تفاعل سعودي مع الثبيتي والمثقفون العرب يتأثرون بخبر إيلاف


شاعر التضاريس محمد الثبيتي مهدد بالطرد من مدينة الخدمات الإنسانية نهاية الأسبوع

عبدالله السمطي من الرياض: وعد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة عدداً من المثقفين بالتدخل لحل أزمة الشاعر محمد الثبيتي واحتفاظه بحقه في العلاج في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية في الرياض، مؤكداً أنه سيتابع حقيقة الوضع للتيقن من إصدار المدينة قراراً بإخراجه منها قبل استكماله لعلاجه.
وكشف خوجة كما جاء في صحيفة الـ laquo;الحياةraquo; الخميس 14/1/2010 في تصريح مقتضب: laquo;تابعت حالته الصحية، وأنا آسف لما تدهورت له، وأعد الأحبة والإخوة من أهل أخينا محمد والمثقفين باتخاذ إجراء مناسب ليبقى أخونا محمد الثبيتي في المدينة للعلاج، وإن طلب أهله نقله للعلاج في الخارج فنحن مستعدونraquo;، مؤكداً ان هذه الحالة الإنسانية ليست بعيدة عن علم القيادة وأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد اصدر أمراً سامياً بعلاجه على نفقة الدولة، نقل على إثره للعلاج في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية.
وكانت إيلاف قد بادرت إلى نشر موضوع حول حالة الثبيتي الصحية وإمكانية طرده من المستشفى قبل استكمال علاجه، ونقلت عن ابنه نزار الذي يرافقه في المستشفى أن والده يحتاج للعلاج لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، إلا أن الطبيب المعالج حدد موعد خروجه من مدينة سلطان للخدمات الإنسانية في الرياض مع نهاية هذا الأسبوع. وتطلّع نزار إلى إعادة النظر في قرار إخراج والده باعثاً تساؤلاً laquo;إلى أين نذهب بوالدي وكيف ننقله، إذ طلبنا سيارة من الشؤون الاجتماعية لإيصاله إلى المطار، ومن ثم نقله إلى مكة المكرمة إن تمسكت إدارة مدينة سلطان الإنسانية بالقرار إلا أنه لم يصل منها شيء، لافتاً إلى أن شقة الشاعر الثبيتي في مكة غير مؤهلة لاستقباله ناهيك عن علاجه، كونه يحتاج إلى سرير كهربائي، وعربة، كما أنه يحتاج إلى رعاية طبية نوعية، فهو لا يستطيع النطق إذا ارتفعت درجة حرارته، ويحتاج إلى عناية طبية مركزة لأنه يوجد (لي) laquo;خرطومraquo; موصل بالمعدة إذ إنه لا يستطيع الشرب لأن السوائل تضره.
وكتب الكاتب عابد خزندار في صحيفة الرياض 13/1/2010 بعنوان:quot; انقذوا الثبيتيquot; معبرا عن أسفه لما وقع للشاعر محمد الثبيتي واصفاً الثبيتي بأنه من أعظم شعراء السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية مبدياً دهشته من تقاعس البعض وتململهم في أداء ما تفرضه المهنية وما وجه به ولي الأمر، ملتمساً من ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز إبقاءه في المركز حتى يتماثل للشفاء تماماً، كونه عرف بالأيادي البيضاء.
وقد تداول عدد من مواقع الإنترنت منها: منتدياتنا، أنباؤكم، عناوين، أبيات، الموضوع حيث اعتمدت على ما نشرته إيلاف... وفي صحيفة الرياض 14/1/2010 كتب سعد الحميدين مطالبا باستمرار علاج الثبيتي ومنحه الرعاية الصحية اللازمة في مدينة الخدمات الإنسانية، كما كتبت الشاعرة حليمة مظفر في صحيفة الوطن 14/1/2010 بعنوان:quot; إنه محمد الثبيتي.. يا وطنquot; حيث ذكرت:quot; للمرة الستين أكتب السطر الأول من هذا المقال؛ وبـquot;ضغطةquot; على quot;الكيبوردquot; أمحوه؛ لأكتب من جديد؛ وكأن الكلمات عجزت عن الكتابة عنك أيها الشاهق في صحرائنا؛ كيف لا ؟! وأنت والنخل صنوان مغروسان في رمالنا؛ نتباهى بتمركما على كل العابرين لواحاتنا!
كيف لا ؟! وأنت القادم من زمن بعيد قريب كاد ينفلق على رؤوسنا واقفين؛ عابرquot; بوابة الريح quot;الآتي بها صاحبك quot;الليليquot; لتحيله quot;قبضة عاجزةquot; بشعرك!
ماذا أكتب ؟! وقد شعرتُ بالألم حين طالعتُ خبراً نشرته quot;إيلافquot; عنك؛ أوجعنا به الأستاذ عبدالله السمطي؛ يشير إلى قرار إيقاف علاج محمد الثبيتي وطلب مغادرته من مدينة الخدمات الإنسانية! ما دفعني إلى الاتصال بابنك quot;نزارquot; الذي وجدتُ صوته مؤكداً الخبر ؛ حائراً من صدمة القرار؛ ويقول quot;والدي بدأ يتجاوب مع العلاج الطبيعي هنا وكم تمنينا أن يعالج في الخارج لأنه يحتاجهquot;.
ماذا أكتب إن صدقوا بإيقاف علاجك لتستكمله في مستشفى حكومي عادي؛ ومتى قرروا؟! بعد أن دبت الحياة في أطرافك quot;الطيبةquot; التي أسكنتها quot;جلطة قلبيةquot; العام الماضي!! متى قرروا ؟! بعد أن بدأنا نحلم بوقوفك تلقي quot;تضاريسكquot; وquot;موقف الرمالquot;!! و بعد أن شعرنا بالاطمئنان على أرواحنا وأطرافنا وعقولنا quot;نحن المثقفينquot; الذين لا يملكون quot;أرصدة بنكيةquot; ولاquot; تجارة دنيوية رابحةquot; ولا quot;فلل ولا سيارات باهظةquot;! quot;نحنquot; الذين لم يحاولوا تسويق quot;نجوميتهمquot;.
quot;نحنquot; الذين جئنا من زمن quot;التعبquot; راكضين خلف تجارة quot;الأدب والقلم quot; لأجل عقل وحضارة وطن انغرسنا فيه كما quot;أنت quot;!!
يا الله.. أيمكن أن ينتهي المبدعون هكذا..!؟ كما الشاعر عبدالله باهيثم والمسرحي الرائد عبدالرحمن مغربي رحمهما الله وغيرهما.. ؟! أيمكن لبضاعة المثقف والأديب أن تبور فلا تكفل له علاجاً لأطرافه وقلبه quot;المتعبquot; ؟! وكم استغرب؛ أيها المغروس في أرواحنا؛ لماذا غير quot;أمثالك quot; يُعالجون في quot;ألمانيا quot; و quot;أمريكاquot; و quot;التشيكquot; فيما أنت وأمثالك تنتظرون الإغاثة عبر أخبار الصحف!
أيها quot;الثبيتيquot; الواقف بين تضاريسنا..ها.. أنا استعيد صوتك وزمن quot;قريب بعيدquot;؛ وأنت تقول:
قصائدي أينما ينتابني قلقي
ومنزلي حيثما ألقي مفاتيحي
فأي قولي أحلى عند سيدتي
ما قلتُ للنخل أم ما قلتُ للشيح..