عبد الجبار العتابي من بغداد: اكدت الكاتبة العراقية اطياف سنيدح انها تختلف عن الكاتبات الاخريات بكونها اكثر جرأة في تناول الوقائع الانسانية لاسيما تلك التي بين الرجل والمرأة، ولا تشعر بالحرج اذا ما كشفت التفاصيل لانها كاتبة مخيرة وليست مسيرة.

وقالت اطياف سنيدح، ذلك في حوار معها بمناسبة صدور رواية لها عن دار الينابيع في دمشق، تحمل عنوان (منادل انثى) وقعت في 202 صفحة من الحجم المتوسط، وقد تضمنت على ثلاثة فصول وخاتمة، وهي الرواية الاولى لها بعد ان كتبت عشرات القصص القصيرة التي عرفت بها.

* ما زمن هذه الرواية؟
- كتبتها في سنوات صعبة جدا، تعود الى زمن الحصار الاقتصادي خلال التسعينيات الذي مر على الشعب العراقي، وهي تتضمن حكاية امرأة تعاني حصارين: الاقتصادي والعاطفي، وتمر في تجارب زواج، حيث تتزوج مرتين وتحاول ان ترتبط بالرجل الذي التقت به لاول مرة، هناك نزاع عاطفي واضح جدا في داخلها، وهناك لمسة جريئة من خلالي وهذا شيء مؤكد اذ ان كتاباتي تحمل الجرأة وتحمل طابع الانتماء الى الاخر بشكل واسع جدا، وانا اعتقد ان هذه الرواية حققت نوعا من الاستقرار النفسي لي ككاتبة

* اين تكمن الجرأة في الرواية؟
- الجرأة هنا عندما تلتقي بطلة الرواية مع حبيبها ويحدث بينهما لقاء حميم واضح، انا لا اخفي الحقيقة، لانها موجودة، هناك البعض يخفيها لانه يخاف منها، انا من النوع الذي يظهر الحقيقة، ولا يشعر بالحرج حين انقل التفاصيل او الوقائع الانسانية ما بين الرجل والمرأة، ولهذا اتوقع ان هذا العمل يمثل بداية لي لكل ابدأ بعمل جديد يكون اكثر جرأة منه، انا اعتقد ان الحياة فيها الصالح وفيها الطالح، وفيها السلبي والايجابي وفيها الشيء الجميل وغير الجميل، اشياء مشتركة، انا من النوع الذي انقل الشيء غير الواضح، غير المرئي، انا ابحث عن هذا، لذلك هذه الرواية تؤكد بحثي عن الشيء الذي يمس المرأة اكثر.

* ماذا تقصيدين بعنوانك (مناديل انثى)؟
- هذه المناديل هي ثلاثة الوان، الابيض الذي يمثل البراءة والاحمر الذي يمثل المشاعر الساخنة بين الحبيبن، والاصفر الذي يمثل ذبول هذه العلاقات بينهما، وهذه هي فصول الرواية.

* عن ماذا تحكي الرواية بالتحديد؟
- عن امرأة اسمها (مها) تعمل في احدى المكتبات، شابة جميلة، ولديها اخت تعمل في التعليم، وعملها في هذه المكتبة يتيح لها ان تعيد ذكرياتها مع شاب كانت قد ارتبطت معه بعلاقة حب، ويتضح فيما بعد ان هذا الشاب قد تزوج ومن ثم تشعر انه ليس الرجل المناسب لها، ولكن هنالك نزاع في داخلها يدفعها الى ان تستسلم للواقع فترتبط بأبن عمها الاسير العائد من الاسر في الحرب العراقية الايرانية وبعد تجربة معه تشعر انه يخونها مع امرأة اخرى لاتمتلك ما تمتلك هي فيتم الطلاق بينهما، ومن ثم تعود وتجرب حظها في الزواج مرة اخرى من طبيب، وهنا اشارة واضحة الى ان المرأة بحاجة الى الرجل دائما وخاصة المرأة المتزوجة، اي انها لا تستطيع ان تجعل حياتها بلا رجل، انا في هذه الحالة ميزت العمل، كما اردت ان اؤكد في هذه الرواية ان ممارسة الحب تختلف عن ممارسة الجنس، فنحن الان حين نقول ممارسة الحب ننظر على انها ممارسة الجنس وهذا خطأ كبير، فهناك اختلاف بين الاثنين، وتمضي الرواية مع (مها) وزواجها من الطبيب الذي يتعامل معها بشيء من النرجسية والقسوة ولا يعرف التعامل معها بلطف وانسانية، ويحدث تداخل بين الشاب الذي تعرفت عليه في السابق حين يلتقيان مجددا ويقترب منها اكثر، وهو ما يكون السبب في انفصالها عن زوجها بعد ان يأكل الشك قلب زوجها الطبيب، وتحاول ان تعود الى حبيبها الاول ولكنها تجد نفسها غير قادرة على ذلك، ومن هنا تقرر انها لاتشعر بالامان مع اي رجل فتكون مع نفسها فقط، وفي الاخير تتعرض مها الى حادث مؤسف ينهي حياتها.

* لماذا جعلت النهاية مأساوية؟
- انا لا اتدخل في شؤون ابطالي، هناك عمل يفرض عليك تفاصيله ووقائعه، وهناك ابطال يفرضون على الكاتب مسارا اخر غير المسار المخطط له، وانا مضيت على هذا المسار، اي انني لم ارد ابدا ان تنتهي هذه النهاية ولكن دون شعور مني وجدت الخاتمة تسير تجاه الرحيل.

*قبل الدخول الى الرواية وضعت كلمة قلت فيها (دائما اسمع ان الرواية تعني الشيخوخة، فلم كتبتها وانا في بداية الشباب)؟
- عندما تفكر ان تكتب رواية او حتى عندما تقرأ رواية تشعر ان العمل الروائي كبير جدا ليس بحجم القصة ولا القصيدة، تشعر ان كاتبه بحاجة الى صبر لا يمتلكه الشاب والى هدوء كثير لايتوفر عند كاتب شاب في عصر السرعة، فالعمل الروائي كان بالنسبة لي كبيرا والى حد الان انا لم اتوقع ان اكتب هذه الرواية التي اخذت مني جهدا ووقتا، او افكر في كتابة اخرى، العمل الروائي شاق ومتعب ويحتاج الى تفرغ كامل، ويحتاج الى نرجسية خاصة لدى الكاتب.

* هل فعلا لن تعودي الى كتابة الرواية ثانية؟
- هذا العمل استغرقت كتابته ومراجعته اكثر من خمس سنوات، وهو عمل شاق ومتعب جدا، انا قبل ان انتهي منه قررت ان لا اكتب رواية ولكن الطريف انها ما اكتملت حتى قررت ان اعود لأكتب رواية اخرى لانني وجدت فيها نوعا من التجدد، كنت مثل المرأة التي تعاني من مشاق الحمل والولادة وتقرر ان لا تحبل ثانية ولكنها ما ان تلد حتى تعود الى الحمل والولادة ثانية.

* الا تخافي من سياط النقد على تميزك بالجرأة؟
- انا اختلف عن باقي الكاتبات انني كاتبة مخيرة ولست مسيرة، انا كاتبة تنقد الواقع ومن يريد ان يحاسبني اقول له حاسب الواقع العراقي، عاقب العلاقات المشبوهة والعلاقات غير سليمة ومن ثم علي ان لا اخفي الحقيقة، هذا الذي كنت انظر اليه.