(1)
كان خيالها لا يفارقني؛ كظلِّي
ففي الهزيعِ الأخيرِ من الليلِ تجلّت لي على صفحةِ القمر
ثم أبصرتُ نورها مجددًا يتسلل مع الخيوط الممتدة من أشعّة الشمس
هكذا كتبتُ في قصيدتي الأثيرية عن حبيبتي
فقيل لي: إنك تُكررُ ما قيل قديمًا
فكل الشعراء رأوا ما رأيت وأكثر!
فأخبرتهم أنني رأيتها تتمدد بقوامها الرشيق مع تموُّجَات المياه أيضًا
فكرَّروا عليَّ الكلام نفسه
فقلتُ لهم: أنا الآن أتنفسها مع كل وردة تصافحها عيناي،
فابتسموا؛ لسخافة مقولاتي المستهلكة!

(2)
قررت أخيرًا أن أخبرهم بالحقيقة واعترفت لهم
أن حبيبتي تقفز لي من شاشة الآيباد حينًا
وتبتسم لي من الآيفون حينًا آخر
لتحتضنني بقوةٍ
في عناقٍ أبديٍّ
وحبٍّ سرمديٍّ

(3)
وبالرغم من إعجاب البعض بما قلت
باغتني شاعرٌ كلاسيكيٌّ
قائلاً:
اعلم يا هذا، أنني كنت قبل ولادتك الميمونة
أتلمس دفء حبيبتي عبر أسلاك الهاتف الثابت
وحين يزداد ولعي بها
أنقش لها حروفًا من روحي على ورقة بيضاء أو صفراء
فاقعٌ لونُها
تُسِرُّ العاشقين
فقلتُ له:
أما أنا فأكتبُ هيامي على الكيبورد مباشرة
ليصل لحبيبتي بالبريد الإلكتروني
أو أتحدث معها عبر الماسنجر أو الفيس بوك
كأننا على سريرٍ واحد
نتبادل كلمات الغرام
ونحتسي الحب معًا
ـــــــ
كاتب من السعودية
[email protected]