إعداد عبدالاله مجيد: فوجئ عالم الباليه مؤخرا بالاعلان عن انشقاق أكبر نجمين في مسرح البولشوي هما الراقصة نتاليا اوسيبوفا والراقص ايفان فاسيلييف وانتقالهما الى مسرح ميخائيلوفسكي في سان بطرسبورغ. وحار محبو الباليه والنقاد الفنيون في ايجاد سبب لقرار اوسيبوفا وفاسيلييف الانقلاب على البولشوي، بكل سمعته وموارده المالية الضخمة، والرحيل الى مسرح ميخائيلوفسكي الأصغر والأقل شهرة.
وكان السبب الذي قدمه الراقصان هو رغبتهما في توسيع خياراتهما الفنية ومزيد من حرية الابداع. وشكا فاسيلييف تحديدا من قولبته في ادوار محدودة. ولكن نقادا عدة استبعدوا ان تكون المبررات المعلنة هي السبب الحقيقي. فان مسرح ميخائيلوفسكي بدأ منذ فترة تجديد نفسه بدعم مالي كبير من الملياردير فلاديمير كيخمان، صاحب اكبر شركة فواكه في روسيا، ومدير المسرح منذ عام 2007. وتعاقد مسرح ميخائيلوفسكي ايضا مع مصمم الرقصات الاسباني ناتشو دواتي ليكون مديره الفني ويرفد رصيده الفني بأعمال حديثة.
ولكن مسرح البولشوي ايضا شهد خلال السنوات الشعر الماضية انقلابا تحديثيا حرره من صورته النمطية السابقة بوصفه ديناصورا ينتمي الى الحقبة الستالينية، ولديه الآن ترسانة من الأعمال الجديدة لمصمم الرقصات الموهوب الكسي راتمانسكي. ونجح البولشوي في استدراج فنانين من خارج روسيا مثل تويلا ثارب وكريستوفر ويلدون لتقديم اعمالهم على مسرح البولشوي، وتكليف مصمم الرقصات البريطاني الشهير وين ماكريغور بتصميم نسخة جديدة من باليه ايغور سترافنسكي quot;طقوس الربيعquot; لموسمه في 2013.
إزاء هذه المعطيات تقول الناقدة الفنية جوديث ماكريل في صحيفة الغارديان ان حرية الابداع التي تحدثت عنها الراقصة اوسيبوفا (25 عاما) ورفيقها فاسيلييف (22 عاما) ليست النطاق الضيق للأعمال المتاحة في ترسانة البولشوي بقدر ما هي فرصة السفر. وتشير ماكريل الى ان سيرغي فيلين اعلن لدى تعيينه مديرا فنيا لمسرح البولشوي هذا العام انه يعتزم تحديد المرات المسموح فيها لراقصيه الرئيسيين بالظهور ضيوفا في اعمال فرق أجنبية في الخارج. ولا ريب في ان هذا ترك أثر سيئا في نفس اوسيبوفا وفاسيلييف لا سيما بعد النجاح منقطع النظير والاعجاب الذي ناله الراقصان من النقاد والجمهور الصيف الماضي عندما حلا ضيفين على مسرح الباليه الأميركي ثم دعوتهما لرقص باليه روميو وجوليت في لندن.
والمعروف ان مسرح ميخائيلوفسكي كان يعمل على اغراء اوسيبوفا وفاسيلييف بهجر البولشوي والانتقال اليه منذ ما يربو على عام. ويتابع المهتمون ومحبو فن الباليه نزاع المسرحين على الراقصين الذي اتخذ شكل معركة قانونية تتعلق بشروط العقد. ولكن المؤكد بنظر العديد من النقاد ان مشكلة الاحتفاظ بنجوم الباليه ستواجه المزيد من الفرق المسرحية لفي انحاء العالم. والمفارقة ان مسرح البولشوي الذي خسر اثنين من أكبر نجومه الى منافسه في سان بطرسبورغ تمكن في تشرين الأول/اكتوبر الماضي من سرقة الراقص الرئيسي في مسرح البالية الاميركي ديفيد هالبرغ الذي كان جمهور الباليه يتطلع الى مشاهدة ادائه امام الراقصة اوسيبوفا قبل ان يسرقها منه مسرح ميخائيلوفسكي.
- آخر تحديث :
التعليقات