قصي صالح الدرويش من كان: بفيلم لطيف عن الحب والسعادة والموت والحياة والأمل اختتم مهرجان كان السينمائي عنوانه {الشجرة}للمخرجة جولي بيرتوسيللي، والذي صور في اوستراليا، وباللغة الانجليزية قامت الممثلة الفرنسية شارلوت جانسبورج بطولة الفيلم الى جانب الممثل النيوزلندي مارتون كسوكاز والطفلة مورجانا دافييزوالممثل أدين يونغ. في حياة هادئة سعيدة تعيش دان وبيتر وأطفالهم الإربعة في ظل شجرة تين عملاقة قديمة، لكن حبل السعادة انفطر، فجأة بموت بيتر بنوبة قلبية، فبعثر أفراد العائلة، كل على طريقته، فمورجانا التي يبلغ عمرها ثماني سنوات تعتقد أن أباها يعيش في الشجرة، وانها تراه، وأنه لم يمت، وتحاول دان أن تقنعها بالحقيقة من دون فائدة. وتسايرها دان، وتحاول أن تجاهد للمقاومة، وتسيير الأمور، مستعينة بمشروع حب بدأت تنسج خيوطه، لكن مورجانا تتمسك بأبيها الذي تراه عيشا.وبالتالي ترفض التعامل مع عشيق أمعا المقترح، وترضخ دان لإرادة الطفلة، وتبتعد عن مشروع حياتها الثانية، أي التخلي عن مشروع حبها الجديد.واثر عاصفة مدمرة يهتز المنزل، ويبدأ الخوف في الأسرة، خصوصا بعد اقتحام الوطاويط للمنزل، فتقرر دان حمل أطفالها وأمتعتهم للرحيل الى حياة جديدة، ومكان جديد، وّافاق جديدة. الفيلم جميل وممتع لولا النهاية السريعة والمفاجئة والمتعسفة أيضا، مع أن التصوير كان موفقا، وشارلوت جانسبورج كانت ممتازة، وفيلم الختام كان خارج حلبة التنافس والتسابق، هذا الفيلم يذكرنا الفيلم الإيطالي {حياتنا} للمخرج دانييل لوشيتي، والذي يصور حياة هادئة لأسرة سعيدة عندها طفلان بديعان، والأم حامل في شهرها الأخير، الزوج كلوديو يعمل العمارة والبناء في مشروع في روما، وهو وزوجته يحبان بعضهما حبا كبيرا وفي مشروع البناء حيث العمل يجد كلوديو رجلا ميتا مغطى بالاسمنت، وكأنه ترك عمدا في الإسمنت لكي لا يكتشف وجوده لأن العما غير مصرح لهم بالعمل، وبالتالي لايريد صاحب العمل التحقيق في وجود الميت، وفي وجود العمال الغير مصرح لهم بالعمل، فيعاني كلوديو أزمة ضمير، ويخبر زوجته عن عدم الكشف بوجود الميت، لأن الميت مات، ولايجد من هم أهله. لكن المشكلة أن زوجة كلوديو تهم باللادة، وينقلها فجأة بالسيارة الى المستشفى وهناك تتوفّى، ويجد نفسه وحيدا مع أطفاله الذين أصبحوا ثلاثة، ويحاول المقاومة رغم مأساه الذي لم يستطع تجاوزها، وتجاوز زوجته الذي أحبها وما زال يحبها.ويشعر بالضيق في العمل، خصوصا وقد تعرف على الشاب الروماني والذي كان ابن الرجل الميت الذي وجد جثته في الاسمنت، ويواجه علاقة حب جديد لكنه لايستطيع عن الاستمرار في علاقة حب جديدة فيعيد الفتاة التي راودته للاتصال به الى أخيه الأكبر الذي يبحث عن علاقة حب، بينما يساعده صديق حميم مقعد، يبيع مخدرات، متزوج من فتاة أفريقية كانت عاهرة قبل أن تتزوج، للاهتمام بأولاده الثلاثة، ويصبح الشاب الروماني صديقا له وأولاده بعدما أخبره بوجود جثة أبيه، وكيف قبرها، ومع أن الشاب صدم بهذا الخبر الا أن علاقته تحسنت مع كلوديو.هذا الفيلم كان جميلا في البداية، خصوصا أثناء وجود كلوديو مع زوجته، لكن نهاية الفيلم كانت سريعة، ومبتسرة، وسيناريو الفيلم غير محكم، وغير كامل، والممثل الذي أدى دور كلوديو كان ممتازا، وكذا الأمر بالنسبة التي أدت دور زوجته، رغم أنها أو دورها كان قصيرا، الفيلم كان في التظاهرة الرسمية، لكن من الصعب اعطاها أحد الجوائز، لأن أفضل ممثل ستكون لبطل فيلم {جميل}المكسيكي، وممثله الاسباني الشهير. في الفيلم أربعة أوخمسة أفلام جميلة تستحق الجوائز حسب ّاراء النقاد المهمين، مثل فيلم مايك لي البريطاني والفيلم الفرنسي الذي تحدث عن قتل الرهبان السبعة والفيلم المكسيكي{جميل}والفيلم الفرنسي { رحلة}والفيلم الإيراني الفرنسي والفيلم التايلندي الذي أعجب بعض النقاد، هذا الفيلم احدى التحف الفنية التي كنا نعتاد على مشاهدتها في الدورات السابقة للمهرجان.