عبد الجبار العتابي من بغداد: ببالغ الحزن.. تلقت الاوساط الثقافية والفنية والاعلامية العراقية خبر رحيل الفنانة المسرحية والناشطة النسوية زكية خليفة السعدي في أحد مستشفيات السويد / كريستيانستاد يوم الخميس الثامن عشر من شباط / فبراير، بعدما اكد ذلك مصدر في رابطة المرأة العراقية / فرع تنظيم الخارج، الخميس، وأوضح المصدر : ان هناك اتصالات من اجل نقل جثمانها الى العراق كي يواري الثرى، ولا يدفن في الغربة التي عاشت فيها ردحا من الزمن.
وزكية خليفة محمد الزيدي، وهي شقيقة الفنانة العراقية المعروفة سعدية الزيدي، فنانة وناشطة نسوية عراقية، من مواليد مدينة العمارة / محافظة ميسان في ثلاثينيات القرن الماضي، من رائدات المسرح العراقي وخاصة المسرح الريفي، اشتهرت من خلال تقديمها للبرامج ذات الصلة بالناس ولا سيما اهل الريف الذين اشتهرت لديهم بأسم (شنينة) وهو الاسم الذي كانت تقدم برامجها لهم، وهو ما اقام علاقة وطيدة بينها وبينهم، كما ان مشاركاتها في عدد من اهم الاعمال المسرحية العراقية منحها شهرة وقبولا عند الناس، كما انها تعد واحدة من المناضلات المناهضات للنظام السابق وكان صوتها واضحا في التنديد بأعماله من خلال عملها في الاذاعات خارج العراق الذي عادت اليه بعد نيسان / ابريل عام 2003.
مثلت في عدد من المسرحيات والاعمال الدرامية، وانخرطت في النشاط السياسي منذ أكثر من خمسين عاما، ترأست عددا من المنظمات النسوية منها رابطة المرأة ومنظمة نهضة المرأة، وكما تقول عن نفسها : نشأت في قرية صغيرة ينعدم فيها كل اشكال التعليم وخاصة بالنسبة للفتيات. تمّ اعتقالي ولم يتجاوز عمري الخامسة عشرة وحكم علي بالسجن لمدة عشر سنوات. وفي السجن بذلت جهدي لأتعلم واواصل تعليمي، وبعد خروجي من السجن بعد ثورة 14 تموز المباركة عام 1958، بدأت ازاول نشاطي السياسي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ورابطة المرأة العراقية بكل طاقتي من اجل رفع وعي النساء وتعبئتهن للدفاع عن الثورة ومكتسباتها. بدأت مع الراحلة الدكتورة نزيهة الدليمي بعقد الندوات التي كانت تبث من التلفزيون بشكل مباشر و شاركت فيها العديد من النساء المثقفات والعاملات وربات البيوت ونالت إعجاب العديد من المشاهدين والمخرجين ومنهم الأستاذ يوسف العاني، الذي كان يشغل منصب مدير الإذاعة والتلفزيون، طلب مني الأستاذ يوسف العاني العمل في فرقة المسرح الحديث، لكني رفضت لإنشغالي بالعمل السياسي. لكنه أصرّ على موقفه وقدم رسالة الى الحزب يطلب فيها الموافقة على إنضمامي الى الفرقة، وبعد موافقة الحزب باشرت العمل في الفرقة رغم إني لا امتلك خبرة كبيرة في التمثيل سوى حبي لشعبي ووطني،واتخذت من خبرة الفنانين الذين سبقوني في مجال المسرح مدرسة لأتعلم منها، تعلمت وعملت بتفان من اجل مسرح يخدم مصالح الشعب ويسهم في رفع وعي المرأة العراقية، وإضافة لعملي في فرقة المسرح الحديث، كنت اقوم بتقديم برامج إذاعية يومية مع الراحل شمران الياسري ( ابو كاطع ) على سبيل المثال (برنامج الإصلاح الزراعي) الذي كنا نتحدث فيه لأخواتنا الفلاحات وكذا برنامج خاص مع علي تايه وكان اسمي في البرنامج (شنينة)، اتحدث فيه لأخواتنا في الريف، كما كنت اقوم بتقديم برنامج للشعر الشعبي مع الدكتور زاهد محمد.
واضافت : ونظرا لأهمية المسرح ودوره الفعال في توعية الجماهير، طلبت من اعضاء الفرقة أن نقدم عرضا خاصا للنساء في الساعة الخامسة لأن معظم النساء تخشى الخروج في وقت متأخر و تعهدت انا ببيع التذاكر ونجحت التجربة. أي كنا نقدم عرضين، الأول في الساعة الخامسة للنساء والآخر الرئيسي في الساعة السابع مساءأ.
واشارت الى : كانت اهم اعمالي في فرقة المسرح الحديث مشاركتي مع الفنانة القديرة ناهدة الرماح والراحلة زينب في مسرحية (النخلة والجيران) للروائي الكبير غائب طعمة فرمان، وكان لهذه المسرحية تأثيرأ كبيرأ على المسرح العراقي لأنها عكست ما تعانيه المرأة العراقية من ظلم وإضطهاد،كنت اقوم بدور زوجة فراش المدير، كما شاركت في مسرحية (البستوكة) و( الخان) وشاركت في مسرحية (البيت الجديد) لفرقة مسرح اليوم ومسرحية (رصيف الغضب) التي تتحدث عن المذبحة التي تعرض لها العمال في البصرة على ايدي قوات الأنكليز، وكانت المسرحية لحساب نقابات العمال. كما شاركت بمسرحية (بغداد الأزل) والتي عرضت في الجزائر.