هذا الذي تـقمصَ قطاة


هذهِ الشمس
كم بلغتْ من التكرارِ في فمِ البلبل
الذي تورَّمت حَنجَرتُُهُ من الليل
هل يُحاولُ أنْ يُبقيَ النشيدَ مُـقمرا
هل يَعلمُ
أنَّ الحركاتِ الصبيانية للفراشة
تـُذكي فينا روحًا ما
أو التقافزَ بحجةِ اصطياد الضحى
قبلَ أنْ تُحرقَهُ أسفارٌ تزفُّهُ بالنباح
لا أحدَ هنا غير الذكرى
إنها أشدُ وحدةً من النسيانِ بالتدريج
هذا الذي تـَقمَّصَ قطاةً ...
هو quot;أبهتُquot; من عبارةِ (ذاتَ يوم)
ملّ من أن تشاهدَه الواحاتُ صدفة
وتَنعتَهُ بـأسماءِ العطش ِالمؤذية
أو تجتازَهُ النايات
وهي تنظرُ إليهِ شزرا
يتركُ في كلِّ تيهٍ يعبرُهُ
التماعةً رضيعةً لتواريه
سَيُغطيها البحرُ لاحقـًا بآلافِ المياه
كلما يَتعبُ
يمرُّ من البَوْنِ الضيقِ بينَهُ وبينَ الغروب
وتحتَ الظِلال التي سَبَّبها الفقد
يَفرشُ صُراخَهُ
يُريد أنْ يُغني
فيَحدثُ شرخٌ يوميٌ في البكاء
هذا الذي تقمصَ قطاةً
تسقطُ عليهِ الآن
ألفاظُ الريح الكبيرة

الرغبة في صنع اللون
القمرُ ليسَ فضيًا ياصاحبي
إنه تجمعٌ كرستالي لدموع فقداناتِنا الطوفانية
إجرؤ على الحلم
إنه طاقةُ التشكُّـلِ الخفيةُ للمرح
كي تُصبحَ قادرًا على التجوالِ في النهار
حافظْ على تذكرِ الجملِ النهائيةِ لقصصِ الأمهاتِ الغابرة
quot;وعاشوا عيشة سعيدة quot;
أمددْ يدَكَ اليُمنى لأخذِ ورقةِ كيلنكس ..
لا بأس
جفف العمرَ المندلقَ من عينيك
وتنهيدةَ البحرِ في رئتك
فالحزنُ فيكَ لا يَعرفُ ضمورًا للآهات
تمتعْ بحنكةِ الفأر
فالجُبنةُ حقيقية ٌوإن كانتْ في المصيدة
هذا هو الرائعُ في الأمر
ما تزالُ المرايا تَبحثُ عن مشطها الأدرد
فيما الشمسُ تحاولُ أنْ تتفاقمَ في ديكورِ البلبل
نحنُ نبكي
نحن نضحك، وهذا احتمال ضعيف
نحنُ نتأنق للمواعيدِ الجميلةِ رغمَ وجودِ العقاربِ في ساعاتنا
ولكننا معرضونَ دائمًا للممحاة
من أمامِ روحي
يتضاءَلُ رُماة ُالأمل واحدًا بعدَ آخر
لكني أسمعُهم يعبرون
وهم يتبادلون الغرق
على بـَشَرَةِ نهرٍ يَتقدمُ انفلاتـَهُ في الأقاصي
ياصاحبي
القمرُ ليسَ فضيا
إنك في أعالي البيانو
ومهما فتحنا من الأبوابِ لا نُدرك الخلاص
نحن نلمسُهُ فقط
في الرنينِ الشاسع ِلنحيبِ الأيام