عبد الجبار العتابي من بغداد: يستعد الفنان التشكيلي العراقي طالب مكي لاقامة معرض شخصي، يتضمن عددا من اللوحات الجديدة التي رسمها مؤخرا، بعد ان كان اخر معارضه الشخصية على قاعة مدارات عام 2007 وضم مجموعة منتخبة من اعماله تتوزع ما بين النحت والرسم الزيتي والتخطيطات الصحفية ورسوم الاطفال، ولكنه هذه المرة يريد لمعرضه ان يحمل اسلوبا تجريديا وبعدد من اللوحات لا تقل عن 30 لوحة، وطالب مكي، وهو من (مواليد 1936 مدينة الشطرة / محافظة ذي قار الجنوبية)، التقيت وحاولت ان احاوره في انشغالاته الحالية ووجدت صعوبة كبيرة الا ان ابنته كانت (مترجمة) جيدة لما كان يطرح من كلمات وقد ساعدتني كثيرا.

* ما الذي تعمله حاليا؟
- استعد لاقامة معرض خاص بي، ما زلت في طور الاعداد لهذا المعرض واختيار اللوحات المناسبة، وما زلت ارسم بعضها ليصل العدد الى 30 لوحة على الاقل، ارسم لوحات تجريدية، من الفن الحديث، وهذه اللوحات اتواصل برسمها في البيت، كل يوم او بين مدة واخرى ارسم لوحة وابدأ اخرى ومن ثم أجمعهن الى ان يتكون لديّ عدد جيد، ثم اقرر اقامة المعرض اما في في القاعات التشكيلية في الوزيرية او في جمعية الفنانين التشكيليين بالمنصور، واللوحات التجريدية التي رسمتها تتناول الوضع العراقي الحالي، كما رسمت لوحات تتعلق بالحضارة العراقية وبابل عام 1956 و1957 التي عشت فيها هناك، ارسم الماضي حيث كانت الحياة حلوة والناس تهتم بالفن وتحب الحياة، ارسم احوال العراقيين في السابق ومنها لوحات تعبر عني حينما كنت شابا حيث الحياة حلوة وكيف مررت بأوقات جميلة، كل هذه ترجمتها على شكل لوحات فن تجريدي.

* هل هناك مناسبة معينة لاقامة المعرض؟
- اقامة المعرض بدون مناسبة، ولكنني احاول ان اعود بمعرض شخصي لانني منذ مدة طويلة ابتعدت عن الاجواء الفنية، وعن الرسم التشكيلي بسبب عدم وجود نشاطات فنية واقامة معارض،لكنني اعمل في البيت، ارسم وانحت دائما، لاعود الى الناس بهذا المعرض بعد ان اقمت قبل ثلاث سنوات اخر معرض لي، وسيكون موعد المعرض خلال الشهر الثاني او الثالث، فالجميع كان يسألني بعد ان انشغلت برسوم الاطفال، اين لوحاتك واين اسلوبك في الرسم، وانا عدت الى اسلوبي القديم الذي تركته بسبب انشغالي برسوم الاطفال.

* هل سيكون للمعرض عنوان ما؟
- لم اقرر بعد ولكن على الاغلب سأضع للمعرض الجديد عنوان (اسد بابل) لانني معجب بأسد بابل وبآثار مدينة بابل، ولانه اثر عراقي، والاسد يمثل القوة.

* واينك من رسوم الاطفال الان؟
- منذ ان تقاعدت لم ارسم للاطفال لكنني اتردد بين مدة واخرى على الدار، في السابق كان العمل مكثفا وحين يسألون عن الرسامين يقال لا يوجد الا طالب مكي، وكان معي عدد من الفنانين، وبعد ان تقاعدت تفرغت لنفسي ولاعمالي الشخصية وارسم اللوحات التي اريدها، وانا احب الاسلوب التجريدي، والتي لم اتفرغ له سابقا لعملي المستمر في (مجلتي) و(المزمار) ورأيت عدم وجود حاجة للرسم للاطفال بعد عدم انتظام صدور المجلتين، انا رئيس رسامين في دار ثقافة الاطفال وعملنا كثيرا ولكن الان الرسم في (مجلتي) ضعيف بعد ان كانت افضل مجلات الاطفال في الوطن العربي، والان لا يوجد رسامون، والاغلب لا يعرف يرسم للاطفال وغير جيدين، بينما في السابق كانت الرسومات قوية.

* من من اصدقاءك الرسامين تتذكرهم دائما؟
- اتذكر اصدقائي ومنهم المرحوم مؤيد نعمة، وبسام فرج، وهيثم وصلاح وماهود.

* الا تتعب من الرسم؟
- (يضحك):انا تعبت من العمل بعد ان كبرت في العمر، ولكنني لا استطيع ان اترك الرسم، فالنحت والرسم احبهما ولا استطيع ان لا افعل شيئا غيرهما، وفي البيت دائما اخطط وارسم، لان الرسم صار جزء مني ومن الصعب ان اتركه، وهو موهبة فطرية من الله سبحانه وتعالى، وهو الذي استأنس به في اوقات الفراغ او عندما اكون ضجرا، الفن هو الذي يعيد لي الحياة والفرح.