وَلْتَــكُنْ لي، ولْتَكُنْ أجْدَرَ بِي
يَا غَريباً فَاضَ عنْ ليْلِ الْهَــبَاءْ
أنَا سَمّيْتُكَ نارِي كَيْ تَــرانِي، كَيْ تَرى
شَجَــري يشْردُ في عزْفِ الرّحى، كَمْ مرّةً.

ليْتَــكَ تدْري يا غَــريبْ


هذِهِ الْأَرْضُ لِمَنْ يحْمِلُ عنْ جِيدِها جُرْح الْخُطى
ويُواري شَبَقَ الْمَرْضى الّذينَ اشْتَعَلُوا حُلْماً بِها كُلَّ سَماءْ
يجْفُلُ الطّيْــرُ، وتبْقى الْأَرْضُ في
نَدَمِ الرّائِــــينَ أشْواقَ النّدى للْغَدِ يوْماً

ما تَصادَى الْوَقْعُ في خَطْوِ الْغَريبْ

تَعِبَتْ أيّامُهُمْ أجْمَعُــها في ظِلِّها
ودَمُ الصّفْصافِ يُوحي لِنُجومٍ أنْ تَعالَيْ في الْحَريقْ
وَهُناكَ الشّمْسَ أدْنَى وَقْتَما تهْذي عَلى
دَرَج اللّيْلِ، وأَوْراقُ الْمَدى تسْوَدُّ

إنْ تاهَتْ يَدُ الْبَرْقِ إِلَى بابِ الْغَريبْ


يلْزَمُ الرّشْقُ بِأسْبابِ الْعَمى حتّى نَرى
ونِداءُ الْغَيْمِ في نشْج الْمَساءاتِ لِئَلّا تَتعَدّانا الطّريقْ
كانَتِ الْأَقْــــــدامُ أبْهى لَوْ وَفَتْ بِالِمُنْتَهى تبْــدَأُهُ
كُلَّ مَــــسٍّ، وكانَ الْأَرَقُ الشّتْويّ

دُولاباً لِأَغْـــراضِ الْغَريبْ


يلْزَمُ الْإِيــحاءُ في الْكَاساتِ عُمْراً ثانِياً
يلْزَمُ الْغَيْمُ تِباعاً، ورِثــاءُ الْبِئْرِ حتّى قاعِها
يلْزَمُ السُّخْريّة الْبَيْضاءُ مِنْ وعْدٍ يُرى مِنْ كوّةٍ
حَيْث فَصْلُ الْقَلْب لِلْأشْجارِ نَــرْدٌ

غيْرَ أمّارٍ بِعَاداتِ الْغَرِيبْ


رُبّما نسْعَــدُ بِالْأَزْهارِ في مَيْتَتِها
وضَجِيج الْأَرْضِ يسْلُو الرُّوحَ في إيقَاعِـــها
إنّما أوْلَى بِنا أنْ ندْفَعَ النّهْرَ إلَى آخِـــرِهِ أنْدَلُساً
بَيْنَ ريحَيْنِ بلا لازِمةٍ تَعْمى

قبْلَ اعْتِذاري لِلْغَريبْ


وحْدَك العاطِرُ في شطْحِ الْخُطَى، تحْطبُني ليْلاً ولَا
تَتَناهى، عارِياً إِلّا مِنَ الْأَشْواقِ تذْرُوكَ أنْواءُ الْجَنوبْ
خِلْتَ أنَّ الْمُنْتَهى أدْنَى إلَى شاهِدةٍ تأْوي الْحَصَى
لَوْ نَثَرْتَ الْيَدَ أنْ لَّا نَـــارَ

في الْقِيعَانِ تَسْقيــها الْغَريبْ


لِلطّوَاحِينِ دَمي تُذْرِفُــهُ
سبْحةً في اللّيْلِ، للّيْلِ عَلى أنْفَاسِهِ خفْقُ مَدايْ
لِلْمَدَى ما أشْتَهي في عُزْلَتي، لِلْعُزْلَةِ الرِّيحانُ أسْقي دَمَهُ
لِدَمِ الرِّيحانِ وجْهي نازِفاً يسْتَفُّ جوْفَ الرُّوحِ

ذِكْرى صَلَواتي لِلْغَريبْ


ياسَماءً ساحَ فيهَا الْوَعْدُ، يا عُمْراً إِلى السّاعاتِ، يَا
شَاهِــداً يلْفُظُهُ الْبَحْرُ، وَيَسْعى واجِئاً مِنْ طَريقي، يا أَنايْ
حُفْرَةُ الظِّلّ تَسامَتْ لُغَةً تُورِثُها كَوْمَ الرُّؤى
لِلطُّفولاتِ الّتي سَمّتْ غَريبَيْنِ
! بِمَرْأى الرّيحِ مِنْ هاوِيةٍ: قالَ الْغَريبْ

ـــــــــــــــــ
شاعر من المغرب
[email protected]