كامل الشيرازي الجزائر: quot;الساحةquot; عنوان مسرحية من نوع quot;الكوميديا الموسيقيةquot;، اختار مخرجها quot;دحمان أوزيدquot; أن يتناول يوميات مواطنيه الشباب وطموحاتهم من خلال شكلانية ركحية تبحث عن التجديد والابتكار لكسر الملل في الجزائر.
تدور أحداث هذا العمل الشائق في حي شعبي، أين نتعرف إلى مجموعة مؤلفة من ستة شباب عاطلين عن العمل، يقطنون ويقضون جل أوقاتهم في ساحة جرى تحويلها إلى فضاء للإبداعات الفنية.
وبدافع من الابتكار والحماس العارم، يحلم هؤلاء الشباب بتصميم كوميديا موسيقية وعرضها عبر العالم ليكتسبوا الشهرة والمجد، غير أنّ فداحة الأوضاع الاجتماعية للشبان الستة، تجعلهم يغرقون في مستنقع من مشكلات البطالة والعزوبية والسكن والفراغ.
وتشهد المسرحية تحولا جديدا في أحداثها، إثر قدوم مجموعة من الفتيات الى الحي الشعبي المذكور، لتحتدم مساجلات بين الجنسين، ويناقش الشبان والشابات، ماهية العلاقة بين الرجال والنساء في الجزائر، وما يلفها من تضارب بين الموروث التقليدي والطابع العصري.
وجنح quot;دحمان أوزيدquot; مخرج quot;الساحةquot; من خلال هذه الكوميديا الموسيقية، إلى التعبير عن كينونة شباب جزائر 2010، الباحث على إنهاء معضلة التيه والفصام، والانطلاق رأسا نحو أفق خلاّق يكفل له العيش بكرامة وطمأنينة وتجرّد يتواصل من خلاله مع الآخر.
بيد أنّ العرض الأول لـquot;الساحةquot;، ورغم اختلافه عن عروض سابقة سقطت في التسطيح والاستعراض والاجترار، شابته عديد النقائص، مثل عدم الاشتغال الجيد على الجانب الكوريغرافي وكذا التعبير الجسماني رغم تموقعهما كلحن قائد في الكوميديات الموسيقية، حيث أدى الممثلون عديد الحركات الجسدية بشكل غير مدروس افتقد إلى الموهبة، في وقت برع الثلاثي quot;الشيخ سيدي بيمولquot;، quot;يوسف بوكلةquot; وquot;أمينوسquot; في مزج ناجح بين الطبوع الموسيقية للقناوي والأندلسي والشعبي مع مقاطع من موسيقى الهيب- الهوب بإيقاعات تقليدية وأخرى عصرية.
من جهتها، انقسمت الجماهير حول مؤدى العمل الذي استمر نحو ساعتين من الزمن، حيث أبدى نسيم، علي، مختار، مالك وجمال تجاوبا مع فواصل المسرحية الموسيقية التي استمتعوا بفواصلها، إلاّ أنّ فريقا آخر في صورة، إسماعيل، فؤاد، رضوان، نصيرة ولبنى لم يستسغ ما اتسم به العرض من لحظات ضعف طبعها اضطراب ريتمي ورتابة جراء الإفراط في الحوارات المطوّلة.
وفيما يرى عبد الغني أنّ النص كان هزيلا وافتقد لحبكة واضحة، تمنى سعيد لو أنّ المخرج مكّن ممثليه من فضاء سينوغرافي أوسع، وهي انطباعات يعقب عليها quot;دحمان أوزيدquot; بالتأكيد على أنّ التجربة الأولى عادة ما يعتريها قصور، لذا يشدد على حساسية إثارة مناقشات، فضلا عن حتمية استمرارية التجديد والاشتغال المكثف على نمط المسرح الموسيقي، وتفادي quot;الكليشيهاتquot; التي عادت ما تقود المتفرج إلى رؤى جامدة وسطحية.