال!
تعالَ دون أن تغيض العابرين
تعال
نكتب عن البلاد
ندور بها طائفينَ
بدلال الموت فيها
-موتها الشاسع
فوق الأصابع-
ندعو متاهاتها؛
متاهات الحناجر
كلّها:
ففي السماوات
الشبابيكُ مزدحمة
طرية
مثلَ العراق~

جنوب السويد
19-9-2009