ابنتي الصغيرة
ترى الكلب القروي جميلا
يجري كأنه يبحث عن حتفه في اللهاث
قد يسند أول المقبرة
وينام..
دون ترتيب لأعضائه السفلى والعليا

ابنتي الصغيرة
ترى النار مغرية في اللمعان
تمد يدها
لتكور قسطا
في قبضتها الرخوة
وتتلمظ ما تيسر
على سبيل الليمون،،
السبيل المفضي
للإقامة في الدائرة الطرية

ابنتي الصغيرة
تشطب على القصيدة
فلا أندم على ما كتبت
لأنها تضيف لفوضاي
فوضى أخرى
معا نبني زجاجا بالهش من الأفعال
وبكامل النغمة المفقودة
ولا نقوى على صيانة هذه الطفولة
في مناديلنا التي يصيبها التلف
فنواصل اللعب دوما
على مقربة من حراس الحقيقة
وليس لنا إلا الهش من المجاز
في ذاك العمق غير المستدير

ابنتي الصغيرة
تخبئ ثياب العيد
أقرب من الوسادة
لترقص رأسها صباحا
في قبعة
هي لا تدري
أن عصافير المدى
تجدد حللها من ريشها
لترقص كالرأس المقطوع
في قبعة كالوطن

ابنتي الصغيرة
تضم العالم
في حقيبتها
دون ترتيب ولا تعليق
ربما ترسم شيئا بدون حروب
ولا غسيل
ترسم شعرا
بالأصابع
خارج حبر ما يسطرون


ابنتي الصغيرة
تمتص الكلمات
وتعيدها على صفاء
في ذاك الماء الموصل
هي لا تدري
أن هذه الكلمات مكتظة
ومحتلة بالإشارات التي لم تعد تقل شيئا
ولا سبيل لها للانفلات عن الهيكل
إلا بالكلمات أيضا

وتلك هي النقطة المبحرة
حيث لا مسطرة


شاعر مغربي