عصام الياسري: في 30 فبراير/ شباط 2012 عقدت اللجنة المنظمة لمهرجان برلين السينمائي العالمي quot;البرلينالهquot; برئاسة د. ديتير كوسلك، مؤتمراً صحفياً في المركز الصحفي التابع للحكومة الألمانية، والواقع على ضفاف نهر شبريه quot;Spreequot; الشهير الذي يخترق العاصمة الألمانية برلين. وقام فريق العمل الخبير بإدارة وتنظيم المهرجان منذ سنوات طويلة، بإستعراض برنامج المهرجان الثاني والستين والذي سينطلق هذا العام من 9 وحتى 19 فبراير 2012 يرافقه quot;سوق الفيلم الأوروبي EFMquot; الذي يقام سنوياً وستعرض خلال أيام مهرجان هذا العام بشكل مميّز أكثر من أربعمائة مؤسسة من جميع أنحاء العالم أحدث إنتاجها السينمائي والتلفزيوني والذي يتجاوز الـ 750 فيلماً. أما quot;سوق البرليناله للإنتاج المشتركquot; Berlinale Co- Production Market وهو صندوق تمويل صناعة الفيلم في مجال الإنتاج الدولي المشترك تشرف عليه لجنة متخصصة في quot;أعمال الإنتاج وكتب السيناريوquot; أُختير لهذا العام 39 مشروع فيلم دولي وتقوم مجموعة متخصصة من المخرجين والمنتجين من 30 بلداً بالحكم عليها.
أعلنت إدارة المهرجان في مؤتمرها الصحفي أسماء لجنة التحكيم المكونة من ثمانية أعضاء على رأسهم رئيس اللجنة: Mike Leigh مايك لي، وهو واحدٌ من أهم السينمائيين البريطانيين، وقد فازت أفلامه بالعديد من الجوائز الدولية وحصل على عدة ترشيحات للاوسكار. المصور والمصمم والمخرج الهولندي Anton Corbijn انطون كوربين. المخرج وكاتب السيناريو الإيراني Asghar Farhadi أصغر فرهادي، الممثلة الفرنسية البريطانية Charlotte Gainsbourg شارلوت غينسبورغ، الممثل الأمريكي جيك جيلنهال Jake Gyllenhaal الذي رشح مؤخرا لجائزة الأوسكار من قبل الأكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون quot;BAFTAquot; وفاز عام 2005 بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، المخرج والسيناريست الفرنسي فرانسوا أوزون Franccedil;ois Ozon أحد أبرز صناع الأفلام الإستعراضية وأفلام الكوميديا والقصيرة، الكاتب الجزائري بوعلام صنصال Boualem الذي له العديد من المؤلفات الفكرية والروائية التي ترجمت إلى لغات عالمية منها الفرنسية والألمانية، وعن روايتهDas Dorf des Deutschen quot;قرية الألمانquot; التي عرضت عام 2011 في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، منحته المؤسسة الألمانية لتسويق الكتاب جائزة للسلام. ممثلة السينما والمسرح، والمغنية الألمانية Barbara Sukowa باربارا زوكوفا، التي إكتشف مواهبها المخرج الألماني القدير، الراحل quot;راينر فيرنر فاسبيندرquot; الذي قدمها عام 1981 في بطولة فيلمه الثاني الشهير Lola quot;لولاquot; وعن دورها الرئيسي في فيلمه quot;روزا لوكسمبورغquot; حازت عام 1986 على جائزة أفضل ممثلة.
برنامج المهرجان الرئيسي لعام 2012، يتضمن 23 فيلماً، من ثلاثة وعشرين دولة، منها 18 فيلماً تتنافس للحصول على أحد جوائز المسابقة quot;الدببةquot; الذهبية والفضية أو البرونزية. وخمسة أفلام خارج المسابقة، من بينها فيلم واحد فقط quot;صينيquot; من نوع الأبعاد الثلاثة quot;D3quot; طوله ثلاث ساعات ونصف. فيما سيحتفل في البرليناله تسعة عشر فيلماً بعرضه العالمي الأول. وتأتي أفلام المسابقة من البرازيل والدنمارك وألمانيا وجمهورية الصين الشعبية، فرنسا، اليونان، بريطانيا، هونغ كونغ، اندونيسيا، ايطاليا، ايرلندا، كندا، النرويج، الفلبين، البرتغال، الاتحاد الروسي، السويد، سويسرا، السنغال واسبانيا وجمهورية التشيك والمجر والولايات المتحدة.
أما مجموع أفلام مهرجان 2012 التي ستعرض في أكثر من 35 صالة سينما، وصل 395 فيلم quot;روائي وتسجيلي وقصيرquot; من أكثر من مئة دولة، أي بمعدل زيادة 10 أفلام عن العام الفائت. موزعة على أقسام المهرجان كالفوروم ومهرجان أفلام الأطفال، والفيلم الألماني الحديث والبانوراما quot;تسجيلي وشبيسيالquot; بالإضافة إلى أفلام الديكتال وعروض التكريم quot;Hommagequot; والرتروسبكتيف وبرسبكتيف. تحظى كلها بإهتمام الجمهور وأكثر من مئة مؤتمر صحفي تشارك فيه مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية.
يتعرض العديد من أفلام مهرجان هذا العام لمواضيع إجتماعية وسياسية هامة عدة، يغلب على بعضها طابع الإثارة والانفعال أو العنف، فيما يلامس بعضها الآخر مناخات دافئة لا تخلو من الرومانسيه والهوس العاطفي. وستعرض على هامش المهرجان ولأول مرة، أفلام روائية وتسجيلية تتناول موضوعة quot;الربيع العربيquot; ضمن عروض الفوروم والبانوراما. كما سيكرم المهرجان أفلام وشخصيات أوروبية وعالمية، من الوسط الفني والسياسي والاجتماعي، جوائز مادية ومعنوية مرموقة كجائزة الدب والكاميرا quot;الذهبيتينquot;.
يحظى الإتحاد الروسي هذا العام بإهتمام واسع، حيث سيقدم على هامش المهرجان أكثر من 25 فيلماً quot;أسود أبيض و ملونquot; لفنانين ومخرجين عمالقة كان لهم دور كبير في صناعة السينما العالمية وتطورها أنتجت قبل وبعد ثورة أكتوبر الروسية 1917. ولما تحمل من قيمة فنية وتاريخية فريدة، ستكون فرصة ثمينة أمام المهتمين من الأجيال الحديثة. وفي ذات الإتجاه وتحت عنوان عام سعيد quot;ستوديو بابلسبيركquot; وهو من أهم الستديوهات السينمائية ذات الشهرة على المستوى العالمي، في مدينة بوتسدام الشهيرة، والذي كانت تنتج فيه الأفلام الروائية والتسجيلية quot;للسينما والتلفزيونquot; في جمهورية ألمانيا الديمقراطية آنذاك. ستعرض مجموعة أفلام هامة أنتجت في هذا الستوديو خلال الحرب الباردة بين الشرق والغرب. كما سيقدم المهرجان عروضاً متميزة إعتاد أن يقدمها سنوياً تحت عنوان quot;الفيلم الألمانيquot; الذي أصبح واحداً من أهم أقسام المهرجان على المستوى المحلي والأوروبي.
ويبدو أن مهرجان quot;البرلينالهquot; لهذا العام يكتسب أهمية خاصة، إذ يتزامن إنعقاده مع ما يجري في العديد من البلدان العربية من حراك سياسي وإنشغال وسائل الإعلام والسياسة بما يطلق عليه quot;الربيع العربيquot; إذ إرتقى هذا الإهتمام إلى الإشادة بهبوب رياح التغيير في المنطقة والعالم طلباً quot;للحريةquot; ومن أجل العدالة الاجتماعية والسياسية. وهي المرة الأولى التي يكون إنحياز إدارة المهرجان منسجماً مع أهمية العالم العربي، وعرضه كماً من الأفلام التسجيلية والروائية العربية والأجنبية التي تتناول موضوعات حساسة كمسألة الحكم والإصلاح والتغيير. فضلاً عن إقامة العديد من الندوات التي يشارك فيها بعض الفنانين والمفكرين والإعلاميين العرب والأجانب على هامش المهرجان.
- آخر تحديث :
التعليقات