إعداد عبدالاله مجيد: عاد الكتاب المقدس الى صناعة السينما بقوة لافتة حيث أطلق الممثل راسل كرو لحيته للقيام بدور نوح في فيلم من اخراج دارين ارونوفسكي. وأُنجز فيلم وثائقي بعنوان quot;لغز الانجيلquot;. وسيجرب الممثل ويل سمث حظه في الاخراج بفيلم quot;قابيل وهابيلquot; الذي افادت تقارير ان مصاصي الدماء سيكون لهم دور فيه بطريقة غير مباشرة. وأُقرت ميزانية فيلم quot;عيسى الناصريquot; من اخراج بول فيرهوفن. ويعيد جاستين تيرو كتابة فيلم quot;أقسم بإللهquot; الكوميدي عن مدير صندوق استثماري يدعي انه رأى الخالق. ويعمل ريدلي سكوت وشركة وارنر بروس وشركة تشيرنين انترتينمنت على انتاج افلام عن النبي موسى. ويجري التحضير لتصوير فيلم quot;ماريا أم المسيحquot; عن حياة المسيح حتى سن الثانية عشرة وكذلك عمل الشاعر الأسود لانغستون هيوزBlack Nativity تمثيل صامويل جاكسون وانجيلا باسيت وجنيفر هدسن. وأُعطي الضوء مؤخرا لتصوير فيلم quot;بيلاطس البنطيquot; عن حاكم فلسطين الروماني حين صُلب المسيح.
ولا تعني هذه الموجة من الأعمال السينمائية التي تستوحي الكتاب المقدس ان نوبة من التقوى انتابت هوليود أو ان عاصمة الصناعة السينمائية اهتدت أخيرا الى الديانة المسيحية بل هي عودة الى مصدر كان وراء عدد من أكبر أفلام هوليود وأنجحها تجاريا في عشرينات وخمسينات القرن العشرين. وتبين الأرقام القياسية لايرادات شباك التذاكر ان اربعة من بين أنجح 100 فيلم افلام ذات موضوعات مستلة من الكتاب المقدس هي الوصايا العشر (1956) وبن حور (1959) والرداء (1953) وآلام المسيح (2004).
وتشير حقيقة ان آلام المسيح هو الفيلم الوحيد بين أول 100 فيلم في العالم حيث جاء في المركز الثامن والستين بايرادات بلغت 611 مليون دولار عالميا، الى ان هوليود اعتصرت هذا الجنس السينمائي حتى أخر قرش. ولكن المنتج راف وينتر يختلف مع هذا الرأي. ونقلت صحيفة الغارديان عن وينتر الذي ارتبط اسمه بأفلام مثل رجال أكس وستارتريك ان ستوديوهات هوليود تبحث عن مصدر لا يتأثر بالزمن فوجدت في الكتاب المقدس معينا تنهل منه لا سيما وان قصصه متاحة في المجال العام حيث لا يتعين على هوليود ان تدفع شيئا لشراء حقوق هذه النصوص. وأُنتجت قصص الكتاب المقدس مثل الوصايا العشر عدة مرات. فهي قصص معروفة ولها جمهور واسع.
ويلاحظ معلقون ان فيلما حسن الاخراج والتسويق يقتبس قصص الكتاب المقدس يمكن ان يلاقي رواجا واسعا بين الاميركيين الذين يقول 75 في المئة منهم انهم مسيحيون وانه يشاهدون فيلما كل شهر. وقال بارت غافيغان الكاتب والمخرج ومستشار معهد سندانس الذي أنشأه روبرت ريدفورد ان هناك جمهورا ضخما بين السكان الاميركيين المؤمنين. واضاف ان قصص الكتاب المقدس رغم انها دينية في الأصل لكنها معروفة للعالم أجمع، حتى وإن كانت معروفة كأساطير.
كما ان الاطار التاريخي لقصص الكتاب المقدس يوفر بيئة فريدة ومثيرة للسينمائيين حيث quot;أي شي يمكن ان يحدثquot; وبذلك اضفاء بعد آخر على شخصية السوبر بطل حيث لا أحد يستطيع حتى ان يحلم بمضاهاة قدرات الخالق الخارقة وما يتيحه ذلك من امكانيات لعنصر التشويق والإثارة مخلوطا بالجانب الترفيهي.