إلى كل الشهداء... أمس واليوم وغدًا

تَقتلوننا .../
وتُدركون أنّنا: نعيش في خيالكم / نَظلُّ في ظِلالكم / لا يبرح المكانُ من أقدامنا/
نُنَغصُ الحياة في قُصُوركمْ / نَندَسُ في الطّعامِ والكلامِ / في الأسرة الوثيرةِ / نلتفُ في السّتائر الثّمينةِ / نُطِلُّ في المرايا .../
نُعلق الوُجوه في جُدرانِكم / نُكَوِّمُ الأشلاءَ في الزّوايا /
ونُفسِدُ الأحلامَ في مَنامِكمْ / ونُفْسِدُ الأيام في أقدارِكمْ / ونُفسِدُ النّعيمْ!

فعمّا تَسْألونْ؟؟؟
قُبورنا : أشْجارُنا / في كُلِّ قَبْرٍ غابةٌ زَهريةُ / ما أكثر الشّجرْ!
دُموعُنَا : أمْطارُنا / في كُلّ عينٍ غيمة شِتويّةٌ / ما أجملَ المَطرْ!
فَلتَسْتريحوا... / إنّنَا باقونَ في رَحيلِنا / وإنَّكمْ في فَوهةِ السّفَرْ ...
وأطلقوا رَصَاصَكمْ / دُروعنا الدّعاءْ
وجمّعوا جُنُودَكم / حُصونُنا السّماءْ
وإنْ سَلخْتُمْ جِلدَنَا .../ سَينْقشُ الأطفَالُ في جُلودِهم بعَظمِنَا / تَاريخَنَا العَظِيمْ!

فعمّا تَسْألونْ؟؟؟
عمّا يبحَثُ الرّصَاصُ في نَزِيفِنَا الكَريمْ؟؟؟
عن عزّكُمْ؟ / عن عِهرِكمْ؟ / عن بُهرُجِ السّلطَانِ في مَوائِدِ الحَريمْ؟ /
لا شَيءَ في نَزيفِنا مِن جُبنِكُمْ / لا شَيءَ في نَزِيفِنَا يَخُصُّكُمْ ....سِوى الجَحِيمْ!