لن أصفه بالليل كما يفعل الشعراء
أو بالينابيع كما يخمن أنسي الحاج
سأسميه درب الريح
وليكن أسود أو ذهبيا
وليكن كستنائيا
فهو العروضي الحر
وهو أوتار السماوات
التي تحصد موسيقاها في سنابل العتمة
شعر حبر
أو شعر قمحي
إنه يمتد كما يشاء
كمطلق رضيع
يغامر في صهيل اللحظات.

جربت أصابعي ذات ليلة فيه
جستُ خلال الغياب
قرأت ذاكرة المشط
توشحت آلامه..أصغيت لأسنانه التي
تشهق كل صباح
بقيامات وأسئلة
تموت لتولد كل لحظة في معجزات الهبوط والصعود
كان سيزيف طليقا
وكان من العبث أن يتجلى هكذا بين السفح والقمة
مختبئا ووحيدا
في سواسية الخصلات

كأنني أقرأ هذه المرأة من شعرها
فالضفائر آياتها المتشابكة
والكعكةُ التي تلملم خصلاتها أحيانا
غموضها الدائم
والدبابيس التي تطعن الليل والخيل والبيداء
قصيدتها الهاجعة
في نعاس العطر


يحتار المرء والله
بين الطول والاستدارة
لم أكن يوما عالما للرياضيات حتى أقيس المسافة الناعمة جدا
والمصقولة بالغياب
بين حفيف الشعر وشهيق المؤخرة
لا استطيع أن أحصي أو أضرب أو أجمع أو أطرح
فأنا منذ الصغر بليد بالحساب
وبليد بالجبر والهندسة
لهذا
أوصاني إله الحب
أن أبعثر أبجدياتي
فوق خطوط الطول
ودوائر العرض
وسأبقى في أبديتي الصغرى
تلميذا نجيبا
يعمل على تنفيذ الوصية.