هيَ البصره
وها هي ريحُها الأولى
وها هي شمسُها الحُرّه

هي البصره
وها هي أرضُها وسماؤها الزرقاء
لا سوءٌ ولا غَبَرَه

هي البصره
هنُا وُلِدَ الخليلُ وها هنا عَبَرَت
خُطى أحمد
وبَدْرٌ من جناها شبَّ قامةَ شاعرٍ مُفْرَدْ
ونحن التابعينَ لهُ
على أثارهِ نمضي لنملأَ بعدهُ المشهَدْ

هنا البصره
لأَطيبُ ما على الغبْراءِ من مُدُنِ
ومن ناسٍ همو عُشّاقُها البرره
يُبللها يبللهم رذاذُ الماءْ
أسىً من ماءْ
أسىً في القلب من أصفى أسى الحُزْنِ

هنا الأهْلُ
هنا النّخلُ
هنا تحت الرمادِ ربيعُنا الطفلُ

هنا الجمره
قليلٌ من هواءٍ تلمعُ الجمره
ومن فرحٍ ستلمعُ هذه الجمره
فتُعطي الكون أنداءَ
وأسماءً وأبناءَ
جنوبيينَ
ليس كمثلهم ناسٌ ولا في الحُلْم!
فيا بصره
شقيقةَ روحِنا الأولى
وميثاقَ الهوى والدّم

ألاَ فلتفتحي قلباً لأحبابكْ
فقد جئناكِ من رفحٍ
لِنلْثُمَ طُهْرَ أعتابِكْ

ألا جئنا
وأرهف سمْعَنَا
هَمْسٌ منَ الطّلْعِ
كَأَنَّ أنينَكِ الصّافي
أيا بصراء
يُؤرجحنا على بحرٍ من الوجعِ!

ألا جئنا
وشابَ عيونَنا غيْمٌ
شفيفٌ
من ندى الدّمعِ

ألا جئنا
فضمّي الضِلعَ فوق الضلعِ
يا مجبورةَ الضلعِ!

جنوبيّون نحنُ هناكَ يا أختُ
ونعرفُ أيَّ غَوْرِ من أسىً
يأتي بهِ الصمتُ

جنوبيّون نفهمُ نُبْلَ كلِّ جنوب!

فيا بصراء
أتيحي
أن نُصلّي
ها هنُا
فوق الثرى المخضوب
صلاةَ محبةٍ ووفاء
لأرض النخل والشهداء والشعراء!

صلاةَ هوىً وعرفانِ
لشعبٍ مالهُ شَبَهٌ
ولا ثانِ

أيا بصراء!