ما من حمامٍ طارَ إلا طرتُ..

أحدوهُ وأسبقهُ

وأمدّ أجنحتي، كمن يحنو على طيفٍ ليكملَهُ

ما من حمامٍ عاد إلا عدتُ أسألهُ

عمّن هناك وليتني....

يا ليتني معهُ

أغفو قليلا مثل طفلٍ غارقٍ في الدفءِ

والأحلامُ تحرسهُ

ما من حمامٍ غابَ إلا رحتُ أرقبهُ

لم يأتِ منذ الأمسِ، هل ضاعَ المدى

أم خانني؟

هذا الفضاءُ مسيجٌ بالليلِ

لا أحدٌ يراني أو أراهُ

كأنني أعمى ووسعُ الكونِ محبسُهُ

ما من حمامٍ مرّ إلا متُّ شوقا

كيف تتركني وحيدا يا حمامُ

خذني إلى صوتٍ بعيدٍ لست أعرفهُ

لكنه للآن يسمعني

وأراه في غبش المدى يلتمّ، هل للصوتِ رسمٌ واضحٌ؟

ويمدّ لي يدهُ الحبيبة َ حين يعتركُ الظلامُ

هذا اغترابي منذ حربٍ ثم حربٍ ثم حربٍ

صار لا عطرا ولا حجرا ولا إنساً ولا جنّاً ولا...

لا وصفَ لي يدنو فأعرفهُ

فأنا انتظارٌ علّقتْهُ الريحُ في سقفِ المدى

لا الريحُ تسقطهُ ولا الأيامُ ترفعهُ

ما من حمامٍ حطّ إلا رحتُ أبحثُ في صغائر ريشهِ

عن لمسةٍ تركتْ هواءً من هناكَ

ألمّهُ وأشمهُ

وأطيلُ صمتي خوفَ يسرقهُ الكلامُ

ما من حمامٍ طاردتْهُ الريحُ إلا حطّ في روحي

ونامَ بمأمنٍ، فأنا السلامُ

قلبي على كفي وأغنيتي صلاةٌ

يا حمامُ