يوسف يلدا ndash; سيدني: رحل عن عالمنا هال ديفيد، مؤلف أجمل أغاني العصر الذهبي لموسيقى البوب، نتيجة سكتة دماغية يوم السبت عن عمر 91 عاماً في لوس أنجلوس. كما كان هناك عصر ذهبي لهوليوود، حيث أبدعت نخبة من المخرجين، والممثلين، وكتّاب السيناريو أعمالاً سينمائية رائعة بالأبيض والأسود، لا يمكن محوها من الذاكرة الجماعية، كان هناك لموسيقى البوب، هي الأخرى، عصرها المتوهج، وذلك بفضل نتاجات مجموعة من المحترفين وعشاق هذا النوع من الفن، البعيدة عن الشباب المتمرد من رموز الروك المناهضة للثقافة، والتي إستطاعت أن تتبنى على طريقتها، الوجه العاطفي لأعوام الستينات. كان ذلك زمن هال ديفيد، الأفضل والأكثر حساسية بين كتّاب الأغنية في تأريخ موسيقى البوب.

ديفيد، الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 91 عاماً بسبب سكتة دماغية، حقق شهرة واسعة إثر تعاونه مع المؤلف الموسيقي وعازف البيانو بيرت باكاراك. غير أن الراحل بقي يمثل الوجه الآخر لأغانٍ خالدة، مثل quot;ووك أون بايquot;، وquot;آي ساي آ ليتل برايرquot;، وquot;ذا لوك أوف لوفquot;، أغانٍ راقية وضع كلماتها على إيقاع موسيقى باكاراك.
ترك الثنائي ديفيد وباكاراك بصماته على العصر الذهبي لموسيقى البوب الأمريكية، والتي إنطلقت في نهاية الخمسينات، وعاشت مجدها في الستينات بين جدران quot;مبنى بريلquot;، الكائن في 1619 في برودواي، عند بداية شارع 49. ومن هناك مرّ جيل من الكتّاب لا مثيل له: جيري ليبر، ومايك ستولر، ودوك بوموس، ومورت شومان، وجيري باري، وإيلي غرينويج، وكارول كنغ، وجيري غوفين، وغيرهم.
ولد هال ديفيد في مانهاتن عام 1921. وفي أعوام الأربعينات والخمسينات كان غزير الإنتاج لموسيقى الجاز، رغم أن شهرته إنطلقت من خلال أغنيته الرائعة quot;آي دونت كير إف ذا صن دونت شاينquot;، التي غنتها باتي بيج في 1950، وبعدها بست سنوات أعاد إلفيس بريسلي غنائها.
درس ديفيد الصحافة، وعمل لحساب صحيفة quot;ذا نيويورك بوستquot;، ولكن اثناء أدائه الخدمة العسكرية في هاواي كتب أغنياتٍ للجيش، وقرر التفرغ للموسيقى شأن شقيقه.
بعد أن أصبح عضواً في الجمعية الأمريكية للمؤلفين والكتّاب، والتي ترأسها في أعوام الثمانينات، كتب ديفيد أغانٍ للعديد من المطربين، أشهرهم فرانك سيناترا. غير أن حياته كان قد طرأ عليها تغييراً كبيراً، بعدأن إلتقى باكاراك، شاب متميّز شبّ على الموسيقى الكلاسيكية، رغم حبه للجاز، والأر أند بي. وكان عليهما القبول بأجرٍ إسبوعي قدره 50 دولار في عام 1957، والبدء بالعمل في إحدى غرف quot;مبنى بريلquot;، حيث شرعا بوضع الأغاني للكثير من المغنين والشركات الموسيقية، كما يذكر كين إيمرسون في كتابه

quot;أولويس ماجيك إن ذا آيرquot;.
ومن بين أعمال ديفيد وباكاراك الغنائية والتي حققت نجاحاً كبيراُ، الأغنية الريفية quot;الكونتريquot; التي غناها مارتي روبنز، وكانت بعنوان quot;ذا ستوري أوف ماي لايفquot;، وتلك الأغنية التي أداها بيري كومو وحملت إسم quot;ماجيك مومينتسquot;.
كان هذا الثنائي يعمل في الظل، غير أن ما كان ينجزه من عمل، كان يعد أساسياً. لم يكن من دونهما وجود للموسيقى، مثلما لا وجود لفيلم من دون مخرج.
أول عمل غنائي حقق شهرة وإنتشاراً كان في عام 1963، وحمل عنوان quot;دونت ميك مي أوفرquot;، على الرغم من أن قائمة الأغاني الناجحة لديفيد وباكاراك طويلة، ولا نهاية لها: quot;ووك أون بايquot;، وquot;أيل نيفر فول إن لوف آغينquot;، وquot;ذا ويندوز أوف ذا وورلدquot;، الأغنية المفضلة لدى ديفيد، وquot;أنيون هو هاد آ هارتquot;، وquot;آي ساي آ ليتل برييرquot;، التي صدحت بها حنجرة أريثا فرانكلين.
في العام 1969 كتب هال ديفيد كلمات أغنية quot;ريندروبس كيب فولين أون ماي هيدquot; لفيلم quot;باتش كاسيدي آند ذا صندانس كيدquot;، ونال عنها جائزة أوسكار أفضل أغنية أصلية. وفاز ديفيد أيضاً بجائزة quot;جراميquot; عن عمله الموسيقي quot;بروميسز بروميسزquot;، المأخوذ عن نص بيلي ويلدر، وآي. أي. إل. دايموند.
وفي أوائل السبعينات إنفرط عقد الثنائي ديفيد وباكاراك، ليبدأ كاتب كلمات الأغاني بالتعاون مع كل من المؤلفين الموسيقيين جون باري، وألبرت هاموند، الذي وضع له كلمات الأغنية المعروفة quot;تو أول ذا غيرلز آيف لوفد بيفورquot;.